الأزمة السورية تؤكد مبدئية حزب‌الله وتكشف عن نفاق معارضيه

الأزمة السورية تؤكد مبدئية حزب‌الله وتكشف عن نفاق معارضيه
الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠١٥ - ٠٩:٤٠ بتوقيت غرينتش

اعداء ومعارضو حزب الله، في داخل لبنان وخارجه، اقاموا الدنيا ولم يقعدوها، اثر القرار الشجاع والحكيم والمبدئي، الذي اتخذه الحزب في التصدي للجماعات التكفيرية التي تم نقلها من مختلف انحاء العالم الى سوريا، بذريعة خرق الاجماع اللبناني القائم على مبدأ ”النأي بالنفس”، و عدم “توريط” اللبنانيين في حرب لا ناقة لهم فيها وجملا.

ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم شنت حرب نفسية على الحزب وعلى قاعدتة الجماهيرية، رغم ان الجميع، وفي مقدمتهم معارضي حزب الله، كان على يقين بأن الجماعات التكفيرية مثل “داعش” و”جبهة النصرة” الفرع الرسمي للقاعدة في لبنان وباقي الجماعات التكفيرية الاخرى، ما كانت لتأتي الى سوريا، الا من اجل الانتقال منها الى لبنان، ولكن لكون هذه الجهات، المعارضة لحزب الله داخل لبنان، تأتمر بأوامر السعودية وامريكا و”اسرائيل”، فنراها دفنت رأسها بالرمال، ولا تنفك من تكرار، مثل الببغاء، مقولتها البائسة حول “تدخل حزب الله في سوريا”.
اليوم وبعد ان عض وحش “داعش” الايدي التي رعته وربته، في باريس وغيرها، نرى الغرب كله يقف وقفة رجل واحد، ويطالب بالدفاع عن البلدان والشعوب والحضارة الاوروبية امام التكفيريين من امثال “داعش” و “النصرة”، حيث اخذت الحكومات الغربية ومن بينها امريكا، تتسابق من اجل ارسال الطائرات والصواريخ وحاملات الطائرات والسفن الحربية والجنود والمستشاريين، الى منطقة الشرق الاوسط، لماذا؟، من اجل الدفاع عن باريس وروما ولندن وبروكسل وبرلين ونيويورك، ضد “داعش” والتكفيريين، رغم ان بعض هذه المدن تبعد الاف الكيلومترات عن سوريا.
لم يكتف الغرب وامريكا، بارسال طائراتها، لقصف “داعش” و اطلاق الصواريخ البالستية لنفس الهدف، بل عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا، بطلب من فرنسا، حيث تبنى المجلس بالإجماع مسودة قرار فرنسي، في أعقاب سلسلة من الهجمات على باريس قبل أسبوع أسفرت عن مقتل 130 شخصا وأعلنت “داعش” مسؤوليتها عنها، يجيز اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للتصدي ل”داعش”. ويحث الدول على مضاعفة جهودها وتنسيقها لمنع ووقف الأعمال الإرهابية التي يرتكبها داعش ومجموعات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة، ويشير النص إلى إجراءات تتخذ على الأراضي التي تسيطر عليها “داعش” في سورية والعراق.
هنا نتساءل، كيف سيبرر فريق 14 اذار اللبناني، التدخل الفرنسي والبريطاني والامريكي وحتى الالماني في سوريا للتصدي لخطر “داعش”؟، وهل سيشن على هذه الدول ذات الحرب النفسية التي شنها على حزب الله وجماهيره خلال الفترة الماضية؟، فاذا كان الفرنسيون والاوروبيون لا يأمنون من خطر “داعش” وهم بعيدون كل البعد جغرافيا عن سوريا، ترى لماذا يطلبون من اللبنانيين ان يدفنوا رؤوسهم بالتراب حتى لا يسمعوا صيحات التكفيريين التي اخذت تسمع في مدنهم؟، كما كيف ان يبرر الغرب وامريكا، النفاق الذي طال كل هذه السنوات حول “تدخل حزب الله” في سوريا، وان التفجيرات الارهابية التي طالت المدنيين في لبنان هي نتيجة لهذا التدخل؟، هل تدخلت مالي في سوريا؟، هل تدخلت السويد في سوريا؟، هل تدخلت اليمن في سوريا؟، هل تدخلت الدول التي تعرضت لارهاب “داعش” والجماعات التكفيرية، في سوريا؟، اخيرا، اليس من “الحكمة” ان يحاربوا “داعش” عندما تصل الى روما او برلين، والا يجازفوا بالانتقال الى سوريا لمحاربة “داعش” هناك، كما كانوا يقولون ذلك لحزب الله؟.
ان تطورات الازمة السورية، التي تم اشعالها بالاساس من ان جل ضرب محور المقاومة وحزب الله عبر اخراج سوريا من هذا المحور وربطها بالمحور الانبطاحي بقيادة السعودية، كشفت صوابية وشجاعة وحنكة حزب الله قيادة ومقاتليه، فمبدئية وصلابة هذا الحزب، اماطت اللثام عن الوجه المنافق للغرب ازاء الحرب المفروضة على الشعب السوري، كما اماطت اللثام عن الوجه الذليل والبائس لاذناب الغرب في المنطقة حكومات واحزاب وشخصيات، وفي المقابل على محور المقاومة حكومات وشعوبا ان تفتخر وترفع الرأس عاليا، لوجود حزب الله وقيادته الشجاعة الحكيمة، ضمن هذا المحور، الذي تزيده التطورات والاحداث يوما بعد يوم قوة ومنعة وصلابة وعنفوانا.

* نبيل لطيف - شفقنا