الخزعلي للعالم: لابديل عن الحشد الشعبي في تحقيق الانتصارات

الأحد ١٤ يونيو ٢٠١٥ - ٠٤:٠٤ بتوقيت غرينتش

بغداد (العالم) 2015.06.14 ـ أكد الأمين العام لعصائب أهل الحق العراقية الشیخ قیس الخزعلي أن لابديل عن قوات الحشد الشعبي في تحقيق الانتصارات، محذراً من مشروع غربي للتقسيم الطائفي يستهدف العراق وبالتالي المنطقة من أجل إعادة شرق أوسط جديد بمقاسات غربية.

* مشروع فتنة طائفية قائم كوسيلة لتقسيم البلد
وفي حوار خاص لقناة العالم الإخبارية ورداً على سؤال للقناة شدد الخزعلي على أن الانتكاسة الوحيدة التي حصلت إنما كانت "خسارة الرمادي" وأن ما قبل الرمادي لم يكن سوى مسلسل انتصارات متواصل ومتزايد بفضل كافة القوى العسكرية والسياسية العراقية؛ وعزى سبب هذه الانتكاسة إلى ماوصفه بالخلل في القرار السياسي السيادي، وذلك بسبب الضغوطات الغربية.
وأشار إلى أن الحجة التي كان يستعملها الغرب هو الخوف من تكرار تجربة محافظة صلاح الدين، مؤكداً أن المحافظة شهدت إنجازاً متقدماً على المستوى الوطني بشكل ضرب مشروع الفتنة الطائفية الذي كان يتخذ كوسيلة لتقسيم البلد؛ فيما بات الآن السني والشيعي كلاهما يحملان السلاح ويثق أحدهما بالآخر ويقاتلان عدواً واحدا.
* داعش أداة عسكرية تقودها وتوجهها مخابرات دولية
وصرح أمين عام عصائب أهل الحق أنه لن يعتبر داعش إلا أداة عسكرية تقودها وتوجهها مخابرات دولية تابعة لدول غربية، هدفها إثارة الفتنة الطائفية على شكل فعل ورد فعل من أجل إيجاد وضع طائفي يحقق تقسيم العراق وبالتالي تقسيم المنطقة، ومن أجل إعادة شرق أوسط جديد بمقاسات غربية.
وقال الشيخ الخزعلي: كفصائل مقاومة نحن نرى أنه وفي الوقت الذي نقاتل "أداة" يجب أن نقاتل مشروع الفتنة والتقسيم، فعندما نجحنا في محافظة صلاح الدين أن نقاتل سوية كعراقيين سنة وشيعة، كان كل الحذر والخوف الأميركي من أن تتكرر تجربة فصائل المقاومة الإسلامية في الحشد الشعبي بأن يقاتلوا مع عشائر الأنبار، وهذا يعتبر قتلاً لمشروع الفتنة الطائفية.

