لم‌ يحمل همّ‌ الفلسطينيين بجزيرة العرب إلا أهل‌ اليمن

لم‌ يحمل همّ‌ الفلسطينيين بجزيرة العرب إلا أهل‌ اليمن
الأحد ١٣ ديسمبر ٢٠١٥ - ١٠:٤١ بتوقيت غرينتش

يوم الجمعة الحادي عشر من شهر كانون الاول/ ديسمبر الجاري، احتضنت الضاحية الجنوبية لبيروت لقاء تضامنيا مع الشعب اليمني، نظمه أبناء الجالیة الیمنیة فی لبنان، فی مواجهة العدوان السعودی الغاشم، تحت شعار “الیمن جراح أمة”، حضره حشد من العلماء المسلمین من الطائفتین الشیعیة والسنیة، وشخصیات سیاسیة وحزبیة واجتماعیة.

من بين الكلمات التي القيت في هذا اللقاء، استوقفتني كلمتان، الاولى للإعلامی فی قناة “المسیرة” علی المحطوري، والثانية لرئيس الوفد العلمائي اليمني رئیس “رابطة علماء الیمن” الشیخ شمس الدین شرف الدین، لتضمنهما نقاط في غاية الاهمية، قلما يتوقف امامها المتابع العربي، في خضم الفوضى التي تضرب المنطقة وبلدانها وشعوبها، بسبب التطبيقات العملية للعقيدة الوهابية.
المحطوري قال في كلمته: “أن الإجرام الصهیونی منذ الـ 48 بحق الفلسطینیین والعرب وحتی الیوم، فعلته السعودیة بحق الیمنیین منذ بدء العدوان”، واكد: ”أن فی الجزیرة العربیة لا یوجد من یحمل همّ الملف الفلسطینی سوی اهل وشعب الیمن”، فيما أکد الشیخ شمس الدین شرف الدین ان السعودیة شنت عدوانها علی الیمن بناءً علی ما اسمته “نداء الواجب” لطلب الرئیس الفار عبد ربه منصور هادی، فیما لم تلب حتی نداءً واحداً من شعب فلسطین.
لم يبالغ المحطوري عندما اعتبر العدوان السعودي نسخة عن العدوان الصهيوني، فلم تترك السعودية موبقة من موبقات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الا ومارستها ضد الشعب اليمني، بدء باستخدام المفرط لسلاح الجو ضد السكان العزل، ومرورا بقصف المستشفيات والمدارس ورياض الاطفال وسيارات الاسعاف ودور العبادة والمصانع ومحطات الكهرباء والماء والطرق والمطارات والموانىء، وانتهاء بفرض حظر جوي وبحري وبري، اوصل اكثر من نصف الشعب اليمني للمجاعة، وبشهادة المنظمات الدولية.
اما قول المحطوري بشان موقف الشعب اليمني من القضية الفلسطينية، فانه اصاب بذلك كبد الحقيقة، فلا نكشف سرا ولا نعيب على احد، ان القضية الفلسطينية كانت ومازالت من اكثر القضايا التي تشغل حيزا كبيرا في وجدان وعقل الانسان اليمني، الذي يتميز بهذا الموقف عن باقي الشعوب العربية في جزيرة العرب، وهو ما يفسر التحالف السعودي “الاسرائيلي” لضرب حركة انصارالله، التي تضع القضية الفلسطينية في سلم اولوياتها، وهو الذي يفسر الاسلوب “الاسرائيلي” في القصف والقتل والتشريد والحظر والتجويع، الذي تمارسه السعودية ضد الشعب اليمني، تحت اشراف خبراء صهاينة.
اما الشيخ شرف الدين، فكانت اشارته الى “نداء الواجب”، الذي تعتبره السعودية بانه السبب الذي دفعها للعدوان على اليمن، لاعادة الفار عبد ربه منصور هادي الى الحكم، قد كشفت عن حجم كذب ونفاق السعودية ازاء القضايا العربية، فالسعودية لم تلب وعلى مدى نحو 70 عاما نداء واحد من نداءات الشعب الفلسطيني، الذي بح صوته دون مجيب،حتى وصل الامر بالصهاينة الى التهديد علنا بهدم المسجد الاقصى وطرد الفلسطينيين من القدس، بل ان السعودية لم تكتف بذلك بل اخذت تستجدي “السلام” مع الصهاينة بابخس الاثمان، بينما “اسرائيل” تتدلل وتتمنع.
في ذلك اللقاء التضامني مع الشعب اليمني القى نائب رئیس بلدیة حارة حریك أحمد حاطوم، كلمة، اشار فيها الى مليارات الدولارات التي انفقتها السعودية في عدوانها الغادر والظالم على الشعب اليمني، وقال: لو ان السعودية دفعت 10% مما دفعت فی عدوانها علی الیمن، لنصرة القضية الفلسطينية، لکانت حررت فلسطین، وهذا قول كان لافتا، كقولي المحطوري وشرف الدين، فالسعودية ابرمت منذ ايام صفقة “صغيرة” و”عاجلة” مع الامريكان، بعد ان نفد مخزونها من الصواريخ والقنابل التي انفجرت على مدى 9 اشهر على رؤوس اليمنيين، قيمتها نحو مليار ونصف المليار دولار، لشراء صواريخ وقنابل ذكية لالقائها على الشعب اليمني العربي المسلم، واتصور ان المحطوري كشف لنا سبب كل هذا الحقد السعودي الاسرائيلي الامريكي على الشعب اليمني، الا وهو :”أن فی الجزیرة العربیة لا یوجد من یحمل همّ الملف الفلسطینی سوی اهل وشعب الیمن”، فكان لابد ان يدفعوا ثمن هذا الموقف العربي والاسلامي والانساني النبيل والشجاع.
 

* نبيل لطيف - شفقنا