بالفيديو.. هجوم أعمى على آثار الموصل يراد منه...؟

الجمعة ٢٧ فبراير ٢٠١٥ - ٠٢:٥٦ بتوقيت غرينتش

بغداد (العالم) 2015/2/27- اكد كاتب ومحلل سياسي عراقي ان اقدام عناصر تنظيم "داعش" الارهابي على تحطيم القطع الاثرية في متحف الموصل الهدف منه هو انهم يريدون ان يثبتوا للعالم انهم موجودون، خاصة بعد الضربات المتتالية للجيش العراقي والحشد الشعبي حيث باتت ساعة حسم معركة الموصل وشيكة لتحريرها منهم.

وقال علي النشمي في حديث مع قناة العالم الاخبارية اليوم الجمعة: ان تنظيم "داعش" الذي يحمل فكراً ضالاً ومتطرفاً يعاني الآن الامريّن بسبب الضربات التي تنفذها القوات العراقية والحشد الشعبي، ولذلك يبحث عن اي شيء لاعلان وجوده.

ورأى النشمي ان التدمير الذي وقع في متحف الموصل حصل منذ اسابيع، ولكن لدى "داعش" دائماً خزين من الفيديوات يعرضها في اوقات معينة للتأثير سايكولوجياً واعلامياً، مستغلاً الفضائيات التي تأخذ منه كل شيء.

واشار الى ان ما هدمه وحطمه الدواعش من التماثيل اغلبها كانت من الجبس باستثناء ثلاثة آثار كانت حقيقية، مؤكداً ان مخازن المتحف كانت مليئة بالقطع الصغيرة الثمينة والتي تم تهريبها الى الخارج عبر الاراضي الاردنية.

الكاتب والمحلل السياسي العراقي علي النشمي

واضاف النشمي: ان فكر "داعش" الضال والمنحرف الذي لا يؤمن الا بمذهب واحد وفكر وتوجه واحد يريد من خلال اعمال التدمير ان يغسل الادمغة ويؤكد بانه قادر على محو التاريخ ومحو كل شيء وأنه هو الباقي فقط وان لا شيء يقف امامه، مبيناً ان التدمير الممنهج ايضاً هو رسالة نفسية لعملائه في الداخل والخارج وايضاً لكل القوى التي تسانده في المنطقة او في الدول الاخرى على اساس ان هذا التنظيم باق وفاعل ولديه القدرة ويتصرف بكل حرية ودقة بالتعامل مع كل ممتلكات العراق.

واعتبر النشمي، ان تنظيم "داعش" الذي يمثل المذهب الوهابي بكل تطرفه وتحجره، لديه اهدافاً سياسية وليست فقط طائفية، اضافة الى اهداف اخرى ينفذها مرتبطة بالمنطقة، مشيراً الى ان هنالك دولاً تتبنى هذا المذهب وتتصور انه بانتشاره فانه يمكنها السيطرة على منطقة الشرق الاوسط اقتصادياً ونفطياً وستؤثر على العالم لتكون قوة ضاربة تحاول ان تقف بوجه اي قوة تريد التغيير الداخلي او مطالبة بشيء من حقوق الانسان في دولها.

كما اكد النشمي، قائلا: ان هناك ايضاً فعل استخباراتي في هذا السلوك، حيث ان "داعش" هي بالاساس منظمة مدفوعة استخباراتياً لا شك فيه، يضاف الى الدور المحوري الذي تلعبه تركيا بعدما اصبحت قاعدة اساسية لانطلاق "داعش" بتمويل خليجي بحجة مقاومة النظام السوري وغيرها من القضايا.

وشدد الكاتب والمحلل السياسي المذكور، على ان اميركا لها اهدافاً سياسية كلوبوليسية للهيمنة على العالم من خلال غض الطرف عن "ألد اعدائها" مادام لديها عدو آخر يُضرب.

واستطرد قائلاً: لدى اميركا سياسة تريد من خلالها ابقاء "داعش" في مكان ما وتضربه في مكان معين لاغراض معينة، دون ان تسيطر على هذا الوحش الذي بدأ يخرج عن بيت الطاعة رغم انهم ساهموا في ايجاده.

واوضح النشمي، ان اميركا تخطط لضرب قوة اساسية نامية في الشرق الاوسط، كايران التي استعرضت قوتها في مناوراتها والتي لا تحبذها اميركا، ولذلك وجود فكر متطرف معادي لها يساعدها على تنفيذ مآربها، بدليل توقف الضربات الجوية للتحالف الاميركي نهائياً ضد "داعش"، اضافة الى مقتل الابرياء على بعد 3 كيلومترات من قاعدة عين الاسد الاميركية دون ان يحركوا ساكناً، بينما هم يضربون بقوة كلما تقدم الدواعش على مدينة اربيل او على الحدود التركية لاهداف معينة.

واكد علي النشمي ان "داعش" صناعة مخابرات اميركية وشرق اوسيطة، وأنه يجب تفعيل القرارات التي اصدرتها الامم المتحدة ووضعته في البند السابع ضد كل من يمد يد العون الى تنظيم "داعش" من اجل تجفيف مصادره المالية، واوضح ان "داعش" يحصل على تمويل مالي هائل واسلحة اسرائيلية واميركية، اضافة الى التعاون التركي الذي يمرر نفط الدواعش المسروق من الآبار العراقية والسورية بعلم وتراخي كبير من قبل الولايات المتحدة.
27/2- TOK