لاريجاني : الارهابيون سيخرجون من العراق وهم اذلاء

لاريجاني : الارهابيون سيخرجون من العراق وهم اذلاء
الإثنين ٠٨ يونيو ٢٠١٥ - ١٢:٤١ بتوقيت غرينتش

هنّأ رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني المسلمين عموما واللبنانيين خصوصا بعيد المقاومة والتحرير وذكرى الانتصار العظيم لحزب الله عام 2000، وقال "هذا الانتصار مهمّ ولا سيّما أنه يأتي بعد أن ألحق الاسرائيليون الهزيمة بالدول العربية في عدد من الحروب مشيرا الى امتلاك المقاومة روح الجهاد والصمود الذي بإمكانه أن يحقق الكرامة والعزة للمسلمين".

وتابع لاريجاني في مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري قائلا إن "الهزائم التي لحقت بالكيان الصهيوني جعلته يدرك أنه ليس القوة الاكبر في المنطقة وجعلته يرتدع من القيام بالمغامرات".

حزب الله سينتصر في الحرب ضد التكفيريين
وردا على سؤال بشأن مواجهة حزب الله للتكفيريين، صرّح لاريجاني لـ"العهد": أن المسلمين اليوم يواجهون تياراً إرهابياً يحمل راية لا إله إلا الله، غير أنه في الحقيقة يطعنهم من الخلف، مضيفا أن "حزب الله تمكن بحنكته وذكائه من الدخول في نضال حقيقي ضد الارهابيين، وستتبين الحقيقة قريباً بأن هذا النضال أصعب من النضال ضد الصهاينة لأنه يتم بصورة مباشرة ضد تيار النفاق.

الحروب كرّ وفرّ وسوريا أثبتت قدرتها جيداً على الصمود
وحول تقدم تنظيم "داعش" في بعض المناطق السورية في الفترة الأخيرة، قال لاريجاني ان الحروب يحدث كرّ وفرّ،.. وبالرغم من الخسائر في بعض الجبهات كان هناك تقدم وانتصارات في جبهات أخرى". وتابع "من الواضح على صعيد الأزمة السورية، قيام بعض الدول بدعم إحدى الجماعات الارهابية، لكن الان توصلت هذه الدول الى اتفاقات، خاصة وحسب المعلومات الواردة فإنه يتم تدريب هؤلاء الارهابيين في بعض هذه الدول بحجة أنها معتدلة، غير أن الحقيقة هي أن الكثير من المجازر والمذابح التي ارتكبت في سوريا كانت بواسطة هؤلاء الارهابيين الذين يوصفون بالمعتدلين".
وحول دور كلّ من قطر وتركيا في الأزمة السورية، أوضح لاريجاني أن "الدور لا يقتصر على هذين البلدين فقط، فهناك تنسيق بين هذه الدول حول هذه الامور، لكن من المؤكد أنه لا يمكن حل القضية السورية بهذا الاسلوب، لأن سوريا أثبتت قدرتها جيداً على الصمود خلال الاعوام الأربعة الماضية، وأن الأحداث الأخيرة تكتيكية ويمكن ان تحدث في كافة الحروب، وبالطبع يجب أن لا ننسى العوامل التي تقف وراءها من خلف الكواليس"، مستطردا "التيارات الارهابية احتلت كل منطقة استطاعت ان تحتلها، لكن الارهابيين لم يتمكنوا من السيطرة على المناطق "المتذبذبة"، لأن المواطنين قاموا بطردهم، والمثال على ذلك هو ما حصل في العراق حيث هناك أيضا كرّ وفرّ وهذه هي طبيعة الحروب"، معتبرا أن "أمريكا ودول التحالف لم تستطع إنجاز شيء يذكر وهذا يدل على أن هذه الدول تفضل بقاء التيار الارهابي في المنطقة لأن هذا التيار يعمل على استنزاف طاقات المسلمين، وهم يقولون في حساباتهم إن هذا العامل الجديد في المنطقة يستطيع إثارة النزاعات بين المسلمين".
وأوضح أن هناك ظاهرتين جديدتين في المنطقة، الأولى هي التيارات الارهابية المتمردة والثانية هي بعض الدول المتمردة التي تثير المشاكل في المنطقة، واصفا العدوان على اليمن بواسطة بلد مسلم بانه ليس بسهولة وقال: انهم (أي الدول المشاركة في العدوان على اليمن) كانوا يدعون أن دماء المسلمين مهمة بالنسبة اليهم. وحتى خلال حرب الـ 33 يوما في لبنان وحرب غزة الأخيرة، فإن بعض الدول حافظت على الظاهر بالرغم من عدم تقديم المساعدات، لكن خلال حرب اليمن حتى لم يراعوا حفظ المظاهر وقاموا بمجازر بحق الشعب اليمني وهذا يمثل تمرداً.. لا بدّ من الاشارة الى ان هاتين الظاهرتين بالرغم من انهما تسببا بمشاكل للمسلمين إلّا أنهما لن تحققا أية نتائج".