انضمام جزء من عشائر الأنبار رسميا إلى الحشد الشعبي

* عشائر الأنبار كانت في البداية تحت تضليل موجه
ولفت إلى أن جمهور عشائر محافظة الأنبار كانوا في البداية تحت تضليل موجه من وسائل إعلامية معروفة ومتابعة من قبل أهل المحافظة، تصور الحالة بأنها طائفية وتحذرهم من ما تسمهيا هذه القنوات بالـ"ميليشيات".
وأضاف أنه وبعد ذلك اتضحت الصورة لهؤلاء وأدركوا أن الذين تكلموا بهذا النفس في محافظة صلاح الدين هم بالحقيقة قد أضروا بأهل الأنبار، إذ سقطت مدينة الرمادي وتسببوا بمعاناة لمئات العوائل.
* سرقة لإنجازات الحشد الشعبي في الانتصارات
كما لفت إلى أن الحكومة العراقية فهمت أن المؤسسة العسكرية العراقية بالتزامها باتفاقية الإطار الاستراتيجي وبالطريقة والإدارة التي عليها وبالوزارة التي تديرها "هي للأسف إلى الآن لايمكن الاعتماد عليها أن تكون العمدة في التحرير."
ونوه إلى أن القائد العام للقوات المسلحة كانت تصل إليه صورة غيركاملة وغيرحقيقية عن حقيقة مايقوم به الضباط ونسبة إنجازاتهم بالنسبة لإنجازات لحشد الشعبي، كما أكد أن هناك سرقة لإنجازات الحشد الشعبي في الانتصارات، التي كانت تصور على أن الجزء الأكبر منها هو لهذه القيادات.
وصرح الشيخ قيس الخزعلي قائلاً "نحن قلنا منذ البداية أن لابديل عن الحشد الشعبي المقاوم في تحقيق الانتصارات."
* اعتراف الغرب بالحشد بعد أن فرض واقع حال جديد
ونوه الى أن الدول الغربية اعترفت بواقع الحال بعد أن رأوا أن الحشد الشعبي قد فرض واقع حال وغير المعادلة، ولم تعد أمامها إلا الاعتراف بواقع الحال هذا بعد أن وصل جمهور محافظة الأنبار إلى أن ينادي بأعلى صوته مطالباً بمجيء الحشد الشعبي.
وأضاف: لم يكن أمام القيادة الأميركية السياسية والعسكرية إلا أن تغير خطابها ومفرداتها في ليلة واحدة.. خاصة مع انضمام جزء ليس بقليل من عشائر الأنبار بشكل رسمي إلى مؤسسة الحشد الشعبي.
* 4000 عنصراً في الحشد من محافظة الأنبار فقط
وأوضح الشيخ قيس الخزعلي أن عديد قوات الحشد الشعبي من مناطق الوسط والجنوب هو حوالي 80 ألفاً، وأن عديدهم من محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار فقط قد وصل إلى حدود 20 ألف عنصر، وأضاف أنه يوجد 4000 عنصراً على الأقل من محافظة الأنبار فقط، من عشائر معروفة كالجغيفة والآلوسية والبونمر والبوفهد وعلوان وغيرها.
وانتقد الأمين العام لعصائب أهل الحق ظاهرة المحاصصة من خلال تسليم جوانب من الحشد إلى بعض العشائر في نينوى خاصة؛ وقال "للأسف أحكيها بصريح العبارة وبمرارة أن المحاصصة السياسية وبنسبة ليست قليلة موجودة في الحشد الشعبي.. ولو لم يكن هذا لكان الحشد الشعبي قد وصل إلى أكثر مما وصل إليه من قوة وتأثير." 

