في حوار خاص مع العالم عن سوريا والرد على استشهاد القنطار..

الشيخ قاسم: التكفيريون والسعودية افرازات المشروع الصهيوأميركي+فيديو

الجمعة ٠١ يناير ٢٠١٦ - ٠٧:١٦ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) - ‏01‏/01‏/2016 – أكد نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن العالم الإسلامي يواجه تحديات كثيرة تندرج ضمن المشروع الإستكباري الاميركي. وشدد على أن حزب الله سيرد على اغتيال الشهيد سمير القنطار في المكان والزمان المناسبين.

ابرز التحديات التي تواجه العالم الإسلامي

قال الشيخ نعيم قاسم: توجد تحديات كثيرة تواجه العالم الإسلامي، لكن نستطيع أن نمركزها في إطار التحدي للمشروع الاستكباري الاميركي الذي يضم في طياته اميركا واسرائيل والسعودية والتكفيريين، على قاعدة ان هذه الاقسام المختلفة تدخل ضمن إطار مشروع واحد.

واضاف الشيخ قاسم: هذا المشروع يعمل من أجل الإحتلال والتفرقة والإعتراف بالكيان الإسرائيلي وضرب الاستقرار في بلدان المسلمين وإثارة النعرات المذهبية، ولذا عندما ندخل الى بعض التفاصيل المرتبطة بكل طرف من الأطراف نجد انهم جميعا يصبون في دائرة تفتيت العالم الإسلامي وإثارة المشاكل فيما بين دوله وشعوبه ومذاهبه وقومياته المختلفة، لترتاح اسرائيل وليتمكن الاستكبار من مد سلطته وسيطرته على منطقتنا، وهذا بالعنوان العام ابرز تحدي يمكن ان نواجهه.

وتابع الشيخ نعيم قاسم: اذا دخلنا في التفاصيل نأخذ المشكلة الإسرائيلية كتحد حقيقي لأنه بسببها يستمر الإحتلال وبسببها يحصل التهديد لكل منطقتنا وبسببها نرى أن الدول العربية بشكل عام تعيش حالة وهم وضعف خوفا من "إسرائيل".

وصرح: يمكن ان نذهب ايضا الى تحد آخر ضمن هذا التحدي الكبير هو تحدي التكفيريين لأنهم يعيثون في الارض فسادا ويعطون صورة سلبية عن الإسلام والمسلمين وكذلك يحدثون الفرقة، وهم يقتلون ويرتكبون الجرائم المختلفة بحيث انهم يصرفون العالم الإسلامي الى قضايا داخلية بسببهم بعيدا عن القضايا الاصلية المرتبطة بـ"إسرائيل" وبأميركا.

واعتبر نائب الامين العام لحزب الله: ان "هذا العنوان العام هو عنوان التحدي عنوان المشروع الاميركي الإسرائيلي الذي من افرازاته التكفيريين والسعودية وغيرها".

سوريا

وبخصوص الحرب في سوريا، قال الشيخ نعيم قاسم: نحن من اليوم الأول اعلنا وقلنا بأن ما يجري في سوريا هو عمل تدميري للإتجاه المقاوم الذي يمثله هذا البلد، لمصلحة إنشاء سوريا التي تتعامل مع "إسرائيل" وتكون تحت إدارتها، من مستلزمات هذا العمل الذي حصل في سوريا والإعتداءات التي حصلت فيها ان تسقط سوريا.

واضاف: فإذا سقطت سوريا من الطبيعي أن يمتد الشرر الى لبنان والى باقي المنطقة.. وان ندفع اثمان كبيرة بسبب ما يجري في سوريا، إذن عندما قررنا الذهاب الى سوريا والقتال فيها فكل العناوين الايجابية تصلح لتكون اهدافا، نحن قلنا اننا عندما نقاتل في سوريا نحمي ظهر لبنان والمقاومة من الموقع المتقدم لسوريا كي لا يصل الحريق الينا وهذا امر مشروع.

وتابع الشيخ قاسم: أيضا عندما نحمي سوريا نحمي دعامة من دعائم مشروع المقاومة في المنطقة بشكل عام، لأن سوريا واحدة من دعامات مشروع المقاومة التي فيه ايران والمقاومة الفلسطينية والعراقيين وكل هذا الإتجاه.