الارهابيون سيخرجون من العراق وهم يجرون ذيول الخيبة والخزي
وفي الشأن العراقي، أبدى لاريجاني تفاؤله بمستقبل العراق، معرباً عن اعتقاده بـأن التطورات في هذا البلد ستدفع بمسؤوليه الى أن يكتشفوا جوانب الخلل والمشاكل في الجانب العسكري والاستخباراتي وكذلك سيدركون الاضرار الناجمة عن الخلافات الداخلية وبالتالي ستتعزز قدرة هذا البلد"، مضيفا .. وبصورة عامة فإنني أشعر اليوم أن التيارات العراقية المختلفة توصّلت الى نوع من الوحدة والتضامن وأصبحت على قناعة بضرورة تعزيز طاقات القوات المسلحة، وأن لا تنطلي عليها الظواهر الخداعة، وبالتالي هذا سيحقق الاستقرار لمستقبل العراق وحكومته".
وتابع "بالطبع هناك دول في المنطقة لا تشعر بالارتياح من أن يكون هناك بلد مهم كالعراق يصل الى استقرار وازدهار مستديم، لكن عندما يصبح البلد قوياً فهو سيتمكن من التغلب على كافة المشاكل التي يعاني منها"، جازما بأن "لا مكان للارهابيين في مستقبل العراق"، وانهم سيخرجون من العراق وهم يجرون ذيول الخيبة والخزي، وكذلك في سوريا مع وجود جيشها القوي فإن نهاية الارهابيين ستكون مثل العراق".

الأزمة اللبنانية لا يمكن حلها إلّا في الداخل
وعلى صعيد الاوضاع في لبنان والاستحقاق الرئاسي، قال لاريجاني إن "الأزمة اللبنانية لا يمكن حلها إلّا في الداخل.. بالطبع هناك دول أخرى بإمكانها تقديم المساعدة في هذا المجال.. يجب على كافة التيارات والقوى الداخلية في لبنان ..، الاجتماع وإجراء حوار وطني للتوصل الى إتفاق بنّاء..".

العدوان على اليمن خطأ استراتيجي
أما فيما يخصّ الشأن اليمني، فقد أكد لاريجاني أن هذه الاحداث مؤلمة للغاية، مشيرا الى أنها ألحقت الضرر بسمعة السعودية"، وقال ان  السعوديين استخدموا شتّى أنواع الاسلحة ضد الشعب اليمني ولكن ما يمكن قوله هو إن العدوان السعودي على اليمن يمثل خطأ استراتيجيا كبيرا للمنطقة..".
وحول مساعي ايران لوقف العدوان ومساعدة الشعب اليمني، أوضح رئيس مجلس الشورى الاسلامي أن مساعي إيران كانت ترمي الى وقف الحرب بأسرع ما يمكن والتوصل الى تفاهم بين اليمنيين، وطهران تعتقد أن حل قضايا أي بلد يتم في الداخل، ولهذا فإنها تؤيد الحوار الداخلي في العراق أو سوريا واليمن كذلك.

النظرة للمباحثات النووية يجب أن تكون إيجابية وهي تتقدّم
وحول المفاوضات النووية، أشار لاريجاني الى أن مسيرة المباحثات النووية وبالرغم من المطبات المختلفة فيها، فإنها تتقدم نحو الامام، "وقد توصلت المباحثات في لوزان الى اتفاق الإطار العام، لكن لا تزال هناك التفاصيل التي يجب حلّها في الاجتماعات القادمة، وبالطبع تظهر هناك بعض المشاكل والخلافات، ولكن بصورة عامة فإنه يجب أن تكون النظرة للمباحثات النووية إيجابية وخاصة أنها تتقدم".
لاريجاني ولدى سؤاله عن التحالف مع روسيا والصين لتشكيل حلف جديد، أكد أنه يجيب في الوقت الحالي لأن هذا مرتبط بقضايا مختلفة، لكنه ذكر أن هناك علاقات طويلة مع هذين البلدين في كافة المجالات وخاصة بعد فرض الحظر على إيران، حيث أصبحت هذه العلاقات أكثر متانة، وبإمكانها أن تشهد مزيدا من التعزيز في المستقبل، غير أن التحالف معهما يعتمد على عدة عوامل لا يمكن حالياً التطرق إليها".