قائد الثورة: شعوب الیمن والبحرین وفلسطین، مظلومة

قائد الثورة: شعوب الیمن والبحرین وفلسطین، مظلومة
السبت ١٦ مايو ٢٠١٥ - ٠٨:٢٩ بتوقيت غرينتش

دعا قائد الثورة الاسلامیة اية الله السيد علي خامنئي الی استخلاص الدروس من البعثة النبویة الشریفة لمواجهة الجاهلیة الحدیثة بوعي وقال ان هذه الجاهلیة هي اخطر بکثیر واکثر تجهیزا من جاهلیة ما قبل الاسلام معتبرا ان الاستکبار وعلی راسه امریکا هو من یقف وراء نشاة 'الجاهلیة الحدیثة'.

وقال قائد الثورة لدی استقباله الیوم السبت جمعا من کبار مسؤولي الدولة وسفراء البلدان الاسلامیة المعتمدین لدی البلاد، ان تجربة الجمهوریة الاسلامیة في ایران علی مدی 35 عاما اظهرت بان الامة الاسلامیة الکبری وبحفظها مبدئي 'البصیرة' و 'العزیمة والهمة' قادرة علی الوقوف بوجه هذه الجاهلیة ودحرها.
وقدم التهاني والتبریکات للشعب الایراني ومسلمي العالم وجمیع الاحراربمناسبة البعثة النبویة الشریفة، وقال ان البشریة بحاجة الی دروس البعثة واعادة قرائتها واضاف ان بعثة النبي الاکرم (ص) جاءت من اجل مواجهة الجاهلیة التي لم تکن تقتصر علی الجزیرة العربیة بل کانت تسود الامبراطوریات التي تحکم في تلك الحقبة في العالم.
وقال ان العنصرین الرئیسیین لهذه الجاهلیة یتمثلان في 'الشهوة' و 'الغضب' مشیرا الی اعادة انتاج جاهلیة ما قبل الاسلام في العصر الحاضر علی اساس قاعدتي 'الشهوة' و 'الغضب' وقال اننا نشهد الیوم ایضا الشهوانیة المنفلتة وعدیمة المنطق والقسوة والقتل الذي لا حدود له مع اختلاف ان الجاهلیة الحالیة هي مجهزة للاسف بسلاح العلم والمعرفة وهي بالتالي اخطر بکثیر.
واکد قائد الثورة انه في المقابل فان الاسلام هو اکثر تجهیزا ایضا وان القوة الاسلامیة الهائلة انتشرت في العالم بالافادة من الادوات المختلفة والامل علی تحقیق النجاح الکبیر لکن شرطه هو 'البصیرة' و 'العزیمة والهمة'.
واوضح القائد ان الظروف الحالیة للدول الاسلامیة والتدهور الامني والاقتتال بین الاخوة وسیطرة المجموعات الارهابیة في دول المنطقة تعد نماذج من الجاهلیة الحدیثة التي هي حصیلة تصمیم القوی الاستکباریة وعلی راسها امریکا مضیفا انهم ومن اجل نیل مآربهم المشؤومة وحفظ مصالحهم یلجأون الی الدعایة الواسعة النطاق والمبنیة علی الکذب والمثال علی ذلك مزاعم امریکا في مکافحة الارهاب.
واضاف ان الاميرکیین یثیرون هذه المزاعم بینما یقرون انفسهم بضلوعهم في انشاء اخطر المجموعات الارهابیة بما فیها داعش. ان الاميرکیین یدعمون رسمیا المجموعات الارهابیة في سوریا وحماتهم. ان الاميرکیین یدعمون الکیان الصهیوني المختلق الذي یمارس الضغط علی الفلسطیین في غزة والضفة الغربیة، لکنهم یدعون في شعاراتهم کذبا وزیفا بانهم یکافحون الارهاب، وهذا هو 'الجاهلیة الحدیثة' بعینها.
وتوجه قائد الثورة الاسلامیة الی جمیع البلدان الاسلامیة قائلا انه لیعلم الشعب الایراني والامة الاسلامیة الکبری وقادة البلدان الاسلامیة باننا قادرون علی الوقوف بوجه هذه الجاهلیة.
ورای القائد ان المحور الرئیسي للسیاسة الخبیثة للاستکبار في المنطقة یتمثل حاليا في اشعال نار الحروب بالوکالة مؤکدا ان هؤلاء یبحثون عن مصالحهم وملء جیوب شرکات تصنیع الاسلحة، لذلك یتعین علی دول المنطقة ان تتحلی بالوعي والحیطة لکي لا تقع في اسر هذه السیاسات.
