العريفي "داعية" الفتنة غير مرحب به في المغرب

العريفي
الثلاثاء ١٣ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

قبل ثورة المعلومات، كانت الوهابية تختفي وراء هالة من القدسية، تم تصنيعها بقدرة البترودولار، ولكن هذه الهالة تبخرت واندثرت، بعد هذه الثورة، التي تكشفت حتى للانسان البسيط، ظلامية وتخلف الفكر الوهابي، الذي يعتبر اليوم السبب الرئيسي في كل ما ينزل من كوارث في العالم العربي وحتى الاسلامي.

اعتقدت الوهابية السعودية، بما تملك من امكانيات مادية ضخمة، ان بامكانها ان تستغل ثورة المعلومات، لنشر فكرها الاسود، على الشعوب العربية والاسلامية، عبر “دعاة” شباب، تصطنع لهم شهرة مزيفة من “العلمية” و“الورع” و“التقوى”، بعد ان انكشف زيف كبارهم، ونفور الشباب منهم، بسبب قبح خُلقهم وخلقهم، ومن هؤلاء الدعاة الجدد، كان المدعو محمد العريفي، احد اكبر المحرضين ل”الجهاد” في سوريا، وفقية “جهاد النكاح”، وصحاب الفتوى الجنسية الشاذة: “حرمة خلوة البنت بابيها”.
الهالة الضخمة التي اصطنعتها الوهابية ل”داعية” التكفير والشر والطائفية والشذوذ الجنسي، سرعان ما تبخرت، بسبب ظلامية وتخلف الفكر الوهابي، الذي لا يمكن اصلاحه او اخفاء تشوهاته الخلقية، وزاد من سرعة اختفاء تلك الهالة المصطنعة حول هذا الوهابي الغر، المأساة التي يعيشها الشعب السوري، بسبب الوهابية ودعاتها، دعاة الخراب والدمار، وبسبب الوعي الذي ظهرت عليه الشعوب العربية، الذي حاولت الوهابية خنقه ودفنه، ليتسنى لها قيادة هذا الشعوب الى الخراب كما فعلت في اكثر من مكان في العالم.
فبعد الكويت والبحرين، صفع المغرب “داعية الفتنة والخراب والطائفية” على وجهه، صفعة مدوية، عندما اعلنت ان العريفي شخص غير مرحب فيه في المغرب، بسبب وهابيته المقيتة، وافكاره الظلامية، ودوره التخريبي في سوريا.
فقد اثار خبر دعوة حركة الإصلاح والتوحيد في المغرب للعريفي لإلقاء محاضرة بعنوان “دور القرآن في بناء الإنسان” يوم 25 أكتوبر الجاري، زوبعة من الجدل على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبرت شريحة كبيرة من المغاربة عن رفضها لزيارته بسبب آرائه الغريبة والمتطرفة، وخصوصا تشجيعه على العنف والالتحاق بجبهة القتال في سوريا.
كما أن جمعيات حقوقية أصدرت بيانات رافضة لهذه الزيارة مثل “بيت الحكمة” التي اعتبرت أن استدعاء “العريفي” من قبل حركة الإصلاح والتوحيد “دعم مباشر للخطاب الديني التكفيري، والنزعات الظلامية”.
أما “حركة ضمير” فقالت إنها:”تضع مستضيفي العريفي أمام مسؤوليتهم إزاء احتضان هذه الأصوات”، وأضافت: ” منطق الإرهاب قبل أن يتمكن من الأيادي التي تصنع الأحزمة الناسفة، يتمكن من القلوب والأفئدة عن طريق شحنها بنزعات الكراهية والحقد لأسباب دينية أو عرقية أو غيرها”.
وامام هذا الرفض القوي والشامل لزيارته، حاول العريفي ان يقلل من وقع الصفعة التي انهالت على وجهه، عبر تدوينة على صفحته الرسمية بفيسبوك قال فيها، إنه ارتأى تأجيل زيارته للمغرب إلى موعد لاحق، وذلك حرصا منه على رفع هذا التوتر وعدم التسبب في حرج للنظام المغربي أو للجهات المنظمة للزيارة، خاتمًا كلامه بمدح ولي امره، قاتل اطفال اليمن، الملك سلمان .
الملفت ان المحاضرة التي كان ينوي العريفي القائها على المغربيين كانت تحت عنوان “دور القران في بناء الانسان”، بينما الانسان الذي تبنيه الوهابية، التي تزعم انها اكثر الناس تمسكا بالقران، وراينا مثله في اماكن عديد، فاما “قاعديا” يفخخ ويفجر، واما “داعشيا” يذبح ويسبي، واما متخلفا مازال يرفض حقيقة كروية الارض، او مهووسا جنسيا، او جاهلا يعيش بافكار العصور الحجرية، لذلك لو كان في شيخ الفتنة هذا من خير، لكان يفيض به على الشعب السعودي، الذي تصل نسبة مريدي “داعش” بين شبابه الى اكثر من 90 بالمائة، وان جل الانتحاريين والذباحين، في العالم اجمع هم من السعوديين المتاثرين بافكار العريفي الطائفي التكفيري وامثاله.
على كل الشعوب العربية ان تحذو حذو الشعب المغربي، اذا ما ارادت ان تحصن نفسها وبلدانها واستقرارها وامنها، من انتشار السرطان الوهابي، الذي اخذ يفتك بالبلدان التي سمحت شعوبها، بتوغل الوهابية اليها، تحت ذرائع شتى، كما اراد الوهابي العريفي، ان ينفذ الى المغرب، تحت يافطة عريضة اسمها “محاضرة علمية” بينما العلم والمنطق والثقافة والعقل، كلهم براء من الوهابية الظلامية العبثية المتخلفة، وعلى هذه الشعوب ان تضع نصب عينيها ما نزل بالسوريين والعراقيين والليبيين واليمنيين، من كوارث وويلات، عما تغاضى البعض منهم عن خطر الوهابية، فاخذتهم من حيث لا

• سامي رمزي - شفقنا