روحاني: ليس هناك هلال شيعي أو سني بل لدينا بدر إسلامي

روحاني: ليس هناك هلال شيعي أو سني بل لدينا بدر إسلامي
الأحد ٢٧ ديسمبر ٢٠١٥ - ٠٩:٠٧ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس الايراني حسن روحاني إن الكيان الاسرائيلي هو الطرف الوحيد المستفيد من تدمير سوريا، وما يروجه البعض تحت عنوان "الهلال الشيعي"، هو كلام مريض ومغلوط، نحن لم نتبن هلالا شيعيا أو سنيا، بل لدينا بدر إسلامي، ونحن المسلمون نعيش في عالم يجب أن نكون فيه متحدين ومصطفين كالبنيان المرصوص".

وبحسب وكالة أنباء "فارس"، وفي كلمة له اليوم الأحد، خلال الملتقى الدولي الـ 29 للوحدة الإسلامية المقام في طهران، انتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، الصمت إزاء المجازر وإراقة الدماء في العالم الإسلامي، معتبرا أنه من غير المقبول شراء الأسلحة بأموال نفط المسلمين ووضعها تحت تصرف الجماعات الإهابية لتستمر في ارتكاب الفضائع بحق المسلمين.

وقال: للأسف أن ظروف العالم الإسلامي اليوم هي بحيث تقوم دولة بمهاجمة دولة أخرى وتلقي القنابل والصواريخ على رؤوس أبناء شعبها، كما أن هناك جماعات تشهر السلاح في وجه المسلمين باسم الإسلام.

وأضاف، ربما لم نكن نتصور أبدا أن يتم في العالم الاسلامي نسيان المعتدي الرئيس أي الكيان الصهيوني وأن يتنحى من ساحة أخبار الدول الإسلامية، وما يطرح بدلا عنه هو قتل المسلمين بيد المسلمين أو أدعياء الإسلام.

وقال، هل كنا نتصور بأن يقوم العدو بتعريف الإسلام دينا للعنف براية مكتوب عليها اسم الجلالة ورسول الله (ص)، وأن يقوم البعض ولو كانوا قلة في العالم الإسلامي بتقديم الإسلام قولا وعملا، كدين لارتكاب المجازر والعنف والظلم؟.    

وأكد بأن مسؤولية جسيمة ملقاة على عاتقنا في الظروف الحساسة للمنطقة والعالم الإسلامي.

وأشار إلى المشروع الذي طرحته جمهورية إيران الإسلامية، في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قبل عامين حول العنف والتطرف وقال، إن جمهورية إيران الإسلامية أكدت قبل عامين بأن ما يهددنا في عالم اليوم هو العنف والتطرف ولو أردنا أن يرى العالم الاستقرار فإنه علينا أن نضع أيدينا بأيدي بعض وأن نعمل على محاربة الإرهاب. ورغم أن هذه القضية حظيت على الظاهر بمصادقة الدول الإسلامية وغير الإسلامية ولكن لم يُر في العمل إجراء ينم عن حسن النية إلا القليل.
وأشار إلى أن مثل هذا العنف ينبع من العنف الفكري الجماعي وأضاف، أنه حينما يخرج الفكر عن التوازن، سيكون الفهم والإدراك خاطئا من النصوص الإسلامية، ولو نبع العنف من الفكر سيتحول إلى كلام ومن ثم إلى خطاب والخطر يكمن حينما يحل اليوم الذي يتحول فيه الخطاب بالمجتمع إلى خطاب متطرف وما لم يتنح هذا التطرف فلن تكون نتيجته سوى العنف.

وتابع الرئيس روحاني، أن لنا هوية واحدة وهي الهوية الإسلامية، ولقد قلت من قبل أيضا بأن ما يعرف باسم الهلال الشيعي الذي يطرحه البعض خطاب مريض خاطئ، فليس لنا هلال شيعي وسني بل بدر إسلامي. مؤكدا ضرورة الوحدة والتكاتف بين المسلمين ووقوفهم إلى جانب بعضهم بعضا.

وتساءل الرئيس روحاني بالقول، ان تدمير سوريا يخدم مصلحة من؟ لو قمنا بتدمير شوارع ومباني سوريا أو آثارها الحضارية وقمنا بسرقة نفطها وبيعها للآخرين وقمنا بإضعاف دولة (سوريا) التي وقفت وقاومت بوجه العدو الرئيس في المنطقة أي "إسرائيل" على مدى أعوام طويلة، فمن المستفيد من ذلك؟.

وتساءل أيضا، هل ان إضعاف سوريا يخدم مصلحة العالم الاسلامي؟ هل ان إضعاف سوريا يخدم مصلحة جيرانها المسلمين؟ هل ان تدمير سوريا يؤدي إلى بناء تركيا والأردن والسعودية وقطر والامارات أو غيرها من الدول؟.

وأضاف، من الذي يبتهج من دمار سوريا سوى "إسرائيل"؟ من الذي يبتهج من الحرب في العراق سوى "إسرائيل" وأولئك المعادين للمسلمين؟.

وأشار إلى إحصائيات العنف والإرهاب في العالم وأضاف، للأسف أن نسبة 84 بالمائة من العنف والإرهاب والمجازر تحدث في العالم الإسلامي وفي أفريقيا وشمالها والشرق الأوسط وغرب آسيا.

