سياسة تركيا الخارجية محكومة بالتغيير بعد نتائج الانتخابات+فيديو

الإثنين ٠٨ يونيو ٢٠١٥ - ٠٩:٣٤ بتوقيت غرينتش

(العالم) 08/06/2015 - ربما لم يعتقد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان الاصوات التي كشفتها صناديق الاقتراع ستعلن انتكاسة بالحد الادنى له ولحزبه بعد ثلاثة عشر عاما من حكم البلاد.

انتكاسة وصفها البعض في تركيا بالانهيار فيما اعتبر البعض الاخر ان حلم السلطنة بقي في قلب اردوغان فقط.

توصيفات تصب جميعها في خانة ابراز الفشل الذي مني به حزب العدالة والتنمية على صعيد السياسة الداخلية والخارجية.

اردوغان اكتفى بدعوة الاحزاب الى الحفاظ على الاستقرار، اما رئيس وزرائه احمد داود اوغلو فكابر، لكنه دعا الى اعادة تقييم الذات.

وقال اوغلو: "حزب العدالة والتنمية هو الرابح وانهى الانتخابات بالمركز الاول. هذا لا شك فيه. لا احد يجب ان يصنع انتصارا من الهزيمة وكلنا يجب ان نجري تقييما للذات".

وبعيدا عن ترددات اصداء نتائج الانتخابات على الشارع التركي، فان ما افرزته صناديق الاقتراع سيلقي بظلاله بحسب مراقبين على السياسة الخارجية لانقرة، لا سيما وان منهج الحكومة التركية منذ ظهور ما يسمى بالربيع العربي اثار الجدل في معظم حيثياته خاصة في الملف السوري ودعم الارهاب على خطي سوريا العراق.

صحيفة "نيو يورك تايمز" اعتبرت ان سياسة الحكومة التركية ما بعد الانتخابات ستكون اقل ارتباطا برؤية العدالة والتنمية والتي تتمثل بجعل تركيا لاعبا اقليميا قويا باي ثمن. واضافت ان ما افرزته الانتخابات سيخفف من حدة السياسة المعادية للنظام السوري لان الحكومة الجديدة لن تكون قادرة على تنفيذ اجندة اردوغان لوحدها.

هذه المقاربة يؤيدها المتابعون مشيرين الى ان سياسة انقرة تجاه سوريا في السنوات السابقة والتي تجلت في دعم الجماعات المسلحة ضد الحكومة السورية تعتبر غريبة عن الشارع التركي.

كما انها اثبتت فشلها، حيث ان الرئيس الاسد ما زال موجودا في السلطة رغم هذا الدعم.
 
وفي سياق السياسة الخارجية لتركيا يقول هؤلاء ان منسوب التقارب بين انقرة وحلفاءها الغربيين على خلفية الدور التركي في دعم الارهاب والاتهامات لها بتمرير المسلحين باتجاه سوريا.

كما انه من الممكن ان يعاد طرح اعادة العلاقات مع مصر عبر طاولة البحث بعد تدهورها بشكل كبير على خلفية دعم انقرة لحكم الاخوان ومعارضتها بشدة وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكم.

ولن يكون بعيد ايضا عن اعادة التقييم موقف انقرة من العلاقة مع السعودية والتي شهدت نوع من التقارب بعد استلام سلمان بن عبد العزيز الحكم وتأييد اردوغان العدوان على اليمن.

وعليه يبدو ان ملامح تغيير بشكل او باخر ستلوح في افق علاقات تركيا الخارجية وخاصة مع الدول المرتبطة بالملفات الساخنة في المنطقة.

01:55 - 09/06 - IMH