ما هي خطة بترايوس لمحاربة "داعش"؟

ما هي خطة بترايوس لمحاربة
الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٥ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

يحاول المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي ايه) ديفيد بترايوس تسويق خطة جديدة لمواجهة جماعة "داعش" في سوريا.

وتهدف الخطة بحسب "السفير" الى الاعتماد على عناصر توصف بالـ«معتدلة» في «جبهة النصرة» (الارهابية)، وهو ما يذكر بالتقارير التي راجت في الشهور الماضية والتي تحدثت عن تأييد أطراف خليجية، وغربية، لفكرة الاستعانة بـ«النصرة» وغيرها من الفصائل الأقل تكفيرا، لحسم الحرب مع كل من «داعش» والنظام السوري ( وفق رؤيتها ).
وعلى الرغم من أن فكرة بترايوس قد تسبب إحراجا إعلاميا للإدارة الأميركية التي وضعت «النصرة» على لائحة الإرهاب، إلا أن الفكرة قد تلقى قبولا في الأوساط الأميركية التي يتمتع بترايوس بعلاقات جيدة معها بالنظر إلى ما يعتبره كثيرون نجاحا حققه هذا الجنرال الأميركي من خلال فكرة «الصحوات» التي استخدمها في العراق لتقليص قوة تنظيم «القاعدة» هناك.
وفي تعبير جديد عن تباين المواقف الأميركية الروسية حول مسار التسوية في سوريا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن مطالبة دول غربية وعربية برحيل الرئيس السوري بشار الأسد كمقدمة للشروع في مكافحة الإرهاب، أمر غير واقعي، مشدداً على أن الجيش السوري يمثل القوة الأكثر فعالية لمواجهة «داعش».
ونقل موقع «ديلي بيست» الأميركي عن أربعة مصادر قولها إن بترايوس يحاول تسويق خطة جديدة تعتمد على «جبهة النصرة» من أجل مكافحة «داعش».
وقالت المصادر إن بترايوس، القائد السابق للقوات الأميركية في العراق وأفغانستان، يحاول إقناع مسؤولين أميركيين بدراسة فكرة الاستعانة بأعضاء «معتدلين» من «جبهة النصرة» التابعة لتنظيم «القاعدة». وذكر الموقع إن أحد مصادره ناقش هذا الموضوع مع بترايوس مباشرة.
وأشار الموقع إلى أن فكرة بتراوس ترجع إلى خبرته في قيادة قوات الاحتلال في العراق في العام 2007، حيث كانت إحدى استراتيجياته لهزم «القاعدة» تعتمد على «الصحوات» ووقف الدعم السني للتنظيم والعمل مع الجيش الأميركي.
وأوضح أن بترايوس عاد إلى لعبته القديمة، عبر اقتراحه إستراتيجية تعتمد على مسؤولين وعناصر مهمين في «النصرة»، خصوصاً أولئك الذين لا يحملون إيديولوجية «القاعدة».
ووصف مسؤولون أميركيون، استطلع موقع «ديلي بيست» آراءهم، فكرة بتراوس بالخطرة وشبه المستحيلة والمثيرة للجدل، لأن واشنطن بدأت حربها ضد الإرهاب على خلفية هجمات «القاعدة» في 11 أيلول العام 2001. كما ستواجه هذه الفكرة عقبات كبيرة بعد أن أدرجت الإدارة الأميركية في العام 2012 «جبهة النصرة» على قائمة المنظمات الإرهابية، وأمر الرئيس الأميركي باراك أوباما باستهداف معاقل تابعة إلى «جماعة خراسان» في سوريا.
وذكر الموقع أن بترايوس لا يزال يملك تأثيراً كبيراً على مسؤولين أميركيين حاليين ونواب وقادة غربيين. وأشار مسؤولون إلى أنه يحاول تسويق فكرة الاعتماد على المقاتلين «المعتدلين» في «النصرة» الذين يحاربون «داعش» في سوريا، لكنهم انضموا إلى الجبهة بسبب الهدف المشترك وهو إطاحة الأسد.
يذكر أن السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد كان دعا، في مقالة نشرت مؤخراً، إلى التفاوض مع «أحرار الشام» المتشددة، ووصفها بأنها «قد تكون من أهم المجموعات التي تقاتل النظام السوري الآن».