تساؤلات ازاء عدم استضافة دول مجلس التعاون للاجئين السوريين

تساؤلات ازاء عدم استضافة دول مجلس التعاون للاجئين السوريين
الإثنين ٠٧ سبتمبر ٢٠١٥ - ١٢:١٢ بتوقيت غرينتش

لم تتخذ دول مجلس التعاون الغنية اي خطوة لاستقبال نسبة من اللاجئين الذين يحاولون الوصول الى اوروبا بعد ان اسفرت الحرب على سوريا عن تهجير اكثر من اربعة ملايين شخص، ما يثير انتقادات وتساؤلات حول التضامن العربي.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد قال السوري ابو محمد (30 عاما) اللاجئ في سوريا "يجدر بدول الخليج (الفارسي العربية) ان تخجل عندما ترى ابواب اوروبا تفتح امام اللاجئين السوريين بينما هي تغلق ابوابها امامنا".

ومنذ اندلاع ما بات يعرف بازمة اللاجئين، تناقلت وسائل الاتصال الاجتماعي الانتقادات لدول مجلس التعاون بسبب عدم استقبال لاجئين.

واطلقت تساؤلات حول هذا الوضع حتى من داخل دول مجلس التعاون.

وكتبت صحيفة "غلف تايمز" الصادرة في قطر "للاسف، ان دول الخليج (الفارسي) الغنية لم تصدر اي بيان حول الازمة، واكثر من ذلك، لم تقترح استراتيجية لمساعدة اللاجئين الذي هم بغالبيتهم مسلمون".

ومنذ بداية العام، عبر حوالى 365 الف شخص البحر المتوسط بحسب المنظمة الدولية للهجرة التي اشارت ايضا الى ان 2700 شخص لقوا حتفهم خلال الرحلة.

وباتت المانيا الوجهة المفضلة للاجئين المهاجرين من سوريا، بالرغم من ان دول مجلس التعاون المزدهرة هي الاقرب جغرافيا، وتتشارك معهم نفس القيم الثقافية والدينية.

وامام صمت السلطات الخليجية، دعا المدون الاماراتي المعروف سلطان القاسمي دول مجلس التعاون الى اطلاق مبادرة "اخلاقية ومسؤولة" لاستقبال اللاجئين.

وحتى والد الطفل الغريق ايلان الكردي الذي اجتاحت صورة جثته على شاطئ تركي العالم وتحولت الى رمز للازمة، اعتبر اثناء دفن زوجته وابنيه انه يريد من "الحكومات العربية وليس الدول الاوروبية ان ترى ما حصل لابنائي وان تساعد الناس".

الا انه ليس من المتوقع ان يطرأ اي تغيير على سياسة دول مجلس التعاون في الموضوع وهي دول غير موقعة على شرعة الامم المتحدة للاجئين.

وقال مايكل ستيفنز خبير الشؤون الشرق اوسطية في معهد "روسي"، "لا اتوقع ان يقوم اي من قادة الخليج (الفارسي) بتغيير مفاجئ مثل التغيير الذي اعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في غضون 36 ساعة فقط".

واضاف "ان غالبية المواطنين الخليجيين يعتبرون ان ما قامت به حكوماتهم في سوريا هو الامر الصائب".

وتاتي ازمة اللاجئين في اوروبا في الوقت الذي تركز فيه دول مجلس التعاون على اليمن والعدوان الذي تشنه بعضها على هذا البلد.

ودعمت معظم دول مجلس التعاون الجماعات المسلحة في سوريا بالمال والسلاح، لاسقاط النظام السوري، الذي يعتبر ركنا اساسيا من اركان المقاومة في المنطقة.

وتتم اثارة بعض الاعتبارات الامنية للرد في بعض الاحيان على الانتقادات التي توجه الى دول مجلس التعاون في موضوع استقبال اللاجئين.

وقال سلطان بركات من معهد بروكينغز في الدوحة "بما ان دول الخليج (الفارسي) ضالعة في الشؤون السياسية لسوريا، فهي يمكن ان تخشى من الانشطة التي قد يقوم بها بعض الذين ستستضيفهم".

وتعرضت السعودية منذ مطلع العام الى عدد من الهجمات التي نفذتها جماعة "داعش".

كما ان دولا خليجية مثل الامارات وقطر تخشى من استضافة اعداد اضافية من الاجانب في الوقت الذي يشكل فيه مواطنوها اقلية بين السكان.

وبحسب سلطان بركات، فان دول مجلس التعاون يمكنها، ولكي تواجه الانتقادات بشكل افضل، ان تسمح بدخول اللاجئين الذين لديهم افراد من عائلاتهم على ارضها.

ويعيش مئات الالاف من السوريين منذ سنوات في دول مجلس التعاون للعمل.