بالفيديو؛ هل تنجو تركيا من اللعب بنار الارهاب؟

الأربعاء ١٩ أغسطس ٢٠١٥ - ١١:١٨ بتوقيت غرينتش

(العالم) - 20-08-2015 - تواجه تركيا منذ قرابة الشهر موجة من العمليات الأمنية التي أوقعت عشرات رجال الجيش والشرطة قتلى وجرحى إضافة لعدد من المسلحين في على امتداد الخارطة التركية.

وفيما يعتبر مراقبون أن البلاد دخلت مرحلة جديدة من التحديات الأمنية بفعل السياسات الإقليمية في وقت تواجه تركيا أزمة سياسية إثر فشل الأحزاب في تشكيل حكومة ائتلافية، فان البلاد تسير بخطى حثيثة في طريق معروفة العواقب خبرتها الكثير الدول حول العالم لترسم قاعدة تقول إن من يداعب النار لا بد أن يلسعه لهيبها فليس بمقدور أحد أن يستثمر الإرهاب لتعويم مشاريعه السياسية دون أن يرتد عليه عاجلا أو آجلا وهو مصير تلقت أنقرة عناوينه نصائح وتحذيرات من دول إقليمية مرات عدة.

ويبدو أن البلد العضو في حلف شمال الأطلسي بات في خضم مرحلة جديدة أمنيا كنتيجة مباشرة لسياسات واستراتيجات اتبعتها أنقرة منذ خمس سنوات.

المفارقة أن صانعي القرار الأتراك ما زالوا متمسكين بنهجهم ولم تظهر أحداث الأشهر الأخيرة الأمنية أي مراجعة أو تراجع رغم أن البلاد لم تعد على حافة الهاوية وإنما أصبحت تخطو خطاها الأولى فيها فلا يكاد يمر يوم دون أن توقع العمليات الأمنية عددا من الجنود ورجال الأمن إضافة للمسلحين الأكراد في مواجهات وكمائن متفرقة تمتد من أقصى الغرب التركي إلى جنوبها الشرقي منذ تفجير سوروج جنوب شرق تركيا قبل قرابة الشهر من الآن.

فقد قتل عدد من الجنود الاتراك في هجوم يحمل بصمات حزب العمال الكردستاني في إقليم سيرت جنوب شرق البلاد فينل في وقت سمع اطلاق نار ودوي انفجار قنبلة خارج قصر دولمه باهتشه في اسطنبول احدى المناطق السياحية والذي يضم مكتب رئيس الوزراء التركي ولم يكن من الشرطة سوى أن لاحقت شخصين ورغم إن الهجوم لم يسفر عن خسائر بشرية إلا أن للمكان دلالاته السياسية والأمنية العميقة هذا وقُتل شابٌ يبلغُ من العمر 17 عاماً واعتُقل 4 آخرون إثر مهاجمة الشرطة لمتظاهرين أكراد بمنطقةِ اسنلر في مدينةِ اسطنبول وتفرقتهم بالقوة. 

وهاجمت جماعة "داعش" الارهابية أردوغان واصفة إياه بالخائن والعميل ودعته إلى وقف تعاونه مع الولايات المتحدة وتقديم تسهيلات للتحالف الأمريكي في مؤشر من شأنه أن يزيد من الضغوط  على حزب العدالة والتنمية الذي مني بخسارة مدوية في الانتخابات التشريعية الأخيرة والغارق في أزمات المنطقة من سوريا إلى العراق أراد تجيير توترات المنطقة لتعزيز أسهمه في النزاعات الداخلية في القضية الكردية من جهة وللتأثير على توجهات الناخب التركي من جهة أخرى بعدما باتت البلاد على أعتاب انتخابات تشريعية مقبلة أملاها فشل الحزب الحاكم في تظهير تسوية تسهل عملية تشكيل حكومة ائتلافية.

الخبير في شؤون الجماعات الارهابية السيد حسن شقير

الى ذلك قال الخبير في شؤون الجماعات الارهابية السيد حسن شقير من بيروت لبرنامج بانوراما، ان حزب العدالة التركي يقوم بمسرحية في إدعائه محاربة "داعش" للترويج وتعويم نفسه داخل البلاد.

واضاف شقير ان حزب العدالة التركي بدأ يرمي بكل أوراقه بعد خسارته الانتخابات، وانه يستغل الاضطراب الأمني للتسويق للانتخابات التي يحاول الإسراع بإنجازها، مركدا ان تركيا تستثمر "داعش" ومحاربتها لها شكلية بينما تركز قصفها للأكراد.

من جانبه، قال الدكتور الاكاديمي والباحث السياسي محمد اوغلو ان تركيا عاجزة عن اتخاذ موقف صارم من "داعش" وتعتمد ازدواجية المعايير في سياساتها، وان الإعلام التركي أكد الموقف الخجول لتركيا في محاربة "داعش" بل أشار إلى أن تركيا تعالج بعض قيادات "داعش" داخل البلاد.

واضاف اوغلو ان تركيا لا تأخذ التدابير اللازمة لوقف تدفق إرهابيي "داعش" وانها لاتسيطر على الكثير من المناطق جنوب شرق تركيا، مشيرا الى ان تركيا كانت خجولة في محاربة "داعش" فهي مستفيدة من تهريب داعش للنفط.

S.A.N 20-08-2015   3:50