مؤتمر "غزة رمز المقاومة"بطهران..رسائل في عدة اتجاهات

مؤتمر
الخميس ٢١ يناير ٢٠١٦ - ٠٩:٤٦ بتوقيت غرينتش

من عاصمة المقاومة والممانعة في المنطقة أي مدينة طهران ارتفع مرة اخرى صوت التحدي للصهيونية والاستكبار في وقت تجري كل المحاولات ومن قبل معظم الاطراف الدولية ليتناسى المسلمون القدس وفلسطين وقضيتها المركزية.

فقد احتضنت طهران يوم الاربعاء الملتقى الدولي السادس "غزة رمز المقاومة" لاحياء الذكرى السنوية للعدوان الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما عام 2008- 2009 وشارك في الملتقى مسؤولون ايرانيون وخبراء في الشان الفلسطيني اضافة الى ممثلين فصائل المقاومة الفلسطينية.
والقى القائد العام للحرس الثوري اللواء "محمد علي جعفري" كلمة في المؤتمر قال فيها إن غزة رمز للمقاومة موضحاً إنها تعرضت لثلاثة حروب في السنوات العشر الأخيرة وأثبتت للعالم إن الايمان والمقاومة وتحمل الصعاب ينتهي بالنصر.
واعتبر قائد الحرس الثوري الايراني إن انتصارات غزة العظيمة ستترك أثراً خفياً في المجتمع، لافتاً إلى إن العدو يدرك إن