اتفاق فيينا يفتح مرحلة علاقات جديدة بين موسكو وطهران

اتفاق فيينا يفتح مرحلة علاقات جديدة بين موسكو وطهران
الإثنين ١٧ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٨:٣٨ بتوقيت غرينتش

قال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الذي يزور موسكو، ان محصلة مفاوضات فيينا التي جرت بين بلاده والسداسية تفتح مرحلة جديدة نوعيا في العلاقات بين موسكو وطهران، سيما في مجالي الاقتصاد والدفاع.

وفي مؤتمر صحفي مشترك أجراه وزير الخارجية الايراني ونظيره الروسي سيرغي لافروف، أكد ظريف ان روسيا دولة التزمت بمساعدة ايران في الظروف الصعبة، مشيرا الى ان ايران تأمل بتعميق التعاون مع روسيا بعد رفع الحظر عنها.

ونوه ظريف الى ان روسيا ستلعب دورا كبيرا في تطبيق خطة العمل المشترك الشاملة التي تم الاتفاق عليها في فيينا بين ايران والدول الست، موضحا: بحثنا مع لافروف سبل تطبيق اتفاقيات فيينا.

كما أشار ظريف الى أنه ناقش مع الجانب الروسي التعاون النووي وبناء مفاعلات جديدة.

كما اشاد ظريف بمساهمة لافروف في إنجاح المفاوضات التی جرت في فیینا حول البرنامج النووي الإیراني.
واعتبر وزیر الخارجیة الإیراني أن الأنباء عن زیارة الجنرال الإیراني قاسم سلیماني إلی موسکو جاءت في سیاق الحملات الدعائیة الجاریة في اميركا  علی خلفیة السباق الانتخابي فی هذا البلد .
وقال: 'إننا سمعنا تصریحات دعائیة کثیرة من الولایات المتحدة بهذا الشأن. وأظن أنه یرتبط بالوضع السیاسي الداخلي'.
ورفض ظريف التهديدات الاميركية، وقال: اعلنا مرارا رفض ايران لاستخدام القوة من جانب اميركا الذي لن يحقق لها الا الخسائر.

من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو مهتمة بالتعاون مع طهران في تسوية الأزمات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتابع إن "روسيا وإيران تتعاونان بصورة بناءة على جميع المسارات، في الشؤون الثنائية وعلى الساحة الدولية، على حد سواء".

وأعرب وزیر الخارجیة الروسي عن أمله في أن تدخل خطة العمل المشترك الشاملة بین إیران والسداسیة والتي تم التوقیع علیها في فیینا یوم 14 أغسطس/آب، حیز التطبیق خلال الأسابیع القلیلة القادمة.
وقال أن تطبیق الاتفاق الشامل سیسمح بتسویة الوضع حول البرنامج النووي الإیراني بصورة ترضي الجمیع مع ضمان الاحترام التام لحق إیران في الأنشطة النوویة السلمیة، کما أنه یتیح استعادة الثقة في المنطقة ویضمن إزالة العقبات التي تعرقل التعاون الاقتصادي والسیاسي الطبیعي علی المستوی الإقلیمي مع ضمان المشارکة کاملة الحقوق لإیران.
ووصف لافروف الأنباء عن زیارة سلیماني إلی موسکو بأنها شائعات لا أساس لها من الصحة.
وکان الکرملین قد نفی بشدة  أنباء تناقلتها وسائل إعلام أميرکیة عن زیارة مزعومة لسلیماني قائد فلیق 'القدس' في الحرس الثوري الإیراني إلی موسکو للقاء الرئیس فلادیمیر بوتین ومسؤولین آخرین.
علی الرغم من ذلك، أعلنت وزارة الخارجیة الأميرکیة الخمیس الماضي فی بیان أن وزیر الخارجیة جون کیری عبر في اتصال هاتفي مع نظیره الروسي سیرغي لافروف عن 'قلقه' من رحلة قام بها سلیماني إلی روسیا فی الأسابیع الأخیرة.

وقال وزیر الخارجیة الروسی إنه لیس لدیه ما یضیفه في هذا السیاق. ودعا إلی الاعتماد علی الوقائع ولیس علی اشتباهات غیر واضحة تثیر قلق الجانب الأميرکي.
وشدد: 'إننا لا نتهرب أبدا من الحدیث الموضوعي، عندما یکون لمثل هذا القلق أساس. لکننا لا ننوي الرد کلما یطرح اشتباه عدیم الأساس وغیر واضح'.
وأعاد إلی الأذهان أن الولایات المتحدة نفسها تنتهك نظام العقوبات المفروض من قبل مجلس الأمن. وأشار فی هذا السیاق إلی الإفراج عن 4 عناصر من تنظیم 'طالبان' من معتقل غوانتانامو الأميرکي العام الماضی، وتسلیمهم إلی قطر، وذلك في سیاق صفقة تبادل للإفراج عن جندي أميرکي کان محتجزا لدی التنظیم.

وذکّر لافروف في هذا السیاق بأن الجانب الأميرکی لم یبلغ مجلس الأمن ولجنة العقوبات التابعة له بقراره هذا، وهو ما یعد خرقا سافرا لنظام العقوبات ضد 'طالبان'.
 تجدر الإشارة إلى أن لقاء الوزيرين هو الاول منذ مشاركتهما في الجولة الختامية من المفاوضات النووية في فيينا، والتي أسفرت يوم 14 يوليو/تموز عن التوقيع على الخطة الشاملة للعمل المشترك حول البرنامج النووي الإيراني.

بحث موضوع تسليم منظومة "اس300" لايران

ولم يستبعد إيغور مورغولوف نائب وزير الخارجية الروسي أن يبحث الوزيران مسألة توريدات منظومات "إس-300" المضادة للجو إلى إيران.

كما من اللافت أن زيارة ظريف إلى موسكو تأتي بعد مناقشات مكثفة مكرسة للملف السوري أجرتها وزارة الخارجية الروسية الأسبوع الماضي، مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير و3 وفود للمعارضة السورية. كما يواصل لافروف في مناقشاته بشأن سبل تسوية الأزمة السورية مع نظيره الأمريكي جون كيري عبر الهاتف.

هذا وستكون على طاولة المحادثات أيضا مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاصة بتشكيل تحالف إقليمي واسع لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي.