لسان حال العبادي في مؤتمر باريس: أسمع جعجعة ولاأرى طحناً

لسان حال العبادي في مؤتمر باريس: أسمع جعجعة ولاأرى طحناً
الأربعاء ٠٣ يونيو ٢٠١٥ - ٠٩:٢٣ بتوقيت غرينتش

يبدو ان الفشل اصبح الحليف الوثيق لكل التحالفات التي شكلتها امريكا لمحاربة الارهاب ، في المنطقة والعالم . ويبدو ايضا ان هناك ارادة تصر على افشال كل تحالف يناهض الارهاب ، لاسيما ان بعض المتحالفين الذين يمثلون رأس حربة هذه التحالفات ، هم من جاء بالارهاب والارهابيين الى منطقتنا ، وهم من يدعم ويسلح ويمول الارهابيين بمختلف نسخهم.

هناك العديد من الدلائل التي تؤكد عدم جدية امريكا وحلفها الدولي لمحاربة الارهاب ، الذي مازال يضرب ويهجم ويقتل ويتمدد ، رغم مرور كل هذا الوقت على تشكيل التحالف الدولي ضد “داعش” ، ومن هذه الدلائل نشير الى مايلي:

-لا نكشف سرا ان السعودية وقطر وتركيا ، وهي من الدول المحورية في التحالف الامريكي لمحاربة “داعش” ، هي من تقف وراء “داعش” وتمدها بكل اسباب القوة ، لاستخدامها كسلاح لاسقاط الحكومة السورية ونظام بشار الاسد ، عدوهم المشترك، فكل الوثائق والتسريبات والتصريحات والتقارير الصحفية والامنية ، تؤكد هذه الحقيقة ، والتي باتت واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار.

-التقسيم الامريكي الفاضح للارهاب ، حيث تزعم امريكا انها تحارب الارهاب في العراق على انه عدو لا بد من اضعافه او القضاء عليه ، بينما يتحالف هذا الارهاب في سوريا الى حليف “ثوري” و “معتدل” يجب تسليحه وتدريبه والوقوف الى جانبه ، بينما الوقائع على الارض تؤكد ان الارهاب الذي يضرب العراق وسوريا هو واحد ، وان قيادة هذا الارهاب هي واحدة.

-فشل الضربات الجوية التي تشنها امريكا وحلفاؤها ضد “داعش” ، حيث لم تغير هذه الضربات موازين القوى على الارض ، فقد ضاعفت “داعش” من مساحة الاراضي التي تسيطر عليها في العراق وسوريا ، بعد تشكيل التحالف الدولي بقيادة امريكا.

-عدم تدخل هذا التحالف في الحيلولة دون سقوط مدينتي الرمادي العراقية وتدمر السورية ، رغم ان هذا التحالف يفرض سيطرة جوية على المنطقة ، وهي صحراوية مكشوفة يمكن رصد اي تحرك عسكري “داعشي” فيها وبسهولة.

-كثيرا ما تكررت عمليات اسقاط السلاح والعتاد فوق الاراضي التي تسيطر عليها “داعش” ، تحت ذريعة الخطأ.

-تكرار قصف تجمعات القوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشعبي ، تحت ذريعة الخطا ايضا.

-رفض مشاركة الحشد الشعبي في القتال ضد “داعش” تحت ذريعة عدم اثارة حساسيات مذهبية ، رغم ان “داعش” تعيث فسادا في المناطق التي تسيطر عليها وترتكب فيها الفظاعت يوميا ، الامر الذي يحتم الاسراع في تحرير هذه المناطق من احتلال “داعش”.

-عدم تنفيذ امريكا للاتفاقيات والمعاهدات العسكرية والامنية مع العراق ،فهي مازالت ترفض تسليم العراق اسلحة نوعية متطورة كالطائرات المقاتلة ، والصوريخ الحديثة المضادة للدروع ، وعدم تقديم معلومات استخباراتية للجانب العراقي عن تحركات “داعش” التي تسبق هجماتها الكبيرة عل العديد من مناطق العراق.

-التصريحات الغربية ، لاسيما الامريكية والفرنسية والبريطانية ، التي يتم التاكيد فيها على ان محاربة “داعش” ستطول و تستغرق سنوات عديدة ، وهي تصريحات اطلقها وزيرا خارجية امريكا وفرنسا عشية انعقاد مؤتمر محاربة “داعش” في فرنسا، الامر الذي يؤكد عدم جدية الغرب في التخلص من “داعش” ، التي تنفذ اجندةامريكية غربية صهيونية في منطقتنا.

-بيع “داعش” للنفط وبشكل مريح ، دون ان تواجه اي موانع او صعوبات تذكر مام تهريب النفط عبر الاراضي التركية ، رغم وجود قرارات دولية تجرم كل من يتعامل مع “النفط الداعشي” الذي يرفر العملة الصعبة لهذا التنظيم الارهابي.

-سهولة تنقل عناصر “داعش” عبر الحدود السورية والتركية والفلسطينية ، دون اي موانع ، وهذه الحقيقة مسجل بالصوت والصورة.

كل هذه الحقائق والدلائل ، وهناك الكثير ، هي التي دفعت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الى الكشف وبشكل واضح وصريح ، في كلمة القاها امام مؤتمر التحالف الدولي لمحاربة “داعش” الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس يوم الثلاثاء 2 حزيران / يونيو ، عن الهوة السحيقة التي تفصل بين شعارات وتصريحات الدول التي تدعي محاربة “داعش” ومساعدة العراقي في حربه مع “داعش” ، وبين ما يصل الى العراق من سلاح يمكن استخدامه في هذه الحرب .

العبادي اعلن وبشكل لا لبس فيه ، إن “عددا كبيرا من الدول وعدتنا بالدعم ولم يصلنا إلا القليل منها”، مشددا على “أهمية أن يستيقظ العالم لخطر عصابات داعش وان نكون معا لمحاربته”.

ودعا العبادي المجتمع الدولي إلى “التحرك بشكل عملي لدعم العراق في حربه ضد عصابات داعش”، مطالبا الشركاء بـ”زيادة الدعم، لان الإرهابيين يتدفقون على العراق من جميع الدول”.

ولم ينس العبادي ان يذكر البلدان المشاركة في التحالف ضد “داعش” ، بتصدير هذا التنظيم الارهابي للنفط عبر اراضي هذه البلدان ، داعيا الى وقف التعامل النفطي مع “داعش” ، محذرا من ان استمرار هذه الحالة يعني استمرار إراقة دماء العراقيين.

وكان العبادي قد اكد في كلمة متلفزة قبيل توجهه إلى باريس، على أن التحالف الدولي قد فشل في إيقاف تدفق الإرهابيين إلى العراق، عبر الدول التي تدعي محاربة “داعش”.

هذا ما اعلنه رئيس الوزراء العراقي بلسان المقال ، امام ادعياء محاربة “داعش” ، اما لسان حاله فكان يقول : اسمع جعجعة ولا ارى طحنا ، وهو لسان حال العراقيين جميعا ، وقديما قيل لسان الحال ابين من لسان المقال.

* سامي رمزي/ شفقنا