السيد نصرالله: المشروع التكفيري خطر لكل شعوب المنطقة

السيد نصرالله: المشروع التكفيري خطر لكل شعوب المنطقة
الأحد ٢٤ مايو ٢٠١٥ - ٠٣:٥٥ بتوقيت غرينتش

أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان المنطقة اليوم أمام خطر لا يتحمل وجود الاخرين، المشروع التكفيري المتوحش في مواجهة كل شعوب المنطقة، الذي يسلم هو من يقبل بفكرهم ويبايع خليفتهم، أما الباقي فلا مكان له.

وقال السيد نصرالله في كلمته الاحد بمناسبة ذكرى عيد المقاومة والتحرير، الذي يصادف غدا 25 مايو/ أيار: اليوم التاريخ يعيد نفسه بعناوين جديدة، المشروع الذي يتهدد دول المنطقة ومجتمعاتها وجيوشها هو هذا المشروع التكفيري المتوحش، لو أخذنا نعرض نموذجا لهذا المشروع وهي داعش، نحن الآن أمام مشروع يتحرك على الأرض ولا نتحدث عن نايا، يسفك الدماء ويقتل ويدبح وينهب ويعبر عن وحشية تجاه كل ما هو حضاري أو انساني، وداعش ليست مجموعة صغيرة بل هي تمتد، هي موجودة على مساحة من سوريا وعلى العراق وفي سيناء وفي اليمن وأفغانستان وباكستان وليبيا وشامل افريقيا ونيجريا، وأول من أمس عبرت عن وجودها الميداني في السعودية، ويمكن أن تعبر عن وجودها في كل مكان.

وأوضح ان "النصرة" مثل "داعش" لكنها فصيل شامي، ويعمل على اعطاء اسم جديد هو جيش الفتح، جيش الفتح هو النصرة أي القاعدة ولا أحد يضيع بالاسماء.
وشدد السيد نصرالله "نحن أمام خطر لا مثيل له في التاريخ، ماذا فعلت داعش في العراق وسوريا، مع كل الناس، حتى داخل أبناء المنهج الواحد، بدل أن يتوحدوا تقاتلوا وذبحوا بعضهم البعض".

وانتقد السيد نصرالله موقف البعض، وقال: بناء على كل التجربة السابقة، للأسف ما زال هناك من يدس رأسه بالتراب ويقول أن ليس هناك خطر وهناك من يقف على الحياد وهناك من يساند ويراهن ويرى في هذه الجماعات الإرهابية صديقا وحليفا ويقدم لها الدعم والمساندة.

وقال: الخيار الأول الذي يجب استبعاده وهو "وهم" الصمت والحياد، وأنظروا بيانات داعش عندما توصف النصرة وبيانات النصرة عندما توصف داعش، نصيحتي للمراهنين والساكتين راجعوا حسابتكم لأنكم ستكونون أول ضحايا داعش والنصرة، وأول هؤلاء الضحايا قادة ونواب تيار المستقبل والكل سيكون ضحايا داعش والنصرة، أريد أن اسأل المسيحيين: هل موقف قيادات 14 آذار تحميكم من القتل والدمار وتحمي كنائسكم؟

وشدد على ضرورة المبادرة والبحث عن خيارات المواجهة مع هذه المجموعات المسلحة، منبها الى ان داعش تنتقل من مدينة إلى أخرى ومن سوريا إلى الراق تحت عين الولايات المتحدة الأميركية، ومن يراهن على أميركا في أي مكان لن ترجع الموصل بل تضيع الرمادي.

ونوه الى ان العراقيين الذين لم ينتظروا الأميركيين إستطاعوا أن يستعيدوا ديالى والجزء الأكبر من محافظة صلاح الدين وأن يقفوا ويمنعوا هذا التقدم، وان الحل هو أن تعتمد شعوب المنطقة على نفسها وأن تثق بقدراتها وأن تتعاون وأن تبحث عن الأصدقاء الحقيقيين ليقدموا لهم المساعدة وفي مقدمة هؤلاء إيران، هم ليسوا أقوى من اسرائيل وأميركا وحركات المقاومة الحقت الهزيمة بأميركا.

ودعا السيد حسن نصر الله الجميع في لبنان والمنطقة إلى تحمل مسؤولياتهم في مواجهة هذا الخطر والخروج من الحياد، البعض في 14 آذار في سوريا هو بين نظام الرئيس السوري بشار الأسد وداعش والنصرة، وأقول لهؤلاء يجب أن تخافوا من انتصار النصرة وداعش، وأنا أقول أنه اذا انتصر النظام في سوريا نحن نشكل ضمانة لهؤلاء، لكن لو انتصرت داعش والنصرة هلى تشكلون ضمانة لأنفسكم قبل أن تشكلوا ضمانة لكل اللبنانيين؟

واعتبر انه من الخطأ تقديم المعركة مع تلك الجماعات عند الحدود اللبنانية أنها معركة الحزب التي يريد أن يورط الجيش فيها، هذه معركة الدولة اللبنانية التي ندعوكم أن تتحملوا مسؤولياتها مؤكدا ان معركة الجرود في القلمون مستمرة حتى نتمكن من تأمين كامل الحدود اللبنانية السورية، ومن جهة أخرى يبقى ملف بلدة عرسال وجرود بلدة عرسال.

