كبار قادة داعش نتاج "الحملة الإيمانية" التي أطلقها صدام!

كبار قادة داعش نتاج
الأحد ٠٩ أغسطس ٢٠١٥ - ١٢:٥٦ بتوقيت غرينتش

قالت مصادر استخبارتية وعسكرية عراقية يتولى ما بين 100 و160 ضابطًا عراقيًا سابقًا، جلّهم من نتاج ما يُسمى «الحملة الإيمانية» التي أطلقها الرئيس العراقي المعدوم صدام حسين في تسعينات القرن الماضي، الآن، مواقع قيادية في تنظيم داعش.

وبحسب صحيفة الشرق الأوسط السعودية يتذكر علي عمران جيدا ضابطا برتبة رائد حين كان ملتحقا بمدرسة المدفعية التابعة للجيش العراقي قبل نحو عشرين عاما. ولأن الضابط كان متدينا فإنه وبخ عمران لدخوله الحمام وهو يرتدي مشبكا يحمل العلم العراقي لأنه مكتوب عليه عبارة «الله أكبر».

لم ير عمران الرائد طه العاني مرة أخرى إلا بعد سنوات وتحديدا في عام 2003 وقت دخول القوات الاميركية للعراق واقتحام بغداد. ففي قاعدة عسكرية متواضعة شمال بغداد، كان العاني يتولى الإشراف على شحن أسلحة وذخيرة في سيارات نقل. وأخذ تلك الأسلحة معه عندما انضم إلى جماعة "التوحيد والجهاد"، وهي نواة تنظيم القاعدة في العراق.

والعاني حاليا قائد في تنظيم داعش، على حد قول عمران، الذي ارتقى في المناصب إلى أن أصبح لواء في الجيش العراقي ويقود حاليا الفرقة الخامسة التي تقاتل تنظيم داعش. وتتبع عمران رفيقه السابق من خلال شبكة القبائل العراقية واستنادا إلى المعلومات الاستخباراتية التي جمعها جهاز مكافحة الإرهاب الرئيسي بالحكومة والذي يعمل به حاليا.

ويعد هذا مسارا شائعا للأحداث، إذ يهيمن على القيادة العليا لتنظيم داعش، تحت قيادة العراقي أبو بكر البغدادي، ضباط سابقون في الجيش العراقي وأجهزة استخبارات في عهد صدام حسين وذلك بحسب ضباط عراقيين رفيعي المستوى يقاتلون تنظيم داعش على خطوط المواجهة الأمامية، وكذلك مسؤولين استخباراتيين رفيعي المستوى، من بينهم رئيس وحدة رئيسية تابعة لاستخبارات مكافحة الإرهاب.

وتعد الخبرة التي يسهمون بها من الأسباب الرئيسية لنجاح التنظيم في السيطرة على مناطق شاسعة من العراق وسوريا. وقد أسهم الضباط بمهاراتهم في التنظيم والانضباط اللازمين من أجل تماسك ووحدة المقاتلين القادمين من مختلف أنحاء العالم، والجمع بين الوسائل الإرهابية مثل العمليات الانتحارية وبين العمليات العسكرية. وقد تولوا مسؤولية جمع المعلومات الاستخباراتية، والتجسس على القوات العراقية، وكذلك صيانة وتطوير الأسلحة ومحاولة وضع برنامج لتصنيع الأسلحة الكيماوية.

وقال باتريك سكينر، مسؤول سابق في الاستخبارات المركزية الأميركية، عمل في العراق، إن «ضباط الجيش والاستخبارات الذين قضوا خدمتهم إبان حكم صدام حسين كانوا (عنصرا ضروريا) في معادلة النجاح المذهل المفاجئ الذي حققه تنظيم داعش على أرض المعركة خلال العام الماضي والذي أسهم في تحول التنظيم من جماعة إرهابية إلى شبه دولة».

وأوضح سكينر، الرئيس الحالي للمشروعات الخاصة في شركة «صوفان غروب» الخاصة لخدمات الاستخبارات الاستراتيجية، قائلا: «لم تكن النجاحات التي حققوها خلال العام الماضي نجاحات إرهابية بل نجاحات عسكرية».

 وما عرف بالحملة الايمانية في تسعينيات القرن الماضي بالعراق جاءت عقب اخراج جيش صدام من الكويت بعد غزوها، على يد القوات الاميركية والغربية وباستخدام القواعد العسكرية في السعودية وشقيقاتها الخليجيات.. ومن اجل مواجهة الحالة الدينية التي اعقبت انتفاضة شعبان 1991، استعان دكتاتور العراق ببعض القوى والشخصيات السلفية التكفيرية لايهام المجتمع بان نظامه ديني، للحد الذي اعلن فيه عن كتابة المصحف الشريف بدمه.. غافلا عن نجاسة الدم!!