وأكد الرئيس روحاني، مسؤولية المسلمين تجاه دماء بعضهم بعضا وقال، هل من المقبول أن نعطي عوائد نفط المسلمين لأميركا ونشتري منها القنابل والصواريخ ونلقيها على رؤوس الشعب اليمني البريء؟ هل من المقبول أن نشتري صواريخ مضادة للدروع من أميركا ونضعها تحت تصرف "داعش" و"جبهة النصرة" وسائر الجماعات الإرهابية المناهضة للاسلام.

وتابع الرئيس الإيراني قائلا، ما الذي حدا بنا لنلتزم الصمت إزاء كل هذه المجازر وإراقة الدماء أو أن نعمل على مساعدة الذين يُعتبرون السبب الإساسي لإراقة الدماء. أليس من المخجل للعالم الإسلامي أن يلتجئ مسلمون مع الأطفال الصغار والنساء خلال الشتاء القارس بعد العبور من النهر والبحيرة والبحر إلى دول غير إسلامية تقوم بصدهم خلف أبوابها؟.

وأكد الرئيس روحاني، أنه في مثل هذا العالم لا سبيل أمامنا نحن المسلمين سوى أن نضع أيدينا بأيدي البعض وأضاف، انني أدعو جميع الدول الإسلامية في المنطقة وخارجها وحتى تلك التي تصب حتى اليوم حمم قنابلها وصواريخها على رؤوس جيرانها، للإقلاع عن ذلك وانتهاج الطريق الصحيح.

وخاطب الرئيس روحاني بعض الدول الإسلامية قائلا، كم من القنابل والصواريخ اشتريتم من أميركا خلال العام الأخير، ولو قمتم بتوزيع أموالها بين فقراء المسلمين لما بقي فقير ينام جائعا وإذا كان بإمكان جماعات مثل "داعش" استقطاب عناصر لها فذلك يعود للفقر المادي والفقر الثقافي، لذا تعالوا لنعمل على مكافحة الفقر الثقافي والمادي في المجتمع الإسلامي.

وقال، إننا نتحدث عن الوحدة منذ أعوام طويلة، ولكن هل أن وحدة العالم الإسلامي ممكنة من دون الارتباط الاقتصادي وهل من الممكن أن يكون اقتصادنا وثقافتنا وعلمنا ومعرفتنا وجامعاتنا متصلة بالعالم غير الإسلامي ونتحدث حينها عن الوحدة والاخوة؟.

وأكد بأنه على علماء الدين وأصحاب المنابر وأساتذة الجامعات والحوزات العلمية العمل بالكلام والخطاب والتبليغ لإيجاد سد أمام الإرهاب وندرك بأن الإرهاب لن يُقضى عليه بالقنبلة وأنه علينا العمل للقضاء على مساره عبر تغيير الخطاب.

وأكد بأن المسؤولية الأكبر الملقاة على عاتقنا اليوم هي تصحيح صورة الإسلام لدى الرأي العام العالمي وتقديم صورة الإسلام الحقيقية الناصعة وأضاف، أنه لو رأى الرأي العام العالمي الإسلام من منظار العنف السائد بالمنطقة، فكيف يمكننا جعل أفكار العالم في مسار السيرة الرحمانية للنبي الأكرم (ص) ونوجهها بذلك الاتجاه. لقد قلنا للعالم منذ البداية بأن طريقنا وغايتنا هو عالم خال من العنف وأن أي مشكلة في أي مستوى كانت هي برأينا قابلة للحل عند طاولة الحوار.

وتابع الرئيس الإيراني، لقد تمكنا عبر التفاوض والمنطق أمام القوى الكبرى من حل خلاف ومشكلة بيننا وبينهم. لقد تمنكا عند طاولة الحوار من حل أعقد قضية دولية بما يصب في مصلحة العالم أجمع. لقد تمكنا من دحض جميع التهم التي طرحت خلال الأعوام الـ 12 الماضية بزعم مزاولة أنشطة نووية عسكرية، واليوم وبعد 12 عاما أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنه لا يوجد في إيران أي مركز سري لليورانيوم وأن المواد النووية الإيرانية بعيدة عن أي نشاط عسكري وهم قاموا بإغلاق الملف بصورة كاملة.

وأوضح الرئيس روحاني، أنه في ضوء ما حصل في مسار الاتفاق النووي، يمكن الوصول إلى هذه النتيجة وهي أنه بالامكان في ظل الاستدلال والمنطق توجيه العالم إلى طريق الحق والصواب وحل المشاكل الكبرى بالحوار والتفاوض.

وأكد قائلا، أنه إذا كنا قادرين على الوصول إلى الاتفاق النووي مع القوى العالمية الكبرى، فلماذا لا نتخذ هذا الموضوع أنموذجا لحل سائر المشاكل عبر هذا الطريق.

وأضاف الرئيس الإيراني، لا تتصوروا أبدا بأن يكون الإرهاب مفيدا لدولة ما وحذر من أن نتصور بأننا يمكننا إزاحة زعيم دولة ما عن الحكم باستخدام القنابل والصواريخ، لأن مثل هذا الأمر خارج عن إرادة حكام كل الدول وأن الشعوب هي التي يمكنها فقط تقرير مصير دولها.

وأكد الرئيس ورحاني أنه علينا قبل الآخرين إبراز صورة الإسلام الحقيقية الناصعة في العمل والكلام والخطاب للعالم، مشددا على أن تكون جميع أيام العام أيام وحدة وتآلف بين المسلمين بمختلف مذاهبهم.