مستقبل نووي مشرق لايران؛ واقتراحات اوروبية للتعاون

مستقبل نووي مشرق لايران؛ واقتراحات اوروبية للتعاون
الأربعاء ١٦ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٨:١٠ بتوقيت غرينتش

أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي خلال مقابلة له مع موقع "العهد" ان مستقبلا مشرقا ينتظر ايران في المجال النووي، فيما كشف عن اقتراحات بعض الدول الكبرى للتعاون مع ايران في هذا المجال.

وتحدث علي أكبر صالحي، مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية والذي شغل منصب المسؤول الفني عن المفاوضات النووية، خلال المقابلة، تحدث عن مستقبل ايران والتعاون المتبادل بين الدول الكبرى فضلا عن بعض تفاصيل الاتفاق النووي.

وقال صالحي: الاتفاق النووي جاء كما أردنا على الرغم من بعض التعديلات غير الجوهرية والتي لن تؤثر أبدا على نشاطنا النووي السلمي، خاصة وأن الهيكلية للبرنامج موجودة ولم يحدث فيها أي تغيير بل على العكس ستشهد توسعة وتنمية، ويتابع: نحن قبلنا ببعض القيود فعلى سبيل المثال: طلب الجانب الآخر منا ألا ندخل في النشاط النووي المرتبط بإنتاج الـuranium metal) وذلك لاننا لا نحتاجه وقلنا لهم نحن خلال السنوات القادمة لن ندخل في هذا المجال، مع أننا نعلم كيفية إنتاجه. بعد عدة أعوام نحن سنكون أحرارا في انتاج ما نريد.

واضاف: أبرز حدث بقي في ذاكرتي هو عندما اجتمعت لأول مرة مع نظيري الأمريكي وما جرى عن رفض اقتراحهم بالنسبة لنوعية الشلال لأجهزة الطرد المركزي في ايران. كانت عملية صعبة جداً وكنا نحتاج إلى بحث علمي قوي. وقتها استغرقت المباحثات عدة ساعات وأنا كنت غير واثق بأن نصل إلى النتيجة المرجوة ولكن الحمدلله بعد مباحثات صعبة جرت مع الوفد الامريكي وافقوا على الاقتراح الايراني.

صالحي خلال مقابلة مع موقع "العهد الاخباري"

وأوضح صالحي: في ذلك اليوم أنا قدمت لهم اقتراحا وهو كان على شكل تحدٍ معهم حيث قلت لهم إذا قدمتم لنا دولة تقوم بعملية التخصيب حسب اقتراحكم، سوف نوافق على الاقتراح الأمريكي، وأنا كنت واثقا بأنه لا دولة في العالم تقوم بعملية التخصيب حسب هذا الاقتراح. وبعد هذا التحدي قبل الأميركان بالتخلي عن اقتراحهم. وقد قلت للأميريكيين مثالا لتقريب الفكرة أنهم يمكن لهم أن يطلبوا إلينا أن نصغر الملعقة أو نكّبرها ولكن لا يمكن لهم أن يطلبوا أن نأكل بشكل غير طبيعي! ونقلب الملعقة لنأكل الطعام! وهذه كانت أول خطوة لنا في فتح الطريق لأننا كنا قد توصلنا إلى طريق مسدود.

وتابع: هنا أتذكر موقفا آخر، في آخر أيام مفاوضات لوزان في سويسرا طالت الاجتماعات حتى ساعات الصباح الاولى بعد أن كانت مستمرة طوال الليل، ونحن كنا نريد أن نصلي قبل شروق الشمس وفي طريق ذهابي للصلاة رأيت المراسلين، وعندما سألوني عن آخر الاخبار بشأن المفاوضات، أجبتهم إن الشمس سوف تشرق دون أن أقصد شيئاً، لأن الحقيقة كانت أنه بعد دقائق كانت الشمس ستشرق حسب توقيت لوزان.

وفي رده عن سؤال حول الاتفاقات التي تمت على المستوى النووي بين روسيا وايران، قال صالحي: الاتفاقيات بين البلدين كانت موجودة من قبل ولكن خلال الزيارة الاخيرة للرئيس الروسي فلادمير بوتين الى ايران تم التأكيد النهائي على الاتفاقيات السابقة بشأن التعاون النووي بين طهران وموسكو خاصة في مجال تبادل الوقود، أي أن ايران سترسل لروسيا الوقود المخصب على أن تستلم منها الكعكة الصفراء.

وحول ما إذا طلبت أي من الدول الإقليمية الاستفادة من التجربة الايرانية، أكد صالحي ذلك، حيث تواصلت إحدى دول الجوار مع ايران لتقدم لها اقتراحا لمشروع بناء مفاعل نووي للبحوث، مشددا على أننا قادرون على تنفيذ هذه المهمة ولكن الموضوع الآن لا يزال قيد الدرس.

أما فيما يتعلق بمستقبل الطاقة الذرية في ايران، فجزم صالحي بأن مستقبل النشاط النووي الايراني مشرق جداً وقد تم الاتفاق مع روسيا لانشاء محطتين جديدتين في بوشهر، وإجراء مفاوضات نووية مع الصين لانشاء محطات نووية صغيرة الحجم وهناك دول اوروبية قدمت اقتراحات.كما أبدت كل من اليابان وكوريا الجنوبية استعدادهما للمشاركة معنا في انشطتها النووية خصوصاً في مجال الأمان النووي.

وختم صالحي بالقول: المجال الآن مفتوح بيننا ولكننا نحن لا نريد الدخول في هذا المجال بشكل واسع لأن هذا يحتاج حجما كبيرا من الاستثمارات ونحن سنقّيم الامور على أساس استطاعة البلاد المالية في هذا المجال.

يذكر ان الجمهورية الاسلامية في ايران استطاعت وبعد مرور 12 عاماً من الصمود وبفضل قائدها وجهود الفريق النووي الايراني المفاوض، التوصل إلى انتزاع اعتراف رسمي من الدول الست بحق إيران في الحصول على الطاقة النووية السلمية والدخول الى النادي النووي. وعليه، بعد المفاوضات الشاقة ستبدأ ايران مرحلة جديدة في النشاط النووي خاصة في مجال التعاون الدولي.