موسكو تتجاهل الغرب وتكثّف غاراتها

موسكو تتجاهل الغرب وتكثّف غاراتها
الإثنين ٠٥ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٨:١٩ بتوقيت غرينتش

تجاهلت موسكو انتقادات الدول الغربية لها، معلنة أنها ستكثف غاراتها على مواقع جماعة "داعش" بعد استهدافها مواقع في الرقة وأرياف إدلب وحمص وحماه.

يأتي ذلك تزامنا مع تحدث موسكو عن «خفض القدرات العسكرية للإرهابيين إلى حد كبير»، ومحاولة مئات المسلحين الفرار إلى أوروبا.

وبحسب موقع "السفير" في حين تكثف الطائرات الروسية من غاراتها في سوريا، شدَّد الرئيس السوري بشار الأسد، في مقابلة مع قناة «خبر» الإيرانية بثت أمس، على ضرورة أن «يكتب النجاح» للتحالف القائم بين سوريا وروسيا والعراق وإيران ضد «المجموعات الإرهابية وإلا فنحن أمام تدمير منطقة بأكملها لا دولة أو دولتين»، معرباً عن اعتقاده بأن «فرص نجاح هذا التحالف كبيرة وليست قليلة».
واعتبر الرئيس السوري أن حملة الضربات الجوية الغربية والعربية على أهداف تابعة لتنظيم «داعش» في العراق وسوريا «لم تحقق أهدافها»، موضحاً «بعد عام وبضعة أشهر لعمليات التحالف الدولي ضد الإرهاب نرى نتائج معاكسة، فالإرهاب توسّع برقعته الجغرافية وبزيادة الملتحقين به».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، «خلال الساعات الـ24 الماضية قامت طائرات سوخوي 34 وسوخوي 24 أم وسوخوي 25 بعشرين طلعة جوية»، مؤكدة «ضرب 10 أهداف من بنى تحتية لجماعات داعش».
وأوضحت أن «الطائرات هاجمت معسكرا للتدريب في محافظة إدلب ودمرت مخابئ للإرهابيين، وورشة تصنيع عبوات ناسفة من بينها أحزمة انتحارية ناسفة»، كما «ضربت ثمانية مرافق لداعش في منطقة جسر الشغور في محافظة إدلب». كما تم قصف مركز قيادة ومخزن ذخيرة قرب مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب. وهاجمت الطائرات معسكر تدريب ومخزن ذخيرة للتنظيم في محافظة الرقة مستخدمة قنابل موجهة ودمرت الموقع.
وأعلنت الوزارة أن «المقاتلات استخدمت صواريخ تخترق الخرسانة المسلحة ضد داعش»، موضحة أنه تم «تدمير أربعة مواقع قيادة لجماعات داعش المسلحة بمساعدة قنابل بيتاب ـ 500» التي تخترق التحصينات.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية الروسية العقيد إيغور كليموف إن المقاتلات الروسية «تستخدم في سوريا صواريخ جو ـ أرض من طراز «إكس ـ 29 أل»، موضحاً أن هذه الصواريخ تتميز بالدقة العالية في إصابة الهدف، بفضل تزويدها بالرأس الموجه ذاتيا بواسطة الليزر. وتابع إن «وزن القسم القتالي للصاروخ يبلغ 500 كيلوغرام، وله قدرة تدميرية ضخمة بفضل احتوائه على مواد انشطارية شديدة الانفجار».
وذكر ما یسمى «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان أمس: «نفذت طائرات حربية بعد منتصف ليل السبت الأحد ضربات عدة على مناطق في شمال مدينة الرقة، كما شنت طائرات حربية يعتقد أنها روسية ضربات عدة استهدفت قريتَي الغجر وام شرشوح في ريف حمص الشمالي». وتسيطر فصائل مسلحة، بينها «جبهة النصرة»، ذراع تنظيم «القاعدة» في سوريا، وفصائل إسلامية متشددة على ريف حمص الشمالي. كما استهدفت الطائرات بلدة القريتين في محافظة حمص. وأشار «المرصد» إلى أن الطائرات الروسية استهدفت منطقة في شرق حماه يسيطر عليها «داعش».
وقال المسؤول في رئاسة الأركان الروسية الجنرال أندريه كارتابولوف، أمس الأول، إن روسيا لا تستهدف إلا «الإرهابيين» في سوريا. وقال إن «سلاح الطيران الروسي نفذ أكثر من ستين ضربة في سوريا مستهدفا أكثر من خمسين موقعا لبنى تحتية لتنظيم داعش الإرهابي، بينها مخازن ذخيرة ومتفجرات ومعسكرات تدريب».
وأضاف: «لقد نجحنا في خفض القدرات العسكرية للإرهابيين إلى حد كبير. لقد بدأ الذعر ينتابهم وسجلت حالات فرار في صفوفهم»، مضيفا أن «حوالى 600 مسلح من داعش غادروا مواقعهم، ويحاولون الفرار إلى أوروبا».
وتابع كارتابولوف: «لن نواصل الضربات فحسب، ولكننا سنزيد من كثافتها أيضا»، موضحاً أن روسيا حذرت الولايات المتحدة قبل شن غاراتها، ونصحت الأميركيين بوقف طلعاتهم الجوية في المناطق التي يعمل فيها سلاح الجو الروسي. وتابع: «قال لنا الأميركيون خلال المناقشات إنه لا يوجد أحد في تلك المنطقة باستثناء الإرهابيين».
وأبدى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أسفه لعدم تمكن الدول الغربية حتى الآن من أن تشرح لموسكو من هم المعنيون بـ «المعارضة المعتدلة». وقال، للتلفزيون الروسي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه الرئيسَين الفرنسي والألماني في باريس «أعرب عن اهتمامه الكبير بهذه المسألة، وسأل عن الفرق بين المعارضة المعتدلة وغير المعتدلة. وحتى الآن، لم ينجح أحد في تفسير ما هي المعارضة المعتدلة».