الترتيب بمبادرة من ابو ظبي والأمير السعودي انتظر لـ 15 دقيقة..

أسرار وكواليس لقاء "الجنرال الصغير" مع بوتين

أسرار وكواليس لقاء
الثلاثاء ١٣ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠١:٢٠ بتوقيت غرينتش

بادر ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد آل نهيان لترتيب لقاء يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان بعد ازمة صامتة في العلاقات بين الجانبين.

ووفقا لمعلومات خاصة جدا قالت "راي اليوم" انها حصلت عليها، فقد بادر بن زايد لترتيب اللقاء بين بوتين ووزير الدفاع السعودي بعد ازمة صامتة في العلاقات، اثر تهديد وزير خارجية السعودية عادل الجبير بعمل "اجتياح عسكري" ضد سوريا، في نفس الوقت الذي كان فيه الرئيس بوتين يمهد لحربه الجديدة ضد المنظمات الارهابية في سوريا.

تصريح الجبير اثار استفزاز موسكو وتقدير ابوظبي كان يتحدث عن عدم وجود مصلحة في مثل هذا الاستفزاز، خصوصا وان الامارات تتبنى وجهة النظر التي تؤكد بان الحضور الروسي العسكري في سورية تم التفاهم عليه مع الادارة الامريكية، وبان واشنطن بدأت تبدل في استراتيجياتها في المنطقة وتضلل الدول الخليجية بصورة تسمح بتأثير سلبي على امنها  القومي.

وجهة نظر ابوظبي في الكواليس ايضا كانت تحذر من تأثيرات سلبية لاستفزاز روسيا بعد تصريحات الجبير على جبهة العدوان السعودي على اليمن، خصوصا مع اقتراب موعد معارك عسكرية في مأرب.

وجاء لقاء موسكو الاخير الذي اعتبره دبلوماسيون مراقبون بمثابة نافذة اخيرة لتحقيق شكل من انماط التفاهم السياسي، ليس على العملية العسكرية الروسية التي اصبحت واقعا، ولكن على ما بعدها.

وقد بحثت السعودية من خلال لقاء وزير دفاعها مع بوتين عن هامش فرصة ولو قليلة للحصول على ضمانات بان لا تنتهي مرحلة انتقالية سياسية يتحدث عنها الروس لبقاء الرئيس السوري بشار الاسد.

المعادلة التي دفعت بـ"الجنرال الصغير" السعودي بمبادرة اماراتية خالصة الى الكرملين قد تتمثل حسب دبلوماسي غربي مطلع جدا بتمرير الترتيب العسكري الروسي في سورية مقابل صمت موسكو على ما يحصل في اليمن من جرائم سعودية وانتهاكات.

وخلافا للانطباع السائد، لم تحصل السعودية على ضمانات قطعية من اي نوع، والهدف من لقاء محمد بن سلمان مع بوتين، هو تجاوز المزاج الذي انتجه الوزير الجبير والتأكيد على نوايا بن سلمان في الانتقال الى مستوى التعاون العسكري، والمضي قدما بخطط تم الاتفاق عليها سابقا في هذا المجال.

حظي بن سلمان بلقاء بوتين، لكن الاوساط المتابعة لاحظت بانه بقي في الانتظار لـ15 دقيقة قبل الانتقال للقاء وتبادل وجهات النظر.. وسط تأكيدات بوتين بان السعودية لها مصلحة في مكافحة الارهاب في سورية، وبان الاهداف العميقة للعمل العسكري تتمثل في الحفاظ على عودة التوازن في المنطقة اقليميا اكثر من التركيز الحصري على بقاء او عمر الرئيس السوري بشار الاسد.