العبادي بدأ بحسن ظن بالغرب عموماً وبالولايات المتحدة خصوصا

* تجربة المالكي لم تنقل إلى العبادي
وأشار إلى العراق لم يصل إلى مرحلة "الدولة" بمعنى أن يأتي شخص ويكمل ما بدأة سلفه، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد: بدأ بداية من الصفر.. وتجربة السيد المالكي لم تنقل ولم يستفد منها.
وفيما أوضح أن العبادي قد بدأ بحسن ظن بالغرب عموماً وبالولايات المتحدة خصوصاً، لفت إلى أن حقيقة ونوايا الدول الغربية في تدخلها في العراق بعنوان التحالف الدولي قد أخذت تتضح بصورتها الواقعية لدى الحكومة العراقية، حيث أخذت الحكومة المسار الصحيح "والدليل على ذلك ذهاب رئيس الوزراء العراقي إلى روسيا من أجل طلب تسليح روسي وهي خطوة صحيحة لم تكن تحدث لولا مشروع القرار الأميركي بتسليح السنة والكرد كدولتين مستقلتين."
* على الحكومة العراقية أن لا تحسن الظن بالمشروع الغربي
وأضاف: نحن نشد على أيدي الحكومة العراقية بأن لا تحسن الظن بالمشروع الغربي والأميركي وأن تعتمد على الرؤية والإرادة الوطنية وعلى أبناء شعبها في تحقيق الانتصار، وأن تعمل بالدرجة الأساس على رفع جهوزية وإمكانيات القوات العراقية وتحقق الاكتفاء الذاتي.
* قيادة عمليات واحدة موجودة في الحشد
وفي جانب آخر من اللقاء أوضح الخزعلي أن الحشد الشعبي يجمع الآن غرفة عمليات ومعلومات وإدارة وتنسيق عمل واحد؛ كما لفت إلى أنه من الناحية الرسمية مرتبط بمكتب القائد العام للقوات المسلحة، ومن الناحية الشرعية لديه فتوى المرجعية الدينية.
وأضاف: هناك قيادة عمليات واحدة موجودة فعلاً.. وفصائل الحشد الشعبي وصلت حسب خبرتها وتجربتها أن تتقاسم في الدور حسب ماتمتلك من كوادر.
* الإدارة الأمنية الفاشلة سببت سقوط مصفى بيجي
ورداً على سؤال حول مصفى بيجي أكد أمين عام عصائب أهل الحق أن المعارك التي دخل بها الحشد الشعبي لاتوجد بها حتى خسارة واحدة "ولكني لست مسؤولاً عن المعارك التي دخلت بها المؤسسة الأمنية العراقية من دون الحشد الشعبي."
وأوضح أنه ومنذ بداية أزمة داعش بأشهر طويلة كان هناك مابين 150 إلى 180 مقاتل من عصائب أهل الحق مع 120 عنصراً تقريباً من الفرقة الذهبية في بيجي "ولم يستطع ولا حتى داعشي واحد أن يتقدم متراً واحداً داخل مصفى بيجي مادام وجود هذا الثنائي."
وأضاف: لكن الظروف والقرارات وسوء الإدارة أي الإدارة الأمنية الفاشلة هي التي سببت سقوط هذا المقدار الكبير من مصفى بيجي وقطع الطريق.
* عدم جدية وجدوى ضربات مايسمي بالتحالف "الدولي"
وأكد الشيخ الخزعلي على عدم جدية وجدوى ضربات مايسمي بالتحالف "الدولي" مبيناً أنه لازالت هذه الضربات والتي اتفق وصرح من قبل القيادة الأميركية على أنها ستكون بطريقة مطردة ومتزايدة تحافظ إلى الآن على معدل واحد وهو معدل 16 طلعة في كل من العراق وسوريا "بتوخي الدقة والحذر والاحتياط.. فثلاث أرباع هذه الطلعات ترجع من دون أن توجه ضربة لهدفها!" 
وأشار إلى مستوى ثان بشأن هذه الضربات، وهو الشك في هدفها، حيث لفت إلى أن المسؤولين المحليين في محافظات عديدة أكدوا وشهدوا بوجود حالات تشير إلى دعم عكسي حتى.
* الولايات المتحدة ومن معها تريد إدارة الأزمة وليس حلها
وصرح الأمين العام لعصائب أهل الحق العراقية: نعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية ومن يقف معها إنما تريد إدارة الأزمة وليس حلها؛ لذلك منذ البداية أعطت إشارات مغلوطة.
وأشار إلى أن مفاد هذه الإشارات كان الترويج لداعش على أنها قوة كبيرة لاتهزم وتحتاج إلى ستين دولة وإلى ثلاثين سنة للقضاء عليها "بينما تصدى لها أبناء الجيش والحشد الشعبي.. وحتى ان محافظات واسعة تحررت خلال  أيام."
وحذر من أن الإدارة الأميركية للأزمة سوف تتواصل إلى أن يتحقق الهدف وهو حصول وضع طائفي يؤدي إلى أن يقرر كل من السنة والشيعة للانفصال وعدم البقاء في دولة واحدة.

06.14        FA