تعدد جبهات القتال يضعف المنظومة الأمنية في شرق تركيا

تعدد جبهات القتال يضعف المنظومة الأمنية في شرق تركيا
الأحد ٠٦ سبتمبر ٢٠١٥ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

تتلقى قوات الشرطة التركية خسائر بشرية جمة بشكل يكاد يوميا في المناطق ذات الأغلبية الكردية، ما يؤشر على أن المنظومة الأمنية التركية في شرق البلاد أصبحت هشة نتيجة لتعدد جبهات القتال التي فتحتها تركيا على نفسها في الفترة الاخيرة وجاءت نتائجها عكسية على الأداء الأمني.

وبحسب ميديل ايست اونلاين، تعاني الشرطة التركية من الإرهاق جراء الزج بها في صراعات أساسها سياسي، مثل الحملة على حزب العمال الكردستاني، وتضييق الخناق على ناشطي اليسار المتشدد، الى جانب الحرب المزعومة على تنظيم "داعش" وما لها من ارتدادات خطيرة على حياة قوات الشرطة.

وذكرت تقارير أن مديريات الأمن في بلدات المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية في تركيا تعاني من نقص في أعداد رجال الأمن والعناصر الشرطية وحتى المعدات والمركبات القادرة على التدخل في حالة حدوث أي أعمال مخلّة بالأمن العام.

ويرى مراقبون أن النظام التركي بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان خيّر مصالحه السياسية على حساب صلابة المنظومة الأمنية، إذ دخل في جبهات قتال متنوعة ومتعدد في ان واحد دون أي تكتيك أمني مسبق، ما جعل قوات الأمن تتلقى خسائر بشرية يومية في أغلب مناطق البلاد وخاصة في الشرق أين توجد الأغلبية الكردية.

وأكد هؤلاء أنه هناك فشل استخباراتي ذريع في التعامل مع الهجمات التي نفذها تنظيم "داعش" وخاصة حادثة سروج.

ويعرض الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن حياة المواطنين المدنيين للخطر بسبب إقدامها على استخدام الأسلحة الثقيلة في التعامل المخاطر المحتملة.

وأسفرت الهجمات التي حدثت خلال الـ45 يومًا الأخيرة فقط عن سقوط 30 من رجال الأمن.

و قالت مصادر حكومية إن رجلي شرطة قتلا وجرح ثلاثة آخرون في أكبر مدينة تقطنها غالبية كردية في شرق تركيا عندما اشتبك مسلحون أكراد مع قوات الأمن في وقت مبكر الأحد.

وترددت أصوات تبادل إطلاق النار والانفجارات في وسط ديار بكر صباح الأحد، بعد أن أطلق مقاتلون من حزب العمال الكردستاني المحظور قذيفة صاروخية نحو رجال الشرطة أثناء محاولتهم ردم خنادق حفرها المسلحون الأكراد في منطقة سور في المدينة.. وردت قوات الأمن بتنفيذ عملية مدعومة جويا على المسلحين، كما فرض مكتب الحاكم حظرا للتجول في المنطقة وأمر السكان بالتزام منازلهم.

وهذه الاشتباكات هي الأحدث في موجة من العنف اجتاحت شرق تركيا منذ يوليو/ تموز بعد انهيار هدنة استمرت عامين بين الحزب الكردستاني والحكومة اللذين القى كل منهما بالمسؤولية على الاخر في انهيارها.

ويقول مسؤولون إن أكثر من 70 فردا في قوات الأمن ومئات من المقاتلين الأكراد قتلوا في اشتباكات شبة يومية منذ ذلك الحين.