من يقف وراءها؟

"لا تأتوا إلينا" حملة لتخويف المهاجرين السوريين باليونان

السبت ١٤ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٣:٤٦ بتوقيت غرينتش

"لا مال، ولا عمل، ولا مأوى" وزعت هذه الرسالة من ضمن منشورات أخرى من قبل مجموعة تنتمي إلى اليمين المتطرف السويدي، على مهاجرين يقبعون في جزيرة "لسبوس" اليونانية.

وافاد موقع "فرانس 24"، ان هذه الوثيقة عثر عليها الجمعة، بعض المتطوعين من أعضاء جمعية "غرانسلوست مانسكلايت" أو إنسانية بلا حدود، في جزيرة "لسبوس" حيث وصل نحو 125 ألف مهاجر في شهر تشرين الأول/ أكتوبر لوحده، ومكتوب عليها:

"لربما سمعتم سابقا عن أمور إيجابية عن بلدنا وعن السويد (..) لكن كل هذا مغلوط ومجتمعنا ينهار.. ثروتنا طارت (...) بسبب تدفق موجات المهاجرين، نحن نشهد ارتفاعا في حالات العنف المسلح ومشاكل بسبب العصابات (...) اللحوم الحلال، ارتداء النقاب في الأماكن العامة، كل هذا سوف يكون ممنوعا في بلدنا".

وعلى خلفية الوثيقة، صور لأسِّرة مؤقتة مصفوفة على أرضية، وكتب على الوثيقة بالخط العريض "مرحبا بكم في السويد" وتم توقيع المنشور "سويدن ديمكرات (اس دي)، وهو حزب اليمين المتطرف السويدي، القوة السياسية الثالثة في البلاد.

"المقلق هو رؤية أن هذا الحزب اليميني المتطرف يذهب حتى اليونان لإخافة المهاجرين"

شربل غابرو تنقل إلى جزيرة لسبوس بين الأربعاء والأحد الماضيين للتحادث مع المهاجرين من أصول سورية.

وقال شربل غابرو، من أعضاء الجمعية السويدية التي اكتشفت المنشورات الموزعة في جزيرة لسبوس:

"إنهم المهاجرون من أطلعنا على أربع منشورات مماثلة. عثروا عليها في مخيمهم، في داخل أفرشتهم. برغم أنهم لم يروا أحدا يدخل إلى مساكنهم. ولم يعر الغالبية اهتماما لهذه الوثيقة، يعرفون أنها نوع من الدعاية.

أعتقد أنني أصبت بالصدمة أكثر منهم! فلقد ورط التوقيع في أسفل الوثيقة كافة أفراد "الشعب السويدي". لكن بأي ذريعة يتكلمون باسم كافة السويديين؟ حججهم عبارة عن نسيج من الأكاذيب، حتى أن وسائل الإعلام تسلت بالرد بالنقيض على كل نقطة تناولها المنشور الموزع، مدعومة بالأرقام. من المقلق رؤية أنهم مستعدون للذهاب حتى اليونان للترويج لأكاذيبهم.

أنا نفسي سوري.. غادرت بلدي في 1986، لأن والدتي كانت مريضة، وفي حاجة إلى العلاج والعناية اللازمة التي وجدناها في السويد، لقد تم استقبالي بشكل ممتاز وأشعر اليوم أنني مواطن سويدي.. حاليا من المهم بالنسبة لي أن أتحدث مع المهاجرين عن تجربتي الشخصية، وأيضا طمأنتهم.. وخصوصا التصدي لإستراتيجية الخوف هذه".

الحزب اليميني المتطرف يراوغ.. ثم يؤكد

بعد أيام من المماطلة والمراوغة، قال مسؤول الاتصال في حزب اليمين المتطرف السويدي (اس دي) جواكيم واليرستان: إن ما بين 20 و30 من أعضاء حزبه قد تنقلوا بين "17 مدينة عبر ستة دول" على حدود أوروبا، لكن دونما الإشارة بصراحة إلى أنهم كانوا وراء توزيع تلك المنشورات.

والأربعاء، نشرت الصفحة الرسمية للحزب أخيرا صورة تظهر ثلاثة من أعضاء (اس دي) يحملون نفس تلك الوثائق.. وهم يقفون أمام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في صربيا.

ثلاثة من أعضاء (اس دي)