الزعبي: التفاؤل الیوم أکبر بعد تقدم الجیش في أکثر من بقعة جغرافیة

الزعبي: التفاؤل الیوم أکبر بعد تقدم الجیش في أکثر من بقعة جغرافیة
الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

قال وزیر الإعلام السوري عمران الزعبي أن الجیش السوري أثبت قدرة استثنائیة على الثبات والصمود واستطاع أن یحمي الدولة والشعب وقدم تضحیات کبیرة، لافتا الى أن منسوب التفاؤل الیوم أکبر وخاصة بعد تقدم الجیش في أکثر من بقعة جغرافیة ومساهمة القوى الجویة الروسیة الفعالة في العملیات العسکریة.

وأکد الزعبي في لقاء مع قناة "المیادین" مساء الثلاثاء، أن التنظیمات الإرهابیة المدعومة خارجیا لا تستطیع أن تزعم على الاطلاق بأنها تتمکن من السیطرة المطلقة أو النهائیة على منطقة أو على شبر واحد في سوریا.

وشدد الزعبي على أن المشارکة الروسیة لمحاربة الإرهاب في سوریا أرسلت رسالة واضحة بأنه من غیر المسموح إسقاط الدولة السوریة أو تقسیمها أو التدخل في شؤونها، لافتا الى أن المشارکة الروسیة قائمة الى أن ینتهي الإرهاب من سوریا.

وأکد الزعبي أن أي طرف یتدخل في سوریا تحت أي مسمى سواء دول جوار أو جامعة عربیة سیلقي حتفه على ید السوریین.

ونفى الزعبي وجود أي قوات إیرانیة على الأرض السوریة بل بعض المستشارین الذین یقومون بمهمات استشاریة لا أکثر، مؤکدا أن الجهة التي تقاتل الإرهاب على الأرض هي الجیش العربي السوري وأبناء الوطن.

وشدد على أن إیران جزء من محور وحلف المقاومة في المنطقة وهم یریدون إنهاء الإرهاب الذي یهدف الى إخراج سوریا من موقعها الإقلیمي والعربي.

وأکد وزیر الإعلام السوري أن الولایات المتحدة الاميرکیة لم تکن صادقة في محاربة تنظیم "داعش" الإرهابي وما أرادوه هو احتواء هذا التنظیم وتحدثوا عن عشرین عاما للقضاء علیه، مبینا أنه في الوقت الذي کانت تزعم فیه الولایات المتحدة بمحاربة "داعش" کانت ترکیا وقطر والسعودیة یرسلون له جمیع أنواع الإمدادات والسلاح والأموال والدعم اللوجستي والاستخباراتي.

ولفت الزعبي الى أن غارات التحالف الغربي لم تقتل سوي 118 إرهابیا من "داعش" في حین أن الأیام العشرة الماضیة من تقدم القوات السوریة بمشارکة الطیران الروسي کبدت التنظیم الإرهابي خسائر عسکریة هائلة.

وأشار الزعبي الى أن الأکراد جزء من النسیج الوطني السوري لهم حقوق وعلیهم واجبات لا تتباین على الإطلاق مع حقوق أو واجبات أي مواطن سوري ومن واجبهم کجمیع السوریین الدفاع عن وحدة سوریة وسلامة أراضیها مبینا أن وحدات الحمایة تلقت دعما من القیادة العسکریة السوریة على مستوى السلاح والذخائر والمعلومات منذ بدء الأحداث وظهور تنظیم "داعش" الإرهابي لأنهم جزء من الشعب السوري ویدافعون عن الجغرافیا السوریة ضد الإرهاب.
 
وبین أن الأميرکیین یضغطون في جمیع الاتجاهات بأدوات مختلفة سواء بالعقوبات أو بدعم الإرهابیین ومساندة "إسرائیل" التي بدورها تدعم الإرهابیین لأن المطلوب ألا یکون هناك دولة وطنیة في سوریا بل ممالك وإمارات ترضي عنها الغدارة الأمریکیة مشددا على أن وحدة الدولة وسیادتها وأرضها لیست قابلة للنقاش.

وأکد الزعبي أنه حین یبدأ التنسیق الحقیقي والکامل بین سوریا والعراق في مواجهة تنظیم "داعش" الإرهابي تکون نهایات هذا التنظیم قد اتضحت، مبینا أن المرکز المعلوماتي في بغداد سیقدم قیمة مضافة في هذه المواجهة لکنه لا یکفي لأننا نرید أن یکون هنا: عمل مشترك سوري عراقي حقیقي عسکري وسیاسي وأمني واستخباراتي في مواجهة "داعش" وکلما تأخر الوقت تمنح التنظیمات الإرهابیة فرصة اکبر لإعادة التمرکز والتوسع.

وأوضح الزعبي أن الانقسامات السیاسیة في ترکیا شیء طبیعي ومردها الى سیاسة أردوغان الذي قاد ترکیا بشکل حزبي وشخصي وأي قارئ لما یحدث یستنتج أن ترکیا ذاهبة الى مشکلة کبرى، مشیرا الى أن دخول الإرهاب والإرهابیین الى سوریا کان عبر ترکیا وبطلب وقرار من أردوغان عبر وکلائه.

وأکد الزعبي أنه من الطبیعي أن یرتد جزء من الإرهاب على أردوغان لأن طبیعة هذه التنظیمات الإرهابیة لا قیم لها ولا معاییر ولا أخلاقیات فهي تأکل بعضها البعض وهذه ثقافتها لافتا الى أن تفجیرات أنقرة استهدفت متظاهرین ضد سیاسة أردوغان وتطالب بإسقاط حکومته وهو المستفید منها.

وحول دور السعودیة في تمویل الإرهاب رأي وزیر الإعلام أن مصادر تمویل الإرهابیین "لم تنقطع ویبدو أنها لن تنقطع"، مشیرا الى أن "لدیهم أیضا مصادرهم المستقلة عبر سرقة الآثار والنفط وغیرها".

وأکد الزعبي أن التحول في سیاسة الغرب تجاه سوریا هو تحول موضوعي، لأن جزءا من الغرب ضلل بالمعلومات حولها حیث إن صمود الجیش العربي السوري خالف جمیع توقعاتهم وبقیت الدولة السوریة بمؤسساتها نتیجة صمود وتضحیات الشعب السوري.

وأکد وزیر الإعلام السوري أنه لا یمکن تطبیق أي معطي سیاسي على الأرض قبل إنجاز الحرب على الإرهاب وتحقیق النصر، مبینا أنه یمکن البدء بحوار بین السوریین أنفسهم بقیادة سوریة وعقل منفتح إلا أن التطبیق یتوقف على نتائج الحرب على الإرهاب.

وقال "إن أي سوري في الخارج یرید تشکیل غطاء سیاسي للإرهاب أو یحرض طائفیا أو مذهبیا في ظل الحرب على الإرهاب تحت أي عنوان لن یکون جزءا من أي حل سیاسي أو حوار وطني"، مبینا أن الحد الأدنى من المشارکة في الحرب على الإرهاب هو الإعلان عبر المنابر أنه ضد الإرهاب.

وحول مهمة المبعوث الأممي الى سوریا ستافان دي میستورا أشار الزعبي الى أن الحکومة السوریة وافقت على مقترح "اللجان الأربع" أو لجان "العصف الفکري" التي اقترحها دي میستورا، لافتا الى أنه کان من المتوقع رفض "المعارضة" لهذا المقترح لأنها ترفع غطاء سیاسیا وتخفي خلفه السلاح لقتل السوریین.

ورأى الزعبي أن الإنجازات العسکریة للجیش العربي السوري تسهم في إعادة قراءة المشهد من جدید، لافتا الى الفرار الجماعي لأفراد التنظیمات الإرهابیة من مناطق حدودیة کثیرة باتجاه الأردن وترکیا وغیرهما.