سفير اسرائيلي: كل نظرائي العرب مستعدون للتحدث معي!

سفير اسرائيلي: كل نظرائي العرب مستعدون للتحدث معي!
الخميس ٢٢ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٢:٣٣ بتوقيت غرينتش

افاد الكاتب زهير أندراوس، انه لابد من الإشارة إلى أن بين كيان الاحتلال الاسرائيلي ودول الخليج (الفارسي) هي دبلوماسية واقتصادية على حد سواء، ومن المؤكد أن الاتصالات السياسية تخضع لحركة مد وجزر، فمن الصعب أن نتصور أن اغتيال جهاز "الموساد" الإسرائيلي للقيادي في حركة حماس محمود المبحوح في دبي عام 2010 كان مجرد حدث بسيط.

لكن الروابط التجارية وتلك الخاصة بالأعمال تنمو باطراد، وهي علاقات هامة على الأقل مع بعض الدول، إذ أن إحدى الإحصائيات التي أطلعني على نتائجها أحد المسؤولين الخليجيين هذا العام كانت مدهشة، هذا ما أكّده سايمون هندرسون، وهو زميل بيكر في معهد واشنطن ومدير برنامج الخليج (الفارسي) وسياسة الطاقة في المعهد، ومتخصص في شؤون الطاقة والدول العربية المحافظة في الخليج (الفارسي).

وكشف النقاب في دراسة جديدة نشرها على موقع المعهد الالكتروني، كشف النقاب عن أنه قام وعدد من زملائه بزيارة العراق في العام 2004، أي بعد مرور سنة على غزو أميركا لبلاد الرافدين وفي ظل حكومة بول بريمر، واحتسى الجعة الإسرائيلية من نوع (غولدستار)!

القيادي في حركة حماس محمود المبحوح الذي اغتيال في دبي عام 2010

ولفت أن فقرة من كتاب "حليف: رحلتي عبر الانقسام الأميركي-الإسرائيلي" للسفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن مايكل أورين تكشف ما يلي: من بين الامتيازات الخاصة بسفير "إسرائيل" لدى واشنطن القدرة على لقاء شخصيات عربية ودبلوماسيين عرب بشكل غير رسمي، وبعيداً عن الأنظار. وبغض النظر عن السفير السعودي الذي شكل استثناء ملحوظا، كان كل نظرائي العرب تقريباً على استعداد للتحدث معي. وقد كان هؤلاء الأشخاص استثنائيين، وتم تعيينهم فقط لقدرتهم على التفوق في الدوائر الأميركية.

وأضاف الباحث الأميركي: لا يدل مؤشر الكتاب على تهور مؤلفه السفير السابق أورين، وعليكم قراءة الكتاب لاكتشاف ذلك. ومع ذلك، فإن صراحة أورين تسمح لي بالكشف عن حكاية ثانية. ففي خلال لقاء على إفطار عمل في فندق في وسط واشنطن العاصمة، أتى ما قاله لي سفير خليجي كشكوى تقريباً، إذ أوضح أن أورين استمر في إرسال الدعوات للمشاركة في احتفالات العيد الوطني الإسرائيلي.

وقد أشار كتّاب المقالة إلى التداخل ما بين وجهة نظر حكومته المشككة بإيران والمواقف التي اتخذتها "إسرائيل" و"لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية"، موضحين أن مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى أضاف أن العتيبة والسفير الإسرائيلي رون ديرمر قريبان جداً، إذ رأى أنهما متفقان على كل شيء تقريبا.

ويضيف المقال أن مسؤولاً رفيع المستوى في السفارة الإسرائيلية أكد على قيمة هذا التحالف الاستراتيجي، معتبراً أنّ وقوف "إسرائيل" والعرب معاً يشكل الورقة الرابحة الأكيدة. لأنه يتخطى السياسة والإيديولوجية، فعندما تقف "إسرائيل" والدول العربية إلى جانب بعضها البعض، تصبح قوية، على حد تعبيره.

أما الحدث الرئيسي الآخر خلال الصيف فقد تجلى في فضح الاتصالات السعودية الإسرائيلية، لافتاً إلى أنه كتب ذات مرة أنه تم تأسيس قناة خلفية سعودية إسرائيلية في الثمانينات عندما ألقى الملك السعودي (فهد) هذه المهمة على عاتق رئيس المخابرات السعودية آنذاك، الأمير تركي الفيصل. ولكن جهة اتصال إسرائيلية صححت لي ذلك. فهذه القناة السرية كانت قائمة بالفعل وعهدت إلى الشيخ كمال أدهم عندما كان رئيساً لـ "مديرية المخابرات العامة" السعودية ما بين عامي 1965 و1979، قبل تولي الأمير تركي هذا المنصب.

وتم تحريض بعض الاتصالات الدبلوماسية من قبل الولايات المتحدة، ويستند ذلك على ما يبدو على المنطق القائل أنه إذا كانت واشنطن ودية مع كلا الطرفين، يجب على هؤلاء التحدث مع بعضهما البعض على الأقل في بعض الأحيان. وقد قال لي مسؤول إسرائيلي ذات مرة إنه زار عاصمة خليجية لعقد اجتماعات أعطى خلالها كل جانب وجهة نظره حول مجموعة متنوعة من المواضيع.

ولم يكن هناك دائما اتفاق على نطاق واسع، ولكن كان الأمر عبارة عن تبادل لوجهات النظر، كما أن الدول المعنية سمحت للزوار باستخدام جوازات السفر الإسرائيلية لدخولها ومغادرتها.

"رأي اليوم"