على هولاند أن يُقنع الفرنسيين

على هولاند أن يُقنع الفرنسيين
الأحد ١٥ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٦:٢٩ بتوقيت غرينتش

المجزرة التي نفذتها “داعش” في باريس، مدانة بكل المعايير، ولا تتحمل اي تبرير، ولكن هول المجزرة لا يجب ان يحول دون تحديد، وبشكل موضوعي، الجهات التي تتحمل مسؤولية ما حدث في باريس مساء الجمعة الماضية.

بعد ان تدفن باريس ضحايا المجزرة الارهابية، ويستوعب الباريسيون هول الصدمة، عندها سيكون الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على رأس قائمة الاشخاص الذين سيحملهم الفرنسيون مسؤولية ما جرى، لاسباب عديدة، تعود بمجملها الى سياسته الخارجية ازاء منطقة الشرق الاوسط وخاصة سوريا، عندها سيكون هولاند امام امتحان صعب، يتمثل في اقناع الفرنسيين بهذه السياسة، التي يرى الكثيرون منهم، انها كانت وراء ظهور “داعش” في باريس، لذا:
-على هولاند ان يُقنع الفرنسيين بسياسته المتطرفة من الازمة السورية، والرافضة لاي حلول وسط لها، او قبول حتى فكرة التفاوض مع الحكومة السورية، وهو موقف تجاوز حتى تطرف الجماعات التكفيرية.
-على هولاند ان يُقنع الفرنسيين بإصراره الملفت على اسقاط الحكومة السورية، وهو اصرار تجاوز الاصرار الامريكي، رغم وجود اكثر الجماعات التكفيرية تطرفا وشراسة في سوريا.
-على هولاند ان يُقنع الفرنسيين بمحاولاته المستميتة، لتسويق الجماعات الارهابية في سوريا ك”جبهة النصرة” والجماعات التكفيرية الاخرى، على انها “معارضة معتدلة”.
-على هولاند ان يُقنع الفرنسيين برفضه الدائم للموقف الروسي الداعي الى اعطاء الاولوية لمحاربة “داعش”، على اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد.
-على هولاند ان يُقنع الفرنسيين، بسياسته المعادية لجميع الدول والجهات التي تحارب وبصدق “داعش” و “جبهة النصرة” والتكفيريين، في سوريا والعراق ولبنان واليمن، مثل الحكومة السورية و الجمهورية الاسلامية في ايران، و حزب الله والحشد الشعبي وانصارالله.
-على هولاند ان يُقنع الفرنسيين بالعلاقة الوثيقة التي تربطه بالدول والجهات التي تعتبر الممول والداعم والمسلح للجماعات التكفيرية في سوريا والعراق ولبنان واليمن وليبيا، مثل السعودية وقطر والامارات وتركيا.
-على هولاند ان يُقنع الفرنسيين، بمهادنته تركيا، الداعم الاكبر للجماعات التكفيرية التي تحارب في سوريا والعراق، وعدم الضغط على انقرة لتنفيذ قرارات الامم المتحدة، وغلق حدودها امام هذه الجماعات.
-على هولاند ان يُقنع الفرنسيين، بتبنيه مواقف السعودية، التي تعتبر مهد الوهابية، التي تحملها “داعش” كعقيدة، في مقابل صفقات بيع اسلحة بمليارات الدولارات للسعودية، ومن هذه المواقف “اسقاط الرئيس السوري بشار الاسد”، و”افشال المفاوضات النووية”.
ارى ان الرئيس الفرنسي سيجد صعوبة في اقناع الفرنسيين بسياسته الخارجية التي يقودها لوران فابيوس، والتي ساهمت بتمدد “داعش” داخل فرنسا، التي كانت تعتقد ان تبني سياسة المماطلة الامريكية، في مكافحة داعش، سيساهم في خلق واقع جديد في منطقة الشرق الاوسط، يكون منطلقا لتفتيتها وشرذمتها لصالح “اسرائيل”، ولكن فات فرنسا ان وحش “داعش”، لن يكون دائما تحت السيطرة، كما صورت لها ذلك امريكا.

* ماجد حاتمي