يا شريم لو كنت مكانك ما غرّدت

يا شريم لو كنت مكانك ما غرّدت
الأربعاء ٢٠ يناير ٢٠١٦ - ٠٢:١١ بتوقيت غرينتش

"ليس العجب في تحالف الصفويين مع اليهود والنصارى ضد المسلمين، فالتاريخ شاهد على ذلك، وإنما العجب في عقول تأخر فهمها لهذه الحقيقة حتى هذه اللحظة”، هذه الجمل التي تقطر حقدا وتعصبا وعنصرية وطائفية وجهلا، وتزكم الانوف من نتن كذبها، ليست لزعيم من زعماء عصابات “داعش” او “جبهة النصرة” والقاعدة، بل هي لمعلم كل هذه العصابات التكفيرية مجتمعة، انها للمدعو سعود الشريم، الذي نصبته بريطانيا واميركا، في هذا الزمن السعودي البدوي النكد، اماما وخطيبا في الحرم المكي.

هذا الطائفي والعنصري والحاقد والجاهل والكذاب، يتحمل هو وامثاله من كهنة الوهابية الظلامية، مطية الاستعمار والصهيونية، كل المآسي التي يعيشها اليوم العرب والمسلمون، بسبب العصابات الوهابية التكفيرية المجرمة، التي تعيث في ارض العرب والمسلمين فسادا كما تعيث الصهيونية فسادا في ارض فلسطين المحتلة.
الجُمل الحاقدة للعنصري والطائفي الشريم جاءت في اطار تغريدة نشرها في حسابه على تويتر بعد تنفيذ الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى ورفع الحظر الاميركي الغربي الظالم على الشعب الايراني منذ عقود، حيث كشف فيها عن مدى الضغينة الجاهلية البدوية التي تعتلج بصدره ضد ايران والشعب الايراني المسلم، وهي ضغينة ورثها من كبير الوهابية الظلامي الاكبر أبن تيمية.
الداعشي الاكبر الشريم، اخرج وبفتوى من وهابيته الجاهلية العنصرية المتعصبة، الشعب الايراني المسلم من دائرة الاسلام، وجعلهم في حلف مع “اليهود والنصارى” ضد المسلمين، والمسلمون لدى امثال الشريم هم اتباع ابن عبدالوهاب حصرا، وفات الشريم ان الشعوب العربية والاسلامية، لم تعد تنطلي عليها هذه العقيدة الوهابية الفاسدة، فالوهابية وبشهادة التاريخ، هي صنو الصهيونية، نشأت وترعرت في ظل الاستعمار البريطاني ومن ثم الاميركي.
الشريم الذي يتهم كذبا وزورا الشعب الايراني بانه “حليف” اليهود والنصارى، يعرف قبل غيره انه لولا اليهود والنصارى، لما تمكن آل سعود وابناء عبدالوهاب ان يأسسوا كيانهم المنبوذ في جزيرة العرب، ويكفي ان يكف اليهود والنصارى عن دعم آل سعود و آل الشيخ، لايام، عندها لن تجد لا لال سعود ولا لال الشيخ من اثر في الجزيرة العربية، وهذه حقيقة يعرفها حتى السذج من ابناء جزيرة العرب.
المضحك ان امثال الشريم الذين يتهمون الشعب الايراني المسلم بانه حليف اليهود والنصارى، لا يمر يوم الا وتنقل وسائل الاعلام العالمية، وكذلك السعودية، لقاءات وندوات تعقد هنا وهناك بين امراء من ال سعود ومسؤولين كبار في مملكة ال سعود وبين “اليهود والنصارى”، حيث تنقل وسائل الاعلام تصريحات للمسؤولين السعوديين تصل الى حد استجداء العلاقة مع “اليهود”، وندعو الكذاب الشريم ان يسأل الامير تركي الفيصل واللواء انور عشقي، عن لقاءاتهما العلنية والسرية بكبار المسؤولين في الكيان الصهيوني، وكذلك ليستمع الى خطابات ولاة امره من ال سعود حول ضرورة “التحالف مع اليهود” ضد الشعب الايراني المسلم، فاذا كان يخشى على منصبه من ان يسأل، فندعوه ان يسأل اول طفل سعودي يشاهده في الطريق، عن حقيقة الاستجداء السعودي للتحالف مع اليهود، فهذه الاشياء يعرفها حتى الاطفال يا شريم، فلو كنت مكانك، لا سمح الله، لما غردت وقلت ما قلت، ولكن الله سبحانه وتعالى اراد فضحك.
يشير الكذاب الشريم الى ان التاريخ يؤكد حقيقة ما يذهب اليه من ان الشعب الايراني حليف اليهود والنصارى، بينما هذا التافه نسي ان تاريخ مملكته الوهابية كله خزي وعار وتبعية مطلقة للعدو الصهيوني والمستعمر البريطاني ومن ثم الاميركي، الذي استخدم ال سعود وال الشيخ كخنجر مسموم غرسه في الجزيرة العربية كما غرس الخنجر الصهيوني في فلسطين، ويكفي تصفح اوراق التاريخ المعاصر للتعرف على الدور المخرب والتدميري لمملكة ال سعود الوهابية في العالمين العربي والاسلامي، ومناهضة هذا النظام القبلي المتخلف لحركات التحرر العربي، وفي مقدمتها حركة التحرير الفلسطيني، وفي المقابل دعمت هذه المملكة الظلامية الانظمة الرجعية والعميلة والدكتاتورية في المنطقة.
ان التاريخ والحقائق وما تشهده المنطقة من دمار على يد الدواعش الوهابية، كلها تكذب الكذاب الاشر المدعو الشريم، ومن حق الشريم ان يهذي بهذا الشكل الفاضح من الحقد واليأس، فالحياة والانسان وطبيعة الاشياء، ترفض الوهابية الظلامية مهما تسترت وراء الدولار النفطي القذر والاخطبوط الاعلامي الغبي، وان الشعوب ستدوس على الوهابية وتنبذها، وتعيدها الى مجاهل الصحراء النجدية حيث كانت، اما الشعب الايراني المسلم فسيواصل انتصاراته على اسياد اسياد الشريم من الصهاينة والمستكبرين، وما الاتفاق النووي الا بعض هذا الانتصار، الذي انتزعه الشعب الايراني المسلم انتزاعا من اسياد اسياد الشريم .. وستبقى القافلة الايرانية تسير .
سامي رمزي / شفقنا