وأضاف: بالنسبة إلى عرسال، عندما كانت السيارات المفخخة ترسل إلينا كنا نقول أن أهالي عرسال أهلنا ولا نقبل التعاطي معهم بغير مسؤولية، وهنا يجب أن نسجل لأهلنا في بعلبك الهرمل تحملهم المسؤولية بالرغم من أن هذه الجماعات وبينها بعض أبناء عرسال قتلوا شباب من العشائر.

وتابع: قلتم عرسال مسؤولية الدولة ونحن لا نقول غير ذلك، وزير الداخلية يقول أنها بلدة محتلة، فلتأت الدولة اللبنانية إلى استعادة بلدتها المحتلة حيث أبنائها يقتلون ويعدمون، لا تتهربوا من مناقشة هذا الأمر في مجلس الوزراء وأثبتوا أنكم دولة، وأنا أعرف أن الأغلبية من أهل عرسال باتوا يشعرون بهذا العبء ونحن يا أهل عرسال جاهزون لتقديم المساعدة لكم لكن على الدولة تحمل مسؤوليتها.

ونصح بعض السياسيين بأن يخرجوا هذا الأمر من المزايدة المذهبية، اذا كانت الدولة لا تريد أن تتحمل المسؤولية أهل البقاع لن يقبولوا بقاء ارهابي واحد في جرودهم، معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي معادلة الانتصار والردع ولنخرجها من إطارها المحلي متمسكون بالمعادلة الذهبية أي جيش وشعب ومقاومة لمواجهة أي تهديد.

العدوان على اليمن لن يحقق أيا من أهدافه

وحول العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن أكد السيد حسن نصر الله ان "هذا العدوان الكبير على اليمن لم يستطع أن يحقق أي من أهدافه لأن من يواجهه هو الجيش اليمني والمقاومة والشعب"، ودعا السعودية إلى وقف عدوانها على اليمن وتسهيل الحوار السياسي في جنيف بعد أيام وفتح المجال أمام حل سياسي ينهي هذه المأساة.

كما دعا السيد نصر الله الحكومة البحرينية إلى وقف الرهان على يأس الشعب البحريني وأن تطلق سراح السجناء وتتوقف عن المحاكمات الصورية وأن تتصالح مع شعبها لأن داعش في أحضانكم جميعا.

وتابع: أحد أسباب قوة الاسرائيلي على مدى عقود هو تجزئة المعركة، والخطر التكفيري لا يقل عن الخطر الاسرائيلي، وندعو إلى توحيد الجبهات في مواجهة الخطر التكفيري، لو منعت داعش من السيطرة على المناطق في سوريا لما حصل ما حصل في العراق، كل الذين سكتوا عن داعش في سوريا يتحملون المسؤولية عن الذي حصل في العراق أم الذين قاتلوها لا يتحملون مسؤولية.

وأوضح: بناء عليه، نحن قتالنا في سوريا تجاوز مرحلة التدريج، واليوم انطلاقا من هذه الرؤية نحن نقاتل إلى جانب أخواننا السوريين، إلى جانب الجيش والمقاومة والشعب السوري، في كل المناطق إنطلاقا من هذه الرؤية ونعتبر أن هذا دفاع عن الجميع عن سوريا ولبنان والعراق واليمن.

ونوه السيد نصرالله حضورنا في سوريا سيكبر كل ما اقتصت المسؤولية أن نحضر، وأنا أؤكد في ذكرى انتصار المقاومة أن وجودنا في سوريا ينطلق من هذه الرؤية الفكرية الاستراتجية ومن هذا المنطق الصحيح، ولذلك لم نعد موجودين في مكان دون مكان ونحن موجودين في أماكن كثيرة وسنتواجد في كل مكان تقتضيه المعركة ، ونحن أهلها ورجالها وقادرون إلى جانب الجيش والشعب والمقاومة السورية على صناعة الانتصار.

وأكد نصر الله "مع كل ما يجري في المنطقة، نبقى هنا في جنوب لبنان، عيوننا على العدو الأساس في المعركة الأساسي، في هذه الجبهة نحن لم نخل ولن نخلي، ونحن مجبورين اليوم أن نكون على جبهتين".

وأضاف: في الجبهة مع الاسرائيلي نواصل العمل ونحافظ على جهوزيتنا ولا تشغلنا الهموم الأخرى، وأعلموا أن هذه المقاومة في أعلى جهوزيتها وأن العدو يعرف ما أقول لكم أكثر من اللبنانيين ولذلك هو يخشى المقاومة ويواصل حروبه النفسية التي لا تخيفنا.