المغامرة السعودية على اليمن توشك على الأفول

المغامرة السعودية على اليمن توشك على الأفول
الإثنين ١٤ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٧:٢٦ بتوقيت غرينتش

بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، يُفترض أن تدخل الهدنة في اليمن حيّز التنفيذ، كمقدّمة لمحادثات سلام بين الأطراف اليمنية تنطلق في سويسرا غداً، في ظل توقعات تشير إلى أنها قد تقود الى وقف شامل لإطلاق النار، بعد 9 أشهر على بدء الحرب العدوانية والمغامرة السعودية في البلاد.

أن الأشهر التسعة، إلى جانب التدمير المنهجي للبلاد وعشرات آلاف الضحايا، أدت إلى تنامي نفوذ الجماعات الإرهابيّة المسلحة، خصوصاً تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في مدن جنوب اليمن التي تقع تحت نفوذ تحالف العدوان السعودي ومسلحيه، وهو ما يُعدّ ورقة ضغط في أيدي المجموعات المناهضة للحرب، إذ سيكون بند "مكافحة الإرهاب" على رأس جدول أعمال المحادثات المرتقبة.

وبالإضافة الى ذلك، فقد علقت دول تحالف العدوان السعودي في مستنقع محافظة تعز وسط اليمن، من دون أن تنجح، بعد أشهر من القتال وحشد الإمكانات كافة، من حسم المعركة لمصلحتها، بالرغم من أن "تحالف الحزم" كان قد أعلن، قبل بدء المعركة، أن استعادة المحافظة تُعدّ أولوية بالنسبة إليه، للانطلاق نحو جبهات وجبال الشمال اليمني.

وكما في كلّ مرّة، استبق تحالف العدوان بدء الهدنة، بمجزرة في محافظة حجة شمال اليمن، راح ضحيتها 19 شخصا، عندما قصفت الطائرات منازل مواطنين وسوقا، يوم أمس. وأفاد سكان قرية الحجاورة في حجة، بأن غارات جوية عدّة أسفرت عن استشهاد 12 شخصاً داخل منازلهم، وإصابة 30 آخرين، فيما أسفر هجوم على سوق في حي قباطية إلى استشهاد سبعة مدنيين.

في هذا الوقت، ذكرت قناة "المسيرة"، أن القوة الصاروخية التابعة للجيش اليمني واللجان الشعبية قصفت قاعدة الأمير خالد الجوية في خميس مشيط بصاروخ أرض ـ أرض من طراز "قاهر 1"، مؤكدة أنّ الصاروخ الروسي الصنع، والذي تم تطويره محلياً، أصاب هدفة بدقّة. كما أشارت القناة إلى أنَّ الصاروخ الذي تم استخدامه للمرة الأولى، يُعدّ واحداً من ضمن منظومة صاروخية دخلت اليوم أرض المعركة.

ويأتي ذلك بعد إعلان حركة أنصار الله، مساء أمس الأول، عن تصنيع منظومة صواريخ جديدة، محلية الصنع، من جيل "الصرخة"، يبلغ مداها 17 كيلومتراً.

هدنة منتصف الليل
ووفقا للحكومة اليمنية المستقيلة، يُتوقع أن يبدأ سريان الهدنة عشية بدء المحادثات، ومن المرجّح أن يستمر سبعة أيام في حال التزام الطرفين بها، فيما اشترطت حركة أنصار الله لذلك، وقف العدوان.

وقال المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام، في مؤتمر صحافي في العاصمة اليمنية، قبل توجهه إلى جنيف على رأس وفد الحركة للمشاركة في المحادثات: "نحن سنتوقّف عندما يتوقّف العدوان علينا"، مؤكداً أنّ "أيّ حوار في ظلّ استمرار العدوان ستكون فرص نجاحه ضئيلة". وأضاف "نحن ندافع عن أنفسنا"، مبيناً أنّه "بناء على ما تمّ الاتفاق عليه، فإنه يتمّ وقف العدوان في 14 من هذا الشهر (اليوم الإثنين)، ويتم تثبيته خلال 24 ساعة ثمّ ندخل في حوار جاد وإيجابيّ".

من ناحيته، أكد وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المستقيلة عبد الملك المخلافي، أن "هناك اتفاقاً على وقف إطلاق النار في 14 الشهر الجاري"، مضيفاً "نذهب إلى المحادثات بنيات جادة ونأمل أن يلتزم الطرف الآخر بهذا".

ونقلت وكالة "اسوشييتد برس" عن مسؤولين في مكتب الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي قولهم، إن الأخير سيأمر بوقف شامل لإطلاق النار بداية من منتصف ليل الاثنين.

وأعلنت الأطراف الثلاثة عن ممثليها في هذه المحادثات، إذ يرأس عبد السلام وفد حركة أنصار الله، والمخلافي وفد الرياض، فيما يقود عارف الزوكا وفد المؤتمر الشعبي العام.

واستقبل أمير قطر تميم بن حمد صباح أمس، رئيس الحكومة اليمنية المستقيلة خالد بحاح في الدوحة حيث جرى بحث تطورات الأوضاع في اليمن، وذلك بعد أيام على زيارة بحاح إلى السعودية حيث التقى ولي ولي العهد محمد بن سلمان يوم الخميس الماضي. 

عن "السفير"