يوم القدس العالمي من المحيط الاطلسي الى الخليج الفارسي

يوم القدس العالمي من المحيط الاطلسي الى الخليج الفارسي
السبت ٠٤ يوليو ٢٠١٥ - ٠٩:٠٨ بتوقيت غرينتش

انه يوم القدس العالمي الحبيب على كل احرار العالم له طعم ونكهة خاصة ومتميزة هذا العام اذ انه العام الاول بعد اثنين وثلاثين عاما من انطلاقته يقيمه العالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه والصحوة تعم جماهيره وحكامه المستبدون والفاسدون والمفسدون يتهاوون الواحد بعد الآخر , لاسيما وام الدنيا تعيش ايام عزها بعد نجاح ثورة 25 يناير العظيمة!.

ونحن نكتب لكم ايها القراء الاعزاء هذا المقال فان وسائل الاعلام تتناقل سقوط طاغية جديد من طغاة عصر التيه و التبعية والاستبداد والفساد والافساد , طاغية نسي شعبه فانساه الله نفسه وظن انه مخلد وصارت تنطيق عليه الآية الكريمة " ارأيت من اتخذ الهه هواه ..." صدق الله العلي العظيم .
انه طاغية ليبيا التي باتت اليوم الحرة العزيزة الشريفة والمسلمة ان شاء الله و التي ابى الله الا ان يعيدها الى هويتها والى ذاتها , مع رهاننا على ان يطهر رجال القائد عمر المختار ارضها من امثال الدخيل برنارد ليفي الصهيوني و السفير الامريكي الشيطاني جيفري فيلتمان وتابعيهم الصغار من امثال العقيد خليفة حفتر والمستر محمود شمام وسائر عبيدهم الصغار الذين باعوا انفسهم سلفا للشيطان الاكبر وظنوا للحظة ان ليبيا غنيمة سهلة يستطيع الاطلسي ان يستولي عليها بذريعة التخلص من نظام الطاغية المستبد !
نعم بعد التخلص من عهد الديكتاتور وقاتل اطفال ونساء حلبجة والثورة الشعبانية في عراق الرافدين صدام حسين ومن ثم زين الهاربين من تونس وسقوط الكنز الاستراتيجي للصهيونية العالمية في مصر الكنانة فان الدور قد وصل الى معمر القذافي وزبانيته الذين عاثوا في الارض فسادا واعتدوا على كبار علماء المسلمين واحرار العالم وفي طليعتهم الامام السيد موسى الصدر امام لبنان وايران والامة الاسلامية والذي نتمنى ان  يكشف الله عن مصيره في اقرب فرصة بعد تطهير بلاد عمر المختار من الفاسدين والمفسدين .
نكتب لكم يا اخواني واحبتي والوطن العربي الكبير يعيش صحوة اسلامية متوهجة من المحيط الاطلسي الى الخليج الفارسي , والتقارير الواردة  من اليمن الحبيب والبحرين المكلومة تفيد بان الصراع بين قوى الخير والنهضة والثورة وبين القوى المضادة المدعومة من بعض القوى الاقليمية الرجعية و الغرب الاستعماري الطامع في ثرواتنا مستمر الى حين !
انهم يحاولون جهدهم ان يحرفوا ثورة اليمن عن مسارها الحقيقي ويسرقوا جهد شباب الثورة لصالح تسويات قبلية وسياسية مرتبطة بالصراع الاقليمي على الحصص مرة وبالصراع الدولي على النفوذ والطاقة مرة اخرى وفي كل الاحوال يبقى هدفهم الحفاظ على حلفائهم الاستراتيجيين ممن يخافون ان تمتد الثورة الشعبية اليمنية الى قصورهم فتشتعل قصورهم وعروشهم وتيجانهم , هذا فيما يبذلون كل ما اوتوا من قوة من اجل وأد ثورة البحرين النقية الطاهرة والصافية والتي لا لذنب لها الا لانها تجرأت على قول الحق في الدفاع عن مظلومية شعب باكمله تم تسليم زمام اموره و عيشه ومعاشه ومصيره بيد اقلية رهنت قرارها  بيد الاجنبي واساطيله وقواعده العسكرية المحيطة بارخبيل هذه الجزر المستضعفة والمنهوبة المقدرات والثروات التي اسمها البحرين .
اما تونس مفجرة الصحوة العربية والاسلامية فانها تعيش مخاضا عسيرا حيث يسعون بكل الطرق والاساليب الملتوية الى تحويلها الى "انتفاضة" مبتورة ينطبق عليها المثل القرآني : "لا يموت فيها ولا يحيى " !
غير ان الواصل من التقارير الميدانية الى كل متتبع لحراك هذا الشعب العظيم فانه يقرا في مستقبل تونس العظيمة بان الشعب بقواه الحية الاساسية مصمم ان شاء الله على انجاز كامل بنود ثورته والاخذ بقراره المستقل وتصويب كل ما يجري باتجاه ربط كل نضالاته المطلبية المحقة بقضية امته المركزية اي فلسطين !
والحال يظهر بشكل اقوى على الساحة المصرية المناضلة والمجاهدة حيث يتكثف الصراع يوما بعد يوم بين قوى الثورة الحية من جهة و من تبقى من فلول النظام وحماتهم واسيادهم الاقليميين والدوليين ممن يراهنون على قرصنة الثورة المصرية والسيطرة على سفينتها , على ان يؤخذ بناصية النضال ان شاء الله باتجاه القطع مع مسلسل كامب ديفيد الذي يثقل كاهل المصريين وطرد السفير الصهيوني والقطع تدريجيا مع ربيبة الصهيونية العالمية امريكا وذلك من خلال الغاء مناورات النجم الساطع معها وهو ما يحصل لاول مرة بعد خلع يد آخر فرعون عن مصر الكنانة !
وقد جاء ت عمليات فدائيي ايلات البطولية ودفاعيات ام الرشراش المصرية الابية لتشعل نار النخوة والهمة في قلوب ملايين الفلسطينيين والمصريين والعرب والمسلمين لعيدوا البوصلة الى اتجاهها الصحيح ان شاء الله حيث فلسطين وحيث بيت المقدس لاسيما ونحن على اعتاب احياء يوم القدس العالمي الذي اطلقه امام الاحرار والمستضعفين الامام الخميني العظيم في آخر جمعة من رمضان الخير والبركة .
ويبقى الرهان دائما وابدا على خيار المقاومة العربية والاسلامية التي تصد الهجوم المضاد الذي بدأته قوى الرجعية العربية والدولية انطلاقا من سوريا الصمود والتصدي والذي نأمل ان يتلاحم فيها الشعب السوري العظيم صاحب المطالب المشروعة والمحقة في الاصلاح ومكافحة الفساد والافساد مع قيادته الطامحة في نقل سوريا من من موقعها الحالي الى الموقع الافضل والاعلى في سلم الدفاع عن قيم الامة وهويتها الدينية والحضارية الثورية الاصيلة بعيدا عن الاعيب ومخططات تحالف التكفيريين والليبراليين التابعين للاجنبي وقيادتهم الممثلة بالصهيونية العالمية وحكومتها العالمية الخفية التي تبحث عن ثغرات في وسط جسم الامة لاشاعة حروب الفتن المذهبية والطائفية المتنقلة , والتي ستسقط ان شاء الله في اول حماقة او مغامرة او مقامرة يقدم عليها كل من تسول له نفسه الاعتداء على سوريا او اي من اطراف محور المقاومة والممانعة .
تخطئ تركيا اذا راهنت على اي تحالف مع الناتو او الولايات المتحدة من اجل تثبيت دور اقليمي لها على حساب جارتها سوريا او اي من جيرانها العرب او المسلمين , ولن ينفعها مطلقا مثل هذا الدور للدخول الى الاتحاد الاوروبي الذي سيبقى ناديا استعماريا "مسيحيا " لن يستقبل دولة مسلمة مثل تركيا ما لم تتبع ملتهم اي تقديم اوراق الطاعة الى ربيبتهم الكيان الصهيوني الغاشم وعندها ستكون تركيا غير تركيا التي يريدها شعبها وتعرفها امتنا !
ويخطئ الكيان الصهيوني وحكومته العالمية الخفية وفي مقدمتها رأس حربته امريكا ان فكروا ان شعوبنا تخاف حروبهم او تخدع بشعاراتهم الزائفة فعقول الامة وبصائرها وبنادقها لهم في المرصاد وعندما تحين ساعة المنازلة الكبرى ويحين وقت اذان الفجر سيعرف العالم اجمع من هو المنهزم والمتقهقر والآفل نجمه , ومن هو المنتصر والمتقدم والصاعد نجمه وسيدون التاريخ معادلة جديدة عنوانها ثمة عالم ينهار هو عالم الامبريالية والصهيونية وان ببطء وتعقيد فيما ثمة عالم ينهض وان ببطء وتعقيد ولكن بتؤدة وثبات انه عالم الاحرار والمستضعفين !.
محمد صادق الحسيني