فتى ينجو من "داعش" مرتين !

فتى ينجو من
الخميس ٠٥ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠١:٠٦ بتوقيت غرينتش

تعرّف أزامات كابوروف على تنظيم داعش عبر الانترنت، ومن خلالها تم استقطابه والتغرير به ودفعه إلى ترك كلية الطب في إقليم أستراخان الروسي والانقطاع عن حياته السابقة.

وذكر موقع "روسيا اليوم" ان القتى أزامات البالغ من العمر 20 عاما وقع في حبائل "داعش" المنتشرة في الانترنت صيف العام الماضين وقلبت حياته رأسا على عقب، وكان يمكن أن تؤدي به إلى التهلكة.

دخل الفتى إلى أحد مواقع التواصل الاجتماعي صدفة، بحسب شهادته، وإذا به في مواجهة دعايات براقة، سلم له قياده وسمح لها أن تغسل أفكاره وأن تصنع به ما شاءت.

فكروا عنه وغرسوا في عقله الغض ما طاب لهم، ورسموا له الطريق إليهم بعد أن أوهموه أنه هو من اتخذ القرار ومن سعى لا هم.

أرادوا أن يجعلوا منه آلة للقتل وللجريمة كما يفعلون مع كل من يحشدونه ويرسلونه إلى براثن التنظيم في سوريا والعراق. وهناك يقتلون به ويدمرون ويذبحون وينشرون رعبهم وساديتهم التي لا تخفيها أساليبهم الوحشية المصورة والمعلنة.

دفع المتآمرون من خلف أجهزة الكمبيوتر الفتى أزامات إلى كره الجميع وإلى معاداه أهله كي يقطعوا عليه خط الرجعة ولكي يصبح وحيدا بلا سند، فتسهل قيادته والسيطرة عليه.

ترك الفتى المسلم البسيط ما تعود عليه، وتبنى التطرف والغلو المغموس في الدم والتوحش. رسم له مجندوه عالما وضاء فانساق إليهم بعد أن رهن إرادته لهم وسلمهم قياده.

أرسله والداه نهاية أغسطس إلى أستراخان ليتابع دراسته بعد أن زودوه بالمال اللازم وبدعائهما، لكنه احتفظ بقيمة القسط الدراسي الجامعي في جيبه، كما أوحى إليه أولئك الذين تآمروا على مستقبله وعلى حياته.

اشترى أزامات تذكرة سفر إلى تركيا، حيث سينتظره أصدقاؤه الجدد لينقلوه إلى سوريا بعد أن علموه توخي الحذر وأن ينادي من يتحدث معه على الخط الآخر بصفة أبي أو أمي.

لحسن حظ أزامات أنه لم يقابل "أسرته" الجديدة، وذلك لأن أجهزة الأمن الروسية كانت تتابعه منذ أشهر، وحين استلم في المطار بطاقة الصعود، تقدم منه رجال الأمن للحديث معه.

لم يتم اعتقال الفتى لعدم وجود أساس قانوني، واكتفى المحققون بحوار وقائي معه. ووعد الفتى بأن لا يكرر غلطته ويحاول الهرب إلى الجحيم، لكنه فعل.

بعد أسبوع، حاز على تذكرة سفر إلى موسكو ومنها إلى اسطنبول. وفي مطار موسكو انتظره رجال الأمن من جديد. وفي هذه المرة كان الحديث أكثر شمولا وجدية.

في استراخان، وجد أزامات والده في انتظاره في المطار ليعيده إلى رشده وينقذه من براثن داعش ومن طريقه الدموي والمهلك.

عبّر الأب عما يشعر به في جمل واضحة وقاطعة: "هذا عار بالنسبة لنا. نحن أناس مسالمون لا نتمنى الشر لأحد. وقد ملأ هؤلاء عقل الفتى بصنوف من البدع".

كلمات دليلية :