مجلة مصرية: السعودية باعت مصر.. والعلاقة بإيران ضرورة

مجلة مصرية: السعودية باعت مصر.. والعلاقة بإيران ضرورة
الإثنين ٢٧ يوليو ٢٠١٥ - ٠٥:٠٣ بتوقيت غرينتش

أكدت مجلة "روز اليوسف" الحكومية المصرية أن "السعودية باعت مصر"، وأن "عودة العلاقات المصرية - الإيرانية أكثر من ضرورة"، مشددة على أن "استقبال الملك سلمان لخالد مشعل ومد الجسور مع إخوان اليمن يهز الجسر بين الحليفين"، وأن الإعلام السعودي بات يهاجم مصر، حتى إن صحفيين سعوديين وصفوا 30 يونيو بـ"الانقلاب"، وفق قولها.

ونقل موقع "عربي 21" عن مراقبين إنه لا يمكن التعامل مع ما نشرته المجلة في عددها لهذا الأسبوع، على أنه موضوع عادي، بل يجب ربطه بعلاقة المجلة بالأجهزة المخابراتية المصرية التي لا تستطيع المجلة تجاوز الخط المرسوم لها من قبلها في سياستها التحريرية، والحديث عن دولة عربية بحجم السعودية، دون التنسيق مع هذه الأجهزة، وأخذ رضاها، وإلا صادرتها فورا، ومنعت ظهورها بالأسواق.

وأبدى المراقبون اندهاشهم مما نشرته المجلة، واعتبروه تصعيدا إعلاميا مفاجئا، يأتي بعد 48 ساعة فقط من لقاء وزيري خارجية مصر والسعودية في المملكة، التي قللا فيها من شأن ما تردد حول وجود أزمة في العلاقات بين البلدين، ومن شأن زيارة مشعل إلى السعودية مؤخرا.

ورجحوا أن القيادة في مصر تجهز لإعادة علاقتها مع إيران، وأنها بالفعل اتخذت قرارا بذلك، وأنها تمهد بهذه المواد والحملات الصحفية لهذا القرار، في انتظار اللحظة المناسبة لإعلانه.

أدلة قوية على الفتور بين مصر والسعودية

وفي موضوعها عددت المجلة أسبابا اعتبرتها أدلة قوية على وجود شوائب في العلاقات بين مصر والسعودية، أهمها أن مصر تنظر إلى الأزمتين السورية والليبية من زاوية مختلفة عما تراه السعودية.

وتابعت بأن المملكة تدعم منذ اليوم الأول "المعارضة السورية المكونة من إخوان وسلفيين ونصرة وخلافه"، وترى أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا.

أما مصر -بحسب المجلة- فترى أن من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام في سوريا يحفظ مكانا لبشار الأسد في الفترة الانتقالية، وترى أن التهديد الرئيس في الوضع السوري ليس الأسد، بل المسلحين. والموقف الثنائي من ليبيا لا يختلف كثيرا عن سوريا.

واستطردت المجلة بأن "التقارب المصري الروسي لا يأتي أيضا على هوى المملكة في عهد الملك سلمان، وأن التقارب السعودي التركي يتسبب في غصة لدى النظام المصري بعد موقف أردوغان من ثورة 30 يونيو، ووقوفه ضد الإدارة المصرية لصالح جماعة الإخوان"، وفق وصفها.

ومشيرة إلى ما تنشره وسائل الإعلام السعودية عن مصر، وما يكتبه الإعلامي جمال خاشقجي الذي يصفه البعض بصوت القصر الملكي، أكدت "روز اليوسف" أن ما ينبغي التوقف عنده هو مقال الكاتب زياد الدريس بجريدة الحياة الأربعاء الماضي تحت عنوان "في مصر دولة عميقة وشعب عميق"، إذ إنه وصف ما حدث في 30 يونيو 2013 بشكل غير مباشر، بـ"الانقلاب"، علما بأنه يشغل منصب المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو في باريس.

وقالت روز اليوسف: "إن السعودية باتت تعتبر الإخوان حليفا محتملا في المعركة ضد التوسع الإقليمي لإيران، وإما أن تصبح مصر على نفس الخط مع المملكة بجانب الإخوان وقطر وتركيا، رغما عنها، وإلا فلتذهب العلاقات (مع مصر) إلى الجحيم".

العلاقات مع إيران ضرورة ملحة

وتساءلت روز اليوسف: "ما المانع في أن نبحث عما يحقق مصالح الدولة المصرية؟ وما المانع في إذابة الجليد المتراكم منذ سنوات بين مصر وإيران؟ ولماذا نستمر في اعتبار مسألة العلاقات المصرية الإيرانية خطا أحمر لا يجوز الخوض فيه؟ وما الضرر من إعادة العلاقات بين القاهرة وإيران؟"

وأشارت المجلة إلى أنه بعد الاتفاقية التاريخية بين اميركا والدول الخمس الأخرى مع طهران حول البرنامج النووي، فإن الدولة المصرية تستطيع على هامش هذا الاتفاق الاستفادة بشكل كبير.

وتابعت: "لا يوجد أي مبرر لعدم وجود تبادل دبلوماسي كامل بين البلدين"، مشيرة إلى أن إعادة العلاقات المصرية الإيرانية لا يعني مطلقا التحالف مع طهران ضد دول الخليج (الفارسي).

واختتمت المجلة مقالها مؤكدة أن "العلاقات المصرية الإيرانية أصبحت ضرورة ملحة في المستقبل القريب من أجل تحقيق مصالح أكبر للدولة المصرية، والعلاقات مع طهران ستسمح لمصر -الدولة الأكبر والاهم في المنطقة العربية- بإنهاء حالة الصدام المستمر بين إيران وبعض دول المنطقة، وتفويت الفرصة على كل من يخططون لإشعال حرب طائفية في المنطقة بين السنة والشيعة للقضاء على المنطقة بالكامل".

وأعرب كاتب المقال، أحمد شوقي العطار، في خاتمته، عن تمنياته في "أن تستجيب الإدارة المصرية لذلك في أسرع وقت"، قائلا إنه "لا مجال للتردد بعد الآن، فالكل يبحث عن مصالحه، ومصلحة الوطن فوق الجميع، ومصر هي الأكبر والأهم، وستظل كذلك".