"إسرائيل" تتسلح بالغموض: الفنلنديون قتلوا القنطار!

الإثنين ٢١ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٨:٢٢ بتوقيت غرينتش

نشر موقع "السفير" مقالا بقلم كاتبه "حلمي موسى" استعرض فيه عملية اغتيال سمير القنطار في دمشق وتاثيرها على الموقفين الاسرائيلي والمقاومي.

وبدا الكاتب مقاله قائلا، ان "اسرائيل" وكعادتها عند كل جريمة اغتيال تلجأ إلى لعبتها المفضلة «سياسة الغموض» التي تشي بما صنعت يداها من دون أن تتلفظ بكلمة.
واضاف : هذا كان حال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي دوّى صمته إزاء اغتيال سمير القنطار في دمشق، في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي. ورغم التوجيهات بإعداد مستوطني الحدود الشمالية لاحتمالات الرد من جانب «حزب الله»، وعقد اجتماع خاص للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية بعد ظهر أمس، وجد وزير الطاقة المقرب من نتنياهو، يوفال شتاينتس، الوقت للتندر والقول إنه ربما نفذ الاغتيال جهاز الاستخبارات الفنلندي.
وكان واضحاً بحسب الكانب أن أي جهة رسمية إسرائيلية لن تعلق على الأمر، ضمن سياسة اختطتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تجاه العمليات التي تنفذها القوات الإسرائيلية أو أجهزتها الأمنية على الأراضي السورية. فقط وحده وزير الطاقة يوفال شتاينتس رفض التعليق على الاغتيال، وقال إنه لن يأسف إن كان الخبر صحيحاً، مضيفاً «أن القنطار كان شخصاً شريراً. وربما أن جهاز الاستخبارات الفنلندي عمل هنا وقام بفعل جيد».
وتابع المقال ان القلق ظهر جلياً في التحليلات التي تبحث في رد الفعل المحتمل من جانب «حزب الله». وفي هذا السياق يمكن الحديث عن مدرستين تظهران في التحليلات والتقديرات، وهما تعبران أيضاً عن التردد الذي يصاحب التفكير في اتخاذ القرار باغتيال شخصيات من «حزب الله». وأولى هاتين المدرستين ترى أن «حزب الله» غارق اليوم في الحرب في سوريا، حيث لم تعد "إسرائيل" الجهة التي يركز عليها اهتمامه. والمدرسة الثانية ترى أن "إسرائيل" لا تزال موضع اهتمام الحزب، لكنها لم تعد في مقدمة أولوياته. وينتج من هذين التقديرين اختلاف في تقدير رد الفعل، الذي يتراوح بين عدم فعل شيء إلى تنفيذ عمليات «فوق الصفر ودون التوريط».
وفي هذا السياق كتب المعلق العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هارئيل أن اغتيال القنطار، «.. يبشر بمرحلة جديدة من التوتر الأعلى من المعهود في مثلث الحدود الإسرائيلي - السوري - اللبناني».
واعتبر أنه إذا صح أن "إسرائيل" من نفذ القصف فإن العملية كانت تحسباً من فعل مستقبلي وليس تصفية حساب قديم بحسب قوله . وأشار إلى أن اغتيال القنطار في ظل ما يجري في سوريا هو مقامرة لن تظهر نتائجها إلا لاحقاً.
من جانبه، كتب المعلق الأمني لموقع «إسرائيل ديفنس» عمير ربابورات أن اغتيال القنطار تم لانه كان يشكل رمزاً، وهو «أولاً وقبل أي شيء يرتبط بتجسيد مبدأ الخطوط الحمر التي تنفذها إسرائيل في الجبهة الشمالية منذ سنوات». وأضاف أن المبدأ المعلن الأول هو أن "إسرائيل" لن تسمح بنقل أسلحة ذات أهمية استراتيجية للجبهة السورية أو اللبنانية، وهو ما قاد مراراً إلى غارات على قوافل أسلحة. والمبدأ الثاني، الأقل شهرة، هو أن "إسرائيل" لن تسمح بتحويل هضبة الجولان إلى حلبة قتال ضدها . ولمنع حدوث ذلك نفذت "إسرائيل" غارات قُتل فيها في العام الماضي جهاد مغنية وآخرون وضمنها، كما يبدو، حان وقت سمير القنطار.
وأشار ربابورات إلى أن اغتيال القنطار ليس مفاجئاً إذا أخذنا بالحسبان الخطوط الحمراء الإسرائيلية، ونشاط القنطار في السنوات الأخيرة، بما فيه قيادته لعمليات ضد "إسرائيل" من الهضبة، خصوصاً من قرية الخضر. وأضاف أنه رغم معرفة "إسرائيل" لخطوات القنطار إلا أن اغتياله ليس بالأمر الهين، لأنه يتطلب معلومات استخبارية تعتمد على أناس من لحم ودم وليس فقط معلومات من بعيد.
وكتب معلق الشؤون العربية في موقع «والا» آفي يسخاروف أن «حزب الله» يواجه حالياً معضلة إن كان سيرد أم لا، وإذا كان سيرد فكيف وبأي قوة. وقال إن هذه المعضلة رافقت «حزب الله» مؤخراً، مستذكراً رد الحزب بعد استهداف الشهيد جهاد مغنية.