واشار الی واحد اخر من المزاعم الکاذبة لامریکا الا وهو الزعم بخصوص امن منطقة الخلیج الفارسي وقال ان امن الخلیج الفارسي متعلق ببلدان هذه المنطقة بالذات والتي لدیها مصالح مشترکة لا امریکا، لذلك فان امن منطقة الخلیج الفارسي یجب ان یستتب علی ید بلدان المنطقة ذاتها.
واکد آية الله خامنئي ان امریکا لا ترید استتباب الامن في منطقة الخلیج الفارسي ولا تملك اهلیة ابداء الراي بهذا الخصوص قائلا ان کانت منطقة الخلیج الفارسي آمنة، فان جمیع بلدان المنطقة تستفید من هذا الامن لکن ان اصبح الخلیج الفارسي غیر آمن، فانه سیکون غیر آمن لجمیع بلدان المنطقة.
وفي معرض اشارته الی الزعم الکاذب الامریکي الاخر بشان دعم ایران للارهاب قال قائد الثورة ان الشعب الایراني وقف بحزم بوجه الارهاب الذي نشأ باموال ودعم امریکیین، وعندها یتهمون ایران بدعم الارهاب! في حین ان من یدعم الارهاب علی رؤوس الاشهاد هو امریکا.
واکد قائد الثورة ان الشعب الایراني وقف وسیقف بوجه الارهاب وحماته مؤکدا ان الشعب الایراني سیتعاون مع جمیع الذین یحاربون اخطر الارهابیین والصهاینة الارهابیین في العراق وسوریا ولبنان والاراضي المحتلة.
وقال متوجها الی الساسة الامریکیین: الارهابیون انتم، والممارسات الارهابیة من صنع ایدیکم، اننا نعارض الارهاب وسنکافحه وسندعم اي مظلوم.
واعتبر القائد ان شعوب الیمن والبحرین وفلسطین هي شعوب مظلومة وقال انه بینما کان مشرکو مکة یکفون عن الحرب في الشهر الحرام، نری الیوم في الیمن وفي شهر رجب وهو شهر حرام، یلقون القنابل والصواریخ علی رؤوس الشعب البريء في هذا البلد.
واکد ان دعم المظلوم هو امر صریح للاسلام وقال اننا سندافع عن المظلوم باي قدر نستطیع وسنواجه الظالم.
ودعا اية الله خامنئي بلدان المنطقة الی التحلي بالوعي قبال سیاسات الاستکبار الرامیة الی خلق اعداء وهمیین وتخویف هذه البلدان من احداها الاخری وقال انهم یسعون لجعل العدو الرئیسي المتمثل بالاستکبار والتابعین له والصهاینة في الهامش وجعل البلدان الاسلامیة في مواجهة احدها الاخر. لذلك فانه یجب مواجهة هذه السیاسة التي هي الجاهلیة الحدیثة بعینها.
واکد ان شعوب المنطقة قد تیقظت قائلا انه قد یمکن قمع الصحوة الاسلامیة لمدة مؤقتة لکن الصحوة والبصيرة لا یمکن قمعهما.
وفي مستهل اللقاء القی رئیس الجمهوریة حسن روحاني کلمة قدم فیها التهاني بعید المبعث النبوی الشریف وقال انه وفقا لتعالیم البعثة فان ما هو قادر علی بناء تاریخ المستقبل والمجتمع المتلازم بالقسط والعدل هو الحق والوحي لا السیف والطلقة والقصور الشامخة.
واکد ان الشریعة الاسلامیة لا علاقة لها بالعنف والذین یریدون وضع الشریعة بجانب العنف، لا یفقهون شیئا عن الشریعة.
واشار الی ترویج الفرقة ووهم رهاب ایران بین المسلمین مؤکدا ان ایران کانت منذ البدایة ترمي الی اقرار السلام والعدل ومساعدة الاخرین والوقوف بوجه الظلم والطغاة ولن ترضخ للظلم والمطالب المبالغ فیها مضیفا ان ایران لم ولن تعتدي علی اي بلد لکن ان تعرضت للعدوان فان ردها سیکون کما الثماني سنوات من الدفاع المقدس ردا موجعا وقاسیا ویجعل المعتدی یندم.
وقال الرئیس روحاني متوجها الی البلدان الاسلامیة في المنطقة والجیران: الجأوا الی معسکر النبي الاکرم (ص) لا الی کامب دیفید لان معسکر الاسلام والنبي الاکرم (ص) وحده القادر علی انقاذکم.