وصرح: الامر الثالث ان سوريا بجغرافيتها تشكل امدادا للمقاومة فيما لو كانت سوريا مقاومة وهي كذلك الآن، وتشكل عقبة فيما لو تغير النظام في سوريا امام تواصل القوى المؤمنة بالمقاومة في المنطقة، لهذه الاسباب نحن قاومنا في سوريا. 

وضع حزب الله في سوريا

وأوضح الشيخ قاسم إن حزب الله موجود في سوريا لكن ليس في كل الجبهات الموجودة في سوريا، وقال: نحن موجودون في بعض الجبهات الاساسية والرئيسة والتي تعتبر مفتاح للحل في سوريا في مواجهة التكفيريين ومن وراءهم، والحمد لله وضعنا جيد ومتماسك وتنسيقنا مع القيادة السورية والجيش السوري جيد ولنا محبة كبيرة وهناك ثقة كبيرة بشبابنا، استطيع القول إننا نتصرف بشكل طبيعي وعادي وبتنسيق كامل مع الجيش السوري ومع الرئيس بشار والدولة السورية.

وأضاف: تحققت انجازات مهمة، فالإنجاز الذي تحقق مؤخرا في منطقة ريف حلب الجنوبي حيث تم تحرير اكثر من 400 كيلومتر مربع تقريبا، هذا من الانجازات التي كانت لمساهمة حزب الله الدور الأساس مع باقي الأطراف الذين يقاتلون في الساحة من جيش سوري وغير ذلك، ولذلك فنحن لنا مكان وتأثيرات مهمة.

صفقة التبادل

وفيما يتعلق بصفقة التبادل التي جرت مؤخرا في بلدات الزبداني والفوعة وكفريا، قال الشيخ قاسم: معلوم ان الحزب كان له دور اساس في كل المعارك التي حصلت على الحدود السورية اللبنانية في منطقة القلمون والزبداني وكل هذه المنطقة المقابلة لمنطقة البقاع، وقد نجحنا بحمد لله في تحرير قرى القلمون بشكل عام وكانت الزبداني تشكل عقدة للجيش السوري ولنا، خاصة انها قريبة من الخط الدولي وايضا متاخمة للحدود اللبنانية وهذا يشكل نوع من الخطر.

وتابع: جرت معركة قوية هناك وتم حصار الجماعة في داخل بقعة جغرافية تساوي كيلومتر مربع واحد داخل الزبداني، يعني في الحقيقة اغلب الزبداني محررة ويوجد كيلومتر واحد يتجمع فيه باقي المسلحين، هم امام هذا الضغط طلبوا ان يكون هناك حل، فنسق حزب الله مع القيادة السورية ومع الجيش السوري وكان الحل ان تتم معالجة متزامنة لمشكلة الزبداني ومشكلة الفوعة وكفريا، ولذلك هذا الاتفاق كان لحزب الله دور اساسي فيه وطبعا الدولة السورية ايضا دخلت في عملية التفاوض والامم المتحدة هي التي كانت ترعى هذا الامر.

واعتبر نائب الامين العام لحزب الله صفقة التبادل بأنها انجاز، لانه "كلما كسبنا في اماكن من دون قتال هذا افضل لمصلحة الجميع".

كيفية التواصل بين الحلفاء

وبشأن كيفية التواصل بين الحلفاء في سوريا أوضح الشيخ نعيم قاسم، أن هناك غرفة عمليات عسكرية مكونة من اطراف ثلاثة اساسية روسيا وسوريا وايران، وهم ينسقون فيما بينهم، وقال: نحن في اجواء غرفة العمليات لكن التفاصيل هذه متروكة للميدان، إلا انه عندما تحصل معارك في الميدان فإن الضباط الميدانيين ينسقون فيما بينهم.

واضاف: يعني من الطبيعي ان يحصل مثلا طلب من قيادي في حزب الله في مكان معين من الطيران الروسي أو من مسؤول عن ادارته في هذه المنطقة ان يقصف المكان الفلاني، فإذا لم يكن هناك تنسيق ميداني لا تكون هناك استفادة كافية من الامكانات العسكرية والجهود التي تبذل.

إستشهاد القنطار

وحول الرد على استشهاد القيادي في حزب الله سمير القنطار، قال الشيخ نعيم قاسم: إن بروز سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطاب متلفز بعد يوم من عملية الإغتيال وحديثه المباشر وتهديده للإسرائيليين وإستعارة الكلمات التي قيلت في الرد على الشهداء الذين سقطوا في مزرعة الأمل في بداية العام، وإضافة الى ذلك بأن هذا الرد سيكون في أي مكان من دون ان يحدد المكان، اعتقد ان هذه اللهجة وهذا التهديد هو اعلى وتيرة مما كان، خلافا لما يظنه البعض.

وتابع: ثم ان مسالة الرد مسألة تتطلب قرارا وإجراءات وتفاصيل، وهذه متروكة للمعنيين بهذا الأمر، ومن هنا أنا لا اعتبر ان اثارة مثل هذه الموضوعات (التأخر في الرد) مفيدة او يمكن ان توصل الى نتيجة، نحن في معركة مع "اسرائيل" ونعمل بكل امكاناتنا لوضع حد لغطرستها ونحن مستمرون بذلك، وعلى كل حال الشهادة واضحة من خلال ما يجري في الميدان.

وأكد الشيخ نعيم قاسم أن من حق حزب الله ان يرد على الكيان الإسرائيلي في أي مكان عندما يعتدي على حزب الله في اي مكان، وتساءل قائلا: لماذا الاستنكار من ان نرد في مكان لا يتوقعونه؟ هذا امر سنتابع فيه كما نراه مناسبا.

وأوضح الشيخ قاسم: أن "الاسرائيلي لا يريد كسر حالة الهدوء من جبهة لبنان، لأنه يخشى ان تتطور الامور الى حرب وهو الآن ليس مهيئا للحرب ويعرف تماما ان الحزب يستجيب ويرد ولا يمكن ان يقبل ان تشن عليه حربا ويتفرج ولابد ان يدافع".

وقال: إن استعدادات حزب الله مهمة جدا فيما لو حصلت اي حرب، لكن هذا لا يعني ان نقبل مع الإسرائيلي في ان يختار مكان غير لبنان ويضرب حزب الله ثم على حزب الله ان يعتبر هذا الامر خارج دائرة الإعتداء على لبنان او خارج دائرة حدود الإشتباك، ونحن نعتبر ان ما حصل من إغتيال بصرف النظر عن المبررات الإسرائيلية هو اعتداء علينا، ونحن قرارنا أن نرد على هذا الإعتداء.. ليس لـ"إسرائيل" أن تضع لا القواعد في كيفية الرد او عدم الرد، ولا ان تفترض باننا يمكن ان نعمل في مكان ولا نعمل في مكان آخر، لذلك فعلى الإسرائيلي ان يقلق من رد فعلنا، اما كيف سيكون، الايام القادمة تدل على الرد.

قوة حزب الله

وأوضح الشيخ نعيم قاسم أن حزب الله ليس شكلا وعددا وجماعة إذا اعطت نقصت، وقال: بعد حرب عام 2006 في مواجهة "اسرائيل"، نحن استقطبنا شبابا كثر ودربنا آلاف مؤلفة من الشباب واستقدمنا سلاح كثير وخزنا ورفعنا من مستوى مهاراتنا، وعندما بدأت الحرب في سوريا وعندما تدخلنا بذلنا تضحيات وصرفنا إمكانات، ولكن في المقابل هناك اضافات تحصل في صفوفنا.

وأضاف الشيخ قاسم: هناك شباب جدد يلتحقون بنا، هناك شباب في سوريا ايضا يمكن الاعتماد عليهم ايضا نتعاون معهم في الأمر ونؤهلهم ونساعدهم ونجهزهم، فالأمر ليس بأننا نعطي شيئا فينقص مما عندنا، نضحي في مكان ونستقطب ونحضر امكانات اضافية في مجال آخر.

وتابع: ولذلك نحن مطمئنون ان الخبرات التي اكتسبناها في سوريا لها قيمة ومعنوية ووصلنا الى محل نستطيع ان نوازن تماما حتى لو كنا في جبهتين، والإسرائيلي يعرف ذلك، ولو لم يكن يعرف ذلك لشن حربا على لبنان، لكنه يعرف اننا لم ننصرف عن لبنان بسبب سوريا. 

AM – 01 – 17:58