مجازر السعودية في اليمن و الضمائر الرخيصة

مجازر السعودية في اليمن و الضمائر الرخيصة
الأربعاء ٠٨ يوليو ٢٠١٥ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

لم تشهد المنطقة العربية في تاريخها المعاصر حربا كالتي تفرضها السعودية ظلما وعدوانا على الشعب اليمني ، بدعم امريكي واضح ، دون ادنى مراعاة لحق الجيرة والوشائج القومية والدينية والانسانية.

الصمت الدولي المعيب ازاء ما يجري في اليمن من مجازر تنفذها الطائرات السعودية ، وكأن ما يجري في اليمن لا ينعي العالم ، او انه يجري على كوكب اخر ، بعد ان اشترت السعودية هذه الصمت المخزي ، الذي ساد ويسود الامم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية، بمليارات الدولارات اما على شكل صفقات اسلحة مع امريكا والغرب ، واما على شكل قروض ومساعدات مالية للدول العربية والاسلامية.

ان شراء السعودية للدم اليمني المستباح امام العالم ، الذي اخرسته واطرشته دولارات النفط القذرة ، يؤكد مدى رخص ضمائر من يدعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان في الغرب ، ومن يدعي الدفاع عن العروبة والاسلام في الشرق من العرب والمسلمين.

ان الضمير الغربي والعربي الاسلامي الذي اشترته السعودية بثمن بخس ، مر مرور الكرام من امام المجازر الوحشية التي ارتكبتها السعودية يوم الاثنين الماضي 7 تموز / يوليو في اليمن ، حيث وصل حصاد طائرات الحقد السعودية من ارواح اليمنيين الى اكثر من 150 شهيدا ، واغلبهم من الاطفال والنساء ، قتلوا وهم في الاسواق.

ففي يوم الاثنين الاسود ارتكبت الطائرات السعودية مجزرة ذهب ضحيتها 54 شخصاً ، في سلسلة ضربات جوية على محافظة عمران إلى الشمال من صنعاء، بينهم 40 كانوا يتسوقون في سوق في منطقة تسمى جوب السفلى في مديرية عيال يزيد.

واكملت الطائرات السعودية مجازرها في ذلك اليوم الاسود ، حيث قتلت أكثر من 40 مدنيا حين قصفت سوقاً للماشية في بلدة الفيوش في جنوب اليمن ، فيما اُستشهد 30 اخرون منطقة سكنية على الطريق الرئيسي بين عدن ولحج.

كما استشهد 7 مواطنين واصيب آخر في هجوم لطيران العدوان السعودي استهدف حيا سكنيا بالمعلا محافظة عدن، واستشهد مواطن وجرح اثنان آخران في غارتين سعوديتين على معسكر الدفاع الساحلي بمحافظة الحديدة.

وفي ذات اليوم اختطفت الطائرات السعودية ارواح 3 مواطنين وجرحت آخرين في منطقة المجمل بمديرية ساقين محافظة صعدة ، كما شن الطيران السعودي غارتين على منطقة الشعف بمديرية ساقين، كما قصفت السعودية بالمدفعية والصواريخ مناطق الخرابش والغيل والقمع بمديرية كتاف، والغور بمديرية غمر، ومندبة وآل قراد بمديرية باقم، وغافرة والمنزالة في مديرية الظاهر بمحافظة صعدة.

الى جانب هؤلاء الشهداء سقط المئات من المواطنين اليمنيين الابرياء جرحى في هذه الغارات العمياء الصماء ، فيما صنفت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، الحرب في اليمن بأنها “أزمة إنسانية من المستوى الثالث”، وهو المستوى الأخطر بحسب معايير المنظمة الدولية.

الملفت انه في اليوم التالي ، يوم الثلاثاء 7 تموز / يوليو ، كان اليمنيون على موعد مع الطابور الخامس السعودي في اليمن ، “داعش” و القاعدة وميليشيا الاصلاح ، حيث انفجرت سيارة مفخخة لدى خروج المصلين من مسجد الروضة جنوب شرق صنعاء بعد أدائهم صلاة العشاء ، واسفر التفجير عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى .

وفي يوم الثلاثاء ايضا ، ولكن في وسط اليمن وتحديدا في مدينة البيضاء ، استخدم طابور السعودية التكفيري سلاحه القذر الجبان ، المتمثل بالسيارات المفخخة ، حيث انفجرت سيارة مفخخة كانت متروكة وسط منطقة سكنية ، واسفر التفجير عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى.

وكالعادة تبنت “داعش” الهجمات عبر بيانات أطلقتها مواقع ناطقة بأسمها ، وبذات ادبيات السعودية في عدوانها على اليمن ، توعدت “داعش” انصارالله بالويل والثبور وعظائم الامور، في تنسيق محكم للادوار بين السعودية واذنابها من التكفيريين ، بشتى انواعهم ، بهدف كسر ارادة الشعب اليمني ، الذي اذل السعودية ومرتزقتها من “داعش” والقاعدة وميليشيا الاصلاح والانفصاليين ، رغم مرور نحو 100 يوم على عدوانهم الغاشم والظالم والجبان والعار على الشعب اليمني الابي الشجاع.

من بين كل هذا الظلم العدوان ، يبقى الصمت المطبق والمخزي للحكومات الاوروبية والاسلامية والعربية ، والمحافل الدولية ، ازاء كل هذا المجازر التي ترتكب ضد شعب اعزل مسالم لم ولن يهدد احد ، اكبر من اي ظلم آخر ، فإن كانت السعودية يدفعها وازع طائفي وحقد جاهلي ومسعى للهيمنة والاستحواذ ، لقتل الشعب اليمني ، ترى كيف يمكن تبرير مشاركة الاخرين للسعودية في جرائمها النكراء ضد شعب عربي مسلم مسالم ، من خلال المشاركة المباشرة في عملية القتل ، او الصمت امام انهار الدماء الطاهرة لاطفال ونساء اليمن ، الا برخص الضمائر وذل الانفس امام الدولارات النفطية القذرة للسعودية.

* سامي رمزي/ شفقنا