الرئیس روحاني: الحکومة ستنفذ الاتفاق النووي ملتزمة بتوجیهات القائد

الرئیس روحاني: الحکومة ستنفذ الاتفاق النووي ملتزمة بتوجیهات القائد
الجمعة ٢٣ أكتوبر ٢٠١٥ - ٠٣:٢٥ بتوقيت غرينتش

اکد الرئیس الایراني حسن روحاني بان الحکومة ستبادر الى تنفیذ الاتفاق النووي بصورة کاملة وبحسن النیة مع مراعاة ملاحظات وتوجیهات قائد الثورة الاسلامیة.

وفي رسالة وجهها الى قائد الثورة الاسلامیة اشاد الرئیس روحاني بالتوجیهات والدعم المستمر من جانب سماحته والصبر والمقاومة والدعم الباعث على التقدیر من الشعب الایراني العظیم والتعاون المخلص من قبل رئیس ونواب مجلس الشورى الاسلامي واعضاء المجلس الاعلى للامن القومي لدعم الحکومة في تحقیق هذا الطموح الکبیر للشعب.

واکد الرئیس الایراني في رسالته لقائد الثورة، ان حکومة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ستبادر للتنفیذ الکامل وبحسن النیة لبرنامج العمل المشترك الشامل (الاتفاق النووی) مع مراعاة ملاحظات وتوجیهات سماحتکم وقرارات المجلس الاعلى للامن القومي ومجلس الشورى الاسلامي.

واضاف، سنرصد بیقظة تامة تنفیذ الطرف الاخر لتعهداته ونتخذ القرار اللازم للرد المناسب في المجلس الاعلى للامن القومي.

واعرب الرئیس الایراني عن ثقته بانه وفي ظل الرعایة الالهیة والتضامن والتلاحم الوطني سیؤدي تنفیذ الاتفاق النووي والاجواء الایجابیة الناجمة عنه للمزید من اقتدار الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وتوفیر مصالح الشعب والنمو والازدهار والتقدم الشامل للبلاد على اساس الاقتصاد المقاوم.

ووصف الرئیس روحاني رسالة القائد التي وافق فیها على قرار المجلس الاعلى للامن القومي الایراني حول الاتفاق النووي بانها رسالة تاریخیة، معتبرا ان صفحة مهمة من تاریخ الثورة الاسلامیة قد تبلورت وان الشعب الایراني الباسل والشامخ قد عبر في ظل القیادة الحکیمة والواعیة من احد اخطر المضائق والمنعطفات بکل فخر وشموخ وبید ملأي بتوفیر الحقوق والمصالح في البرنامج النووي.

واکد الرئیس الایراني بان موافقة القائد التي جاءت ثمرة لجهود الحکومة والمعنیین بالمفاوضات الى جانب الضرورات التي حددها سماحته وکذلك المبادئ التي اکد علیها على مدى فترة المفاوضات الصعبة والباعثة على الفخر، ستشکل بدایة فصل جدید في حرکة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة نحو السمو والشموخ.

واکد الرئیس روحاني انه وبفضل الصمود البطولي للشعب الایراني وجهاد العلماء خاصة الشهداء النوویین والجهود الدؤوبة للحکومة والفریق المفاوض، فقد اقرت القوى العالمیة الست الکبرى بفشل التهدید والحظر والضغوط على الشعب الایراني وممثلیه وقد تخلوا عن سیاساتهم المعلنة بوقف البرنامج النووي الایراني ومواصلة الضغوط والحظر الظالم وقبلوا بالتفاوض من موقع التکافؤ على اساس الاحترام المتبادل والاعتراف بحقوق الشعب الایراني، في الوقت الذي کان مجرد تصور الوصول الى هذه المنجزات مستحیلا برأي الکثیرین في ظل اجواء التوتر المتزایدة یومیا للتهدید والحظر والضغوط، والان یمکن القول بثقة:

1- ان المشروع الصهیوني للتخویف من الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وجعلها امنیة الطابع قد فشل. ان العقلانیة والمقاومة والمناداة بالسلام من قبل الشعب والقائد وحکومة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة قد اقر بها الجمیع وترسخ دور ایران کدولة رئیسیة موفرة للاستقرار والامن على مستوى المنطقة والعالم. ان اقتدار وصلابة ایران امام القوى العالمیة قد ادیا الى تعزیز الثقة بالنفس والنشاط المتزاید للمقاومة الاسلامیة والحلفاء الاقلیمیین للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وقلق الاعداء والمناوئین خاصة الکیان الصهیوني – الذي شهد للمرة الاولى خلال العقود الاخیرة احباط وفشل لوبیاته في امیرکا واوروبا بعد اعوام عدیدة من الحصانة الناجمة من نجاح مشروع التخویف من ایران -.

2- لقد تحقق الان الطموح الاستراتیجي للشعب الایراني والقائد في الحصول على الطاقة النوویة السلمیة کحق مشروع، وان البرنامج النووي الایراني ومن ضمنه التخصیب ومفاعل الماء الثقیل (في اراك)، قد تم الاعتراف به رسمیا کبرنامج سلمي بابعاد تجاریة وصناعیة من قبل العالم وحتى من قبل رموز المعارضین لهذا البرنامج السلمي، وجرى للمرة الاولى في تاریخ الامم المتحدة القبول صراحة من قبل مجلس الامن الدولي ببرنامج التخصیب لاحدى الدول غیر دائمة العضویة. وتحول الحظر على اي تعاون مع ایران الى تشجیع المشارکة العالمیة في مجال التکنولوجیا النوویة وحظیت الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بالاحترام کقوة صاحبة تکنولوجیا.

3- الملف النووي الایراني الذي کانوا قد اعتبروه بلا وجه حق تهدیدا للامن والسلام الدولي، خرج من تحت الفصل السابع لمیثاق الامم المتحدة واقر مجلس الامن الدولي بتغییر اساسي في نهجه تجاه البرنامج النووي الایراني. وتم للمرة الاولى وبدفعة واحدة الغاء 6 قرارات ملزمة من قبل مجلس الامن عبر المفاوضات ومن دون ان تکون قد نفذت حتى لحظة واحدة، وحظي النهج المبني على قاعدة "الربح – ربح"' باهتمام العالم کانموذج للحل السلمي للمشاکل العالمیة المعقدة.

4- اجراءات الحظر الظالمة الاقتصادیة والتجاریة والمالیة الدولیة او احادیة الجانب التي کانت قد فرضت من قبل مجلس الامن والاتحاد الاوروبي وامیرکا ضد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة، قد رفعت. وانهارت هیکلیة الحظر والاجواء النفسیة العالمیة التي جعلت اي تعامل اقتصادي مع الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة باهض الثمن او غیر ممکن في بعض الحالات وفرضت عبئا ثقیلا على کاهل اقتصاد البلاد ومعیشة المواطنین. وبتاریخ 18 تشرین الاول / اکتوبر اي یوم المصادقة، اعلن الرئیس الامیرکي ومجلس وزراء الاتحاد الاوروبي بصورة خطیة ورسمیة في اطار تعهداتهم في الاتفاق النووي الغاء جمیع حظرهم الاقتصادي والمالي الظالم وغیر القانوني ونشروا ذلك کوثیقة قانونیة في الصحف الرسمیة. ومع رفع الحظر سیبدا الاقتصاد الایراني فصلا جدیدا وسیعمل اعتمادا على رصیده البشري الهائل وطاقاته الطبیعیة والاجتماعیة والسیاسیة في مسار سیاسات الاقتصاد المقاوم، للوصول الى النمو الطموح الوارد في وثیقة الافاق المستقبلیة العشرینیة (خطة التنمیة العشرینیة التي تنتهي في العام 2025) وتحقیق اهداف الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة في بناء مجتمع سلیم وعادل ومزدهر.