الى القرضاوي .. إتق الله فقبرك فاغر فآه

الى القرضاوي .. إتق الله فقبرك فاغر فآه
الإثنين ٢٧ يوليو ٢٠١٥ - ٠٧:٥٠ بتوقيت غرينتش

بعد الحكم بالاعدام الذي اصدره القضاء المصري بحق الشيخ يوسف القرضاوي ، اصدر القضاء السوري حكما مماثلا عليه لدوره في اثارة الفتن الطائفية في سوريا ، كما في مصر ، وتحريض ابناء الشعب الواحد على بعضه البعض انطلاقا من منطلقات طائفية كريهة ، ولدعمه للارهاب التكفيري قولا وفعلا ، وجمعه التبرعات من الدول الخليجية وارسالها للتكفيريين في سوريا وغيرها ، وتحريضه الشباب الساذج للذهاب الى سوريا ل”الجهاد”.

في اول رد فعل على حكم الاعدام الصادر بحقه في سوريا قال القرضاوي عبر حسابه على موقعي “فيسبوك” و”تويتر”،: “عشت طوال عمري داعيا للوسطية والاعتدال، مكافحا ضد الاستبداد والظلم واليوم تكافئني الأنظمة الجائرة بأحكام الإعدام في مصر وسوريا”.

لیس حكم الاعدام الصادر بحق القرضاوي في مصر وسوريا هو الذي استوقفني ، فالرجل يجب ان يحاكم في كل بلد وصلت اليه الفتن الطائفية ومزقته ودمرته وشرذمت شعبه ، لدوره في كل ما حصل ويحصل في الفتنة الطائفية الكبرى التي تلتهم المنطقة ، بل الذي استوقفني قوله انه عاش حياته يدعو للوسطية والاعتدال ومكافحا الظلم والاستبداد.

اقول للقرضاوي اتق الله وحاول ان تكون صادقا مع نفسك ومع الله وقد بلغت من العمر عتيا ، وصوت اقدام الموت هو الذي يجب ان يشغلك ان كنت تقيا ، وستواجه مليك مقتدر لا تعزب عن علمه مثقال ذرة من خير او شر ، وانت محمل بوزر اشعال الفتن في كل اراضي العرب والمسلمين ، والتي حصدت ارواح مئات الالاف وشردت عشرات الملايين من العرب والمسلمين وخربت اوطانهم ، فكل هذه الارواح البريئة ستطاردك في الدنيا والاخرة.

ياشيخ من الذي حرض وافتى بقتل القذافي ، وشرعن تدخل الناتو في ليبيا ، البلد العربي المسلم الذي تحول الى دولة فاشلة ، يُقتل فيها يوميا المئات من المسلمين دون ادنى جريرة ، ويكفر المسلمون فيها بعضهم بعضا ؟، من الذي احرق سوريا وفتح ابوابها امام كل افاق مجرم تكفيري سفاح ، خدمة للصهيونية العالمية ؟، من الذي ناصب العداء لراس حربة المسلمين امام الكيان الصهيوني ، واصفا حزب الله بابشع النعوت؟، من الذي كفر الشعب البحريني باكمله لانه ثار على سلطة قبلية متخلفة لاتمثل حتى الطائفة السنية التي تحكم باسمها ؟، من الذي يسكب الزيت الطائفي على نار الصراع الدائر في اليمن ، عبر تغييره طبيعة هذا الصراع من السياسي الى الطائفي كما تريد السعودية؟، من الذي شرعن وافتى بقتل الشعب اليمني المسلم العربي الفقير بدم بارد عندما ايد العدوان السعودي الظالم ؟، من الذي يحرض الشعب اللبناني على بعضه البعض انتصارا لمجموعات من التكفيريين زرعتها السعودية في لبنان ، دون ادنى اعتناء للتركيبة المعقدة والهشة للشعب اللبناني ، وقرب لبنان من العدو الصهيوني المتربص به دوما ؟، من الذي لا يدع الشعب المصري ان يقرر مصيره بنفسه عبر الاصرار على احراق الاخضر واليابس في هذا البلد الاسلامي العريق ، خدمة لمصالح حزبية ضيقة لا قيمة لها امام المصلحة المصرية العليا؟، من الذي يناصب الشعب العراقي العداء ولا ينفك في اثارة الفتن الطائفية في ربوع العراق ، رافضا كل رواية عراقية مهمها كانت صادقة لان مصدرها شيعي ، بينما يأخذ بروايات الطائفيين والحاقدين والبعثيين ، الذين لا شعبية لهم حتى بين سنة العراق ؟، من الذي كان وقبل انتشار الفتنة في الجسد العربي والاسلامي ، يؤكد على مقولة مشروخة يرددها في كل ناد ، من انه يقف في وجه “التمدد الشيعي” في البلدان “السنية الخالصة” ، ولسان حاله ايها المسلمون احذروا الشيعة فهم ليسوا من ملتنا؟، قل لي ياشيخ هل الوهابية والسلفية التكفيرية ، التي مهدت انت الارضية امام انتشارها كالسرطان في البلدان العربية والاسلامية ، عبر محطتك التلفزيونية الطائفية الحاقدة سيئة الصيت المعروفة ب”الجزيرة” ، هم المسلمون في نظرك ، وهم من شوه وجه الدين الاسلامي العظيم حتى امام المسلمين انفسهم ؟، ياشيخ هل كان بمقدور الصهيونية والغرب ان يشوها صورة الاسلام والمسلمين ودفعهم للاقتتال وتدمير اوطانهم ، كما فعل التكفيريون السلفيون الوهابيون الذين كنت ومازلت تدافع عنهم في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا وتبرر بكل انواع الفتاوى مجازرهم؟.

ياشيخ ، اما قولك انك كنت مكافحا ضد الاستبداد والظلم واليوم تكافئك الأنظمة الجائرة بأحكام الإعدام في مصر وسوريا ، فقولك هذا كذب صريح تعاقب عليه في الدنيا والاخرة ، فوجودك في قطر ، التي تعتبر قاعدة امريكية ليس الا ، ومدحك ليل نهار وعلى منابرالمسلمين ، لانظمة استبدادية قمعية رجعية قبلية متخلفة مثل الانظمة في السعودية والبحرين وقطر ، تؤكد وبصوت عال انك لم تصدق في قولك في مكافحتك للظلم والاستبداد ، فانت نصير الظلمة والقتلة والمستبدين ، وكل من يملك ذرة عقل يعرف انك لم تقل الحقيقة ، فلا يمكن مقارنة النظامين السوري والمصري ورغم كل انتقادنا لهما، بانظمة رجعية عملية متخلفة استبدادية.

قل لي ياشيخ لو كنت حقا تكافح الظلم والاستبداد ، لماذا لم تنصر الشعب البحريني المظلوم من الطغمة الخليفية التي تحكمه بالحديد والنار ، باعتراف امريكا والغرب ؟، لماذا لم تنصر الشعب اليمني الذي لم يعتد على السعودية التي اعادت اليمن الى نصف قرن الى الوراء جراء قصفها الوحشي منذ اربعة اشهر دون توقف احرقت الاخضر واليابس امام مرأى ومسمع العالم كله ؟، لماذا لم تقل كلمة حق في المجازر التي يرتكبها التكفيريون في سيناء ضد ابناء وطنك الذي بعته بحفنة من الدولارات ؟، لماذا لا يحرك فيك مئات الالاف من العراقيين الذين فجرت اجسادهم السيارات الطائفية التي تقف وراءها انظمة عربية رجعية تعيش في ظلها معززا مكرما ، لماذا لم تكفرهم كما كفرت غيرهم وافتيت بقتلهم؟.

ياشيخ ، هل القذافي قتل من شعبه بقدر ما قتل السفاح صدام حسين ؟، هل كان القذافي اسوء من صدام حسين ؟، لماذا افتيت بقتل القذافي وادخلت الناتو الى ليبيا ، فيما اعتبرت دخول امريكا الى العراق غزوا ، وترحمت على صدام ، وقلت ان اعدامه منكر لايقبله مسلم ، فيما قُتل القذافي بفتواك تلك القتلة الشنيعة التي تأباها الاديان الالهية وفي مقدمتها الاسلام ، الذي تتحدث باسمه ؟، لماذا كل هذا الحقد الطائفي الاعمى ياشيخ على بشار الاسد ؟، لماذا لا تسمح حتى لاي جهة كانت ان توقف نزيف الدم السوري حتى للحظة واحدة قبل ان يرحل الاسد ، فيما امتدحت السفاح صدام حسين وقلت فی احدى خطب الجمعة ونقلته قناتك القطرية الطائفية الحاقدة “الجزيرة” على الهواء :” انه (اي صدام) في آخر ايامه اتجه إلى الله بالتوبة وان الله لا يرد التائبين، وكان الاولى بقاتليه ان يهتموا بمقاومة الاحتلال وتحرير الأراضي ومن ثم يحاكموا صدام اذا كان ارتكب اثماً بحق شعبه” ؟، ياشيخ لماذا لا تتجرأ ان تقول مثل هذا القول عن الرئيس السوري بشار الاسد ، وقبله عن القذافي ؟، انا اقول لك لماذا : لعن الله الطائفية التي تنخرك ياشيخ ، قل لي بربك لماذا لم تتفجر في عروقك مشاعر الوطنية ومحاربة المستعمر وانت ترى بأم عينيك كيف تحالف التكفيري مع الصهيوني في سوريا كما تفجرت عندما اسقط الامريكان الطاغية صدام؟، ياشيخ لماذا غضبت انت وغضب العرب وفي مقدمتهم قطر التي تعيش فيها ، من امريكا والمستعمر الغربي ، لانهم لم يدخلوا سوريا لاسقاط الاسد كما اسقطوا “قائدك التائب صدام حسين” ؟، ترى ما هو الفرق بين امريكا في العراق وامريكا في سوريا ؟، انها الطائفية ياشيخ التي اشعلت بها ديار المسلمين ، واعلم ان كل روح انسان تُزهق في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان وليبيا والجزائر وتونس وغيرها ، انت شريك في إزهاقها ، فاتق الله في عباد الله ، فقبرك فاغر فاهه.

* منيب السائح / شفقنا