ماذا لو دبت الحياة في ضمير عبدربه منصور هادي؟

ماذا لو دبت الحياة في ضمير عبدربه منصور هادي؟
الأحد ١٩ يوليو ٢٠١٥ - ٠٢:١٣ بتوقيت غرينتش

يبدو ان الوطنية المفقودة، والذكاء الضحل، والشجاعة المعدومة، والنفسية الذليلة، والحياء المتبخر، والمشاعر البليدة، المجتمعة بالجملة في شخص الرئيس اليمني المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي، حولت الرجل الى نموذج فريد للخيانة، لا تنطبق عليه مواصفات كل الذين خانوا اوطانهم ولعنتهم شعوبهم.

فحال الرجل لا يسر عدوا ولا حبيبا، فهو ضعيف الى درجة رهيبة، لا يتسم باي مواصفات القائد او السياسي الناجح، فوجدت فيه السعودية ضالتها، فتحول الى دمية لا تملك لنفسها نفعا ولاضرا، والاتعس ان كل الجرائم البشعة التي ترتكبها السعودية في اليمن ترتكب بإسمه، فالسعودية تعلن دائما انها فعلت كذا وكذا، بطلب من هادي، وانها رفضت الهدنة الانسانية بطلب من هادي، وانها تفرض حصارا ظالما ضد الشعب اليمني بطلب من هادي.

الفظاعات التي ترتكبها السعودية في اليمن منذ اربعة اشهر، ورغم كل التعتيم الاعلامي، الا انها حركت ضمائر الجميع، عدا هادي، فحتى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، طالب السعودية بوقف عدوانها على اليمن احتراما لشهر رمضان المبارك، ولكن دون جدوى، وظلت الطائرات السعودية تقصف اليمنيين في رمضان وزادت عليه ايام عيد الفطر، بينما هادي يكرر كالببغاء ما تردده عليه السعودية.

الموقف المشين لهادي من العدوان السعودي السافر على وطنه اليمن، كثف حقيقة ان الرجل صاحب ضمير ميت، ولم تنفخ كل المجازر السعودية ضد اطفال ونساء اليمن وهم بالالاف، الروح في ضميره، ولكن رغم كل ذلك هناك من يراهن على مظلومية الشعب اليمني في ان يعيد الحياة الى ضمير هادي، وهنا نحاول ان نجسد حال هادي في حال دبت الحياة في ضميره، وما الذي سيفعله حينها؟، حينها سيصحو الشعب اليمني على خبر يقول ان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إنتحر في مقر اقامته في الرياض، في ساعة متأخرة من الليلة الثالثة من ليالي عيد الفطر.

وتذكر وسائل الاعلام انه تم العثور على جثة هادي وهي مضرجة بالدماء بالقرب من سرير نومه، وقد اخترقت رصاصة رأسه من الجانب الايمن.

الى جانب جثة هادي يتم العثور على وصية له، يكشف فيها انه انتحر بسبب تأنيب الضمير الذي كان يعاني منه خلال الاشهر القليلة الماضية، بعد ان ورطته السعودية في مخططها الرامي لتدمير اليمن وتجويع وتشريد شعبه، حيث تؤكد السعودية ليل نهار انها ترتكب كل هذه المجازر في اليمن، بطلب من هادي نفسه .

ويقول هادي في وصيته: "لم اعد قادرا على تحمل كل هذه الارواح التي تزهق يوميا من ابناء شعبي، وكل هذه الدماء التي تزهق من نساء واطفال اليمن، وكل هذا الدمار الذي تعرضت له البنية التحتية لبلادي، على يد السعوديين، الذين يمارسون كل هذا الاجرام الذي يندى له جبين الانسانية، بأسمي ومن اجلي، حيث يعلنون جهارا نهارا انهم يقومون بكل هذه الجرائم الوحشية من اجل اعادتي الى السلطة في اليمن، ترى كيف ستذكرني الاجيال القادمة والتاريخ اليمني؟".

ويكتب هادي: "كيف لي ان اتحمل كل هذا الدمار الذي طال اثار وتراث وحضارة اليمن على يد السعوديين؟، حيث لم يسلم من قصفهم سد مأرب، واثار صنعاء القديمة، والتي تعود تاريخها الى الاف السنين، اليس من حق الاجيال القادمة ان تلعنني لانني كنت الذريعة التي استخدمتها السعودية بتدمير حضارة بلدي؟".

ويكتب ايضا: "كيف لي ان اتحمل الوضع الإنساني الكارثي لشعبي، الى متى اتحمل شبح المجاعة الذي يهدد اكثر 12 مليون نسمة من اليمنيين، وهم يعانون النقص الحاد في الحاجيات اليومية الاساسية، بعد ان قصفت الطائرات السعودية المدن وخزانات المياه ومحطات الكهرباء والمستشفيات ، وفرضت حصارا شاملا من البر والبحر والجو على ابناء شعبي الجياع ، كل ذلك تحت يافطة الدفاع عني وعن شرعيتي”.

وحول استخدام السعودية ل"داعش" والقاعدة، يقول: "بات واضحا للجميع ان السعودية ادخلت كل السفاحين والمجرمين من "داعش" وقاعدة الى اليمن، وامدتهم بالمال والسلاح، ليفتكوا بالشعب اليمني، ويمزقوا وحدته المجتمعية، ويرتكبوا الفظائع، بينما الاعلام السعودي، يعلن ان هؤلاء المجرمين هم انصاري ويحاربون من أجلي، ترى كيف سيحكم الشعب اليمني عليّ في هذه الحالة، هل انا أمير من امراء "داعش" و القاعدة؟".

واضاف: "لم اعد استطع ان انام منذ اكثر من شهرين وانا اتابع عدد القتلى بين اليمنيين وقد تجاوز اكثر من 3500 شخص، اغلبهم من النساء والاطفال، ازهقت الطائرات السعودية ارواحهم، فصور جثثهم الممزقة اخذت تؤرق حياتي، لم احد احتمل اكثر من هذا".

وحول الهدنة في رمضان يقول: "في الهدنة الاولى قال السعوديون انهم لا يريدون ان يظهروا انهم في موقع ضعف لذلك لم يلتزموا بها وواصلوا قتل الشعب اليمني، وعندها كنت مضطرا للدفاع عن الموقف السعودي، ولكن كيف لي ان ان ابرر قتل شعبي الصائم الفقير في رمضان، عندما رفضت السعودية ان تلتزم بالهدنة التي اعلنت عنها الامم المتحدة؟، والسبب كما اعلنت السعودية حينها، هو ان الحكومة اليمنية، تعني انا شخصيا، لم نوافق على هذه الهدنة!!".

استمر هادي يخاطب نفسه: "الى متى استمع الى تحذيرات مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، وهو يؤكد على الضرورة الملحة للتوصل إلى هدنة إنسانية في اليمن، محذرا من خطر المجاعة إثر العدوان السعودي الذي تتعرض له اليمن منذ اربعة اشهر، دون ان امتلك القدرة على ان اقول "لا" او "نعم"؟، هل بان كي مون يحترم رمضان والمناسبات الدينية الاسلامية اكثر مني؟، هل الغرباء هم اكثر رحمة مني بشعبي؟".

يضيف: "لم اعد اتحمل تقارير الامم المتحدة التي اعلنت الدرجة الثالثة من حالة الطوارئ الانسانية، وهي الاعلى، وان 80 % من الشعب اليمني –اي 21 مليون شخص– بحاجة الى المساعدة او الحماية واكثر من 10 ملايين شخص لا يجدون الطعام ومياه الشرب، بينما السعودية تواصل وبدم بارد قصفها وتدميرها للبنى التنحتية لبلدي، والكارثة ان كل هذا الدمار يأتي تحت ذريهة الانتصار لي ولشرعيتي".

ويختم هادي وصيته بالقول: ”لم اعد احتمل.. ان كل حصل لليمن من دمار هو بارادة سعودية صرفة ولا دخل لي فيما حصل .. في البداية خُدعت قيل لي ان الامر لا يستغرق اياما وتعود الى اليمن .. ولكن اليوم تحولت عدن الى منطقة منكوبة بسبب القصف السعودي ورغم ذلك لم تسيطر "داعش" والقاعدة والانفصاليين، الذين تصفهم السعودية بانهم انصاري، على اي منطقة مهمة من عدن، وان كل مايقال عن "تحرير" اليمن هي مسرحية مثل باقي المسرحيات الغبية للسعودية .. ارجو من شعبي ان يسامحني، رغم اني اعرف انه من الصعب ان يسامحني .. ولكن عزائي الوحيد هو انني ساضع حدا لمعاناتي وحياتي، التي لا يمكن ان اصفها الا بالعار .. ورغم اني راحل عنكم بعد لحظات، الا انني على ثقة ان السعودية ستجد طريقة ما في مواصلة عدوانها ولكن تحت يافطة اخرى وتحت ذريعة اخرى، واجزم ان الرجل الذي سيحل محلي هو رياض ياسين، ففيه تجتمع كل المواصفات التي تحتاجها السعودية لتمرير مخططاتها العبثية في اليمن .. ارحميني ايتها الارواح البريئة التي تطاردني من ابناء شعبي .. دعوني استريح .. حلوا عني... ".

اعتقد جازما ان هذا الذي سيحصل لو دبت الحياة في ضمير عبدربه منصور هادي، ولكن الى الان ليست هناك اي مؤشرات على وجود الحياة في ضمير الرجل.

نبيل لطيف - شفقنا

كلمات دليلية :