صراع الأجنحة في السعودية وحرب اليمن

صراع الأجنحة في السعودية وحرب اليمن
السبت ١٢ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠١:٤٧ بتوقيت غرينتش

خرج خالد بحاح رئيس حكومة عبدربه منصور هادي المستقيلة وقبل أيام قليلة من موعد المحادثات الخاصة بالسلام عن موقف الرئيس الهارب وأعلن أنه يريد إنهاء الحرب، ووقف الدمار الذي أصاب كل شيء.

وبحسب "روسيا اليوم"، فان تصريحات بحاح تعبير عن موقف حافظ الرجل عليه شهورا وكان سببا في الخلاف المتفاقم مع هادي، لكنه ليس موقفه الشخصي فحسب، بل هو انعكاس لمواقف داخل تحالف العدوان الذي تقوده السعودية.

منذ عين في موقع نائب الرئيس نظر كثيرون إلى هذه الخطوة باعتبارها مقدمة لنهاية ولاية هادي.. ومع إطالة أمد الحرب وتعثر الحسم العسكري ظهر بحاح معبرا عن موقف أحد أجنحة الحكم في السعودية.

يتخذ ولي العهد السعودي محمد بن نايف نهجا قريبا من نهج أبيه الذي أمسك بملف اليمن منذ وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي تولى هذا الملف منذ ستينات القرن الماضي، كما يمسك ملف التعامل مع الاٍرهاب، ولهذا يرى الرجل أن استمرار الحرب في اليمن سيتحول الى مصدر ارتزاق للقبائل، كما سيساعد على خلق بيئة أكثر ملائمة لأنشطة الجماعات الإرهابية وتغذية الصراع الطائفي في الخاصرة الجنوبية للمملكة.

خلافا لذلك يقدم ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نفسه باعتباره "الرجل القوي القادر على حماية المملكة والتعامل بحزم مع من يحاول الاعتداء عليها"، ولهذا يتمسك بخيار الحل العسكري والانتقام من شخص الرئيس السابق الذي تتهمه السعودية بعدم الوفاء.

الصحيح أن بحاح يميل الى التسوية ويأمل في أن تكون التسوية طريقه إلى سدة الحكم، لكن التسوية على الجانب السعودي تعني تراجع دور الجناح المتشدد في المملكة لصالح الجناح المعتدل الذي يمثله محمد بن نايف، وهو أمر تدعمه وترغب به الدول الغربية حليفة المملكة والتي باتت تخشى القوة المتنامية للجماعات الإرهابية في اليمن وما لذلك من مخاطر على الأمن الإقليمي والدولي.