فيما يصف علاقة حماس بايران بالتاريخية..

مشعل: لن تتوقف المقاومة حتى انتهاء الاحتلال والاستيطان

مشعل: لن تتوقف المقاومة حتى انتهاء الاحتلال والاستيطان
السبت ٢٢ أغسطس ٢٠١٥ - ٠٩:١٦ بتوقيت غرينتش

نفى رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل ربط قضية الجنود الأسرى الإسرائيليين لدى حماس بموضوع المقاومة في الضفة الغربية مؤكداً أن المقاومة لن تتوقف حتى انتهاء الاحتلال والاستيطان.

وفی حوار مع "العربي الجديد" ، شدد مشعل على أن الحركة تتطلع لعلاقة جيدة مع كل الدول العربية والإسلامية لصالح القضية الفلسطينية داعياً الجميع ألا يديروا علاقاتهم على أساس هذا الصراع.

ووصف مشعل علاقة حماس مع إيران بأنها علاقة تاريخية. مؤكدًأ أن هذه العلاقة لا تزال موجودة، رغم تأثرها في السنوات الأخيرة بفعل الخلاف على موضوع الأزمة السورية.
كما أشار إلى أن علاقة الحركة مع السعودية علاقة قديمة، "لكن ككل العلاقات تمر في ظروف مختلفة." وأضاف: كانت هناك بعض الالتباسات التي تمت معالجتها، ولا نزال نعالجها واتفقنا على بداية استئناف صفحة جديدة تتضمن التفاهم والوضوح والشفافية، بما يخدم المصلحة الفلسطينية والمصلحة العربية والإسلامية.
وأوضح أن العلاقات مع مصر هي كذلك، مشيراً إلى أن هناك تفاعل استثنائي بين فلسطين ومصر تاريخياً وحاضراً. وأضاف: لكن في السنتين الأخيرتين، كانت هناك أجواء غير طبيعية، إذ اتهمت "حماس" بمسائل غير صحيحة، بأنها تتدخل في الشأن المصري، وثبت للجميع أن "حماس" لم تتدخل.
لكنه صرح أن هناك بداية تحسن في العلاقة "ونحن حريصون على العلاقة مع مصر باعتبارها الجار لفلسطين والشقيقة الكبرى وحريصون على أن تكون علاقتنا مع مصر ومع كل الدول العربية علاقات طبيعية وجيدة لمصلحة فلسطين ولمصلحة الأمن القومي العربي وللمصلحة العربية بشكل عام."
وأوضح رئيس المكتب السياسي لحماس: إننا معنيون بعلاقة جيدة مع كل دولنا العربية والإسلامية لصالح قضيتنا الفلسطينية، ونطلب من الجميع ألا يديروا علاقاتهم على أساس هذا الصراع.. وهذا يتطلب من عقلاء الأمة أن يعالجوا ذلك بروح رياضية تحقق مصلحة الجميع من دون أن يطغى أحد على أحد.
وبشأن الأزمة السورية تتمنى خالد مشعل أن تحل "بعيداً عن الدماء وبعيداً عن هذا الصراع والاستقطاب الطائفي الكبير في المنطقة نتيجة ما يجري في سوريا والعراق واليمن، وأن يحل على قاعدة تلبي حقوق الشعب السوري، فحقوق الشعوب هي الأساس."
مضيفاً: نتمنى أن يتحقق ذلك، لكل مكونات الشعب السوري بعيداً عن التقسيمات المختلفة، وأن يكون هناك استقرار لصالح الجميع.
وفي جانب آخر من اللقاء أكد مشعل أنه تجري معاقبة قطاع غزة ومعاقبة الشعب الفلسطيني منذ تسع سنوات: لأنه انتخب حركة "حماس" ومارس حقه الديمقراطي.. كما تمت معاقبة القطاع لأنه قلعة للمقاومة والرد على العدوان والحروب الإسرائيلية المتكررة.
وأضاف: انتظر أهلنا في غزة تحرك المجتمع الدولي وتحرك السلطة الفلسطينية وتحرك كل الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لحل مشاكل غزة، لكن لا شيء حصل، إلا مبادرات من بعض الأطراف، لكن بقي هناك تقصير فلسطيني رسمي، وتقصير عربي ودولي في معالجة المشاكل القائمة في قطاع غزة.
ولفت إلى أنه وفي أعقاب معركة "العصف المأكول"، التي كانت رداً فلسطينياً عظيماً على الحرب الصهيونية في العام الماضي على غزة، جرى إعلان عن وقف متبادل لإطلاق النار بالرعاية المصرية.. مضيفاً أن إسرائيل خرقت ذلك مرات عدة، وتركت غزة تغرق في أزماتها وظل القطاع محاصراً، ولم يتم الإعمار.. وخلق هذا الأمر بيئة متفجرة، ولعل هذا الذي دفع الأطراف الإقليمية إلى التحرك، لأنها تخشى أن تتحول غزة إلى قنبلة متفجرة.
وصرح مشعل قائلاً: للأسف، أقول بصراحة، ربما بعض الأطراف القريبة أو البعيدة، راهنت أن ترك أزمات غزة من دون حل سيحولها إلى انفجار في وجه "حماس"، فاكتشفوا أن "حماس" صامدة وأن الحاضنة الشعبية للمقاومة حاضرة.
وشدد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية بالقول: نحن لا نريد حروباً.. نعم، هناك مقاومة مشروعة ستظل مستمرة ضد الاحتلال.. وطالما هناك احتلال واستيطان، ستبقى المقاومة، لكن لا نسعى إلى حروب.. الاستفزاز لمشاعر شعبنا، بالتأكيد سيخلق مشاعر متفجرة، لذلك من مصلحة الجميع حل مشاكل غزة.
وأضاف أن حماس منفتحة على الجهود العربية والإسلامية والإقليمية والدولية، وأضاف: سنتفاعل ونتعامل إيجاباً مع من يعرض حل مشاكل غزة، طالما أن ذلك لن يتم على حساب المصلحة الوطنية ولا على الثوابت الوطنية ولا حقوق شعبنا ولا على وحدة غزة والضفة كوحدة وطنية فلسطينية في إطار السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وأكد أن: مشروعنا الأساس سيبقى كما هو في إنهاء الاحتلال... فمشروعنا الوطني هو تحرير الأرض، واستعادة القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، وإنجاز حق العودة، وإقامة دولتنا الفلسطينية على أرضنا، وإنجاز المشروع الوطني، والتخلص من الاحتلال من دون عودة.
وبخصوص ربط قصة الجنود الأسرى لدى حماس بموضوع المقاومة في الضفة الغربية "فقد تحدثوا في هذا الشأن عبر بعض الوسطاء، ودعونا لنبحث هذا الملف في سياق حل مشاكل غزة، ورفضنا ذلك رفضاً قاطعاً.. وبالنسبة لنا، هذا غير مقبول على الإطلاق، ولن تتوقف المقاومة حتى انتهاء الاحتلال والاستيطان.
وخلص إلى القول: إن حل مشاكل غزة مسار، والتفاوض من أجل الإفراج عن أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال مقابل الجنود الأسرى عند "حماس" وعند المقاومة الفلسطينية في غزة، مسار آخر.