"حزب الله" يمسك معظم الجرود ويحاصر أبو مالك التلي

السبت ٠٦ يونيو ٢٠١٥ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

قالت مصادر مواكبة للتطورات الميدانية في السلسلة الشرقية إن مسلحي "جبهة النصرة" باتوا محصورين في مساحة لا تتجاوز الخمسين كيلومتراً مربعاً من أصل مئتي كيلومتر مربع كانوا يحتلونها في جرود عرسال.

وافاد موقع السفير ان القصف المدفعي والصاروخي الذي نفذه الجيش اللبناني، بعد ظهر أمس، على تجمعات المسلحين في وادي العويني، أدى إلى مقتل نحو 16 عنصراً من «النصرة»، وكشف عن تناغم ميداني فرضته معطيات الأرض، بحيث صارت مواقع «حزب الله» والجيشان اللبناني والسوري في منطقة الجرود يحمي بعضها بعضاً من دون أي تنسيق أو قرار سياسي.
وكان لافتا للانتباه بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة (في سوريا) الذي بثه ناطق رسمي عبر الفضائية السورية وعممته وكالة «سانا» لاحقا وتضمن إشارة الى إحكام السيطرة على مناطق تقع في القلمون «وتأمين المناطق الحدودية مع لبنان الشقيق».
وأكد مصدر عسكري لـ «السفير» أن القصف المدفعي والصاروخي الذي نفذه الجيش، أمس، يأتي في سياق العمليات العسكرية الاستباقية التي تنفذ في جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك منذ أكثر من شهر وذلك عند ملاحظة أي تحركات مشبوهة أو تجمعات للمسلحين.
ويعتبر رأسا وادي العويني ووادي الدب مع ضهر الهوة (1750 مترا عن سطح البحر) الجغرافيا الأصعب المتبقية حتى الآن في معركة «حزب الله» ليس فقط في جرود عرسال التي تسيطر عليها «النصرة»، بل في جرد القلمون أيضاً بعد إعلان الجيش السوري و «حزب الله» أمس السيطرة على قمة صدر البستان (2590 مترا) في جرد فليطا السورية، وهي الأعلى في السلسلة الشرقية بعد «تلة موسى» (2850 مترا) وجبل الشيخ (2814 مترا)، كما تمت السيطرة على تلاجات البريج القريبة من صدر البستان وشعبة القلعة (2340 مترا) وهي مشرفة على وادي الخيل من ناحية الشرق وجزء من معبر الزمراني الذي تسيطر عليه «داعش».
ويشير أحد أبناء عرسال العارفين بجرودها لـ «السفير» إلى أن «الصور التي عرضها «حزب الله»، أمس، هي في أسفل سهل الرهوة، ما يؤكد سيطرة الحزب على كامل السهل الأكبر في الجرود العرسالية».
ويعتبر محللون عسكريون أن وصول «حزب الله» أمس إلى «فم» وادي الخيل من جهة الغرب، يعني إمساكه ميدانياً بكامل الجردين المنخفض والأعلى، لتنحصر المعارك في الأيام المقبلة في ما تبقى من الجرد الأوسط، وبالتحديد وادي الخيل ووادي الزعرور ووادي المعيصرة ووادي قطنين ووادي العويني ووادي الدب، وكلها لا تزيد مساحتها عن 50 كيلومترا مربعا، ورجح هؤلاء أن تكون قيادات «النصرة» قد أعادت تموضعها نحو ضهر الهوة، وأبدت تقديرها أن يكون أميرها أبو مالك التلي محاصرا هناك مع باقي قيادات التنظيم.
وعرض الإعلام الحربي لـ «حزب الله»، أمس، صوراً من «الرهوة» للمواقع التي فرّ منها مسلحو «النصرة» مخلفين وراءهم أجهزة «كمبيوتر» وعددا من «الفلاش ميموري» التي تخزن معلومات لم يتم مسحها وتحوي خططاً عسكرية ومعلومات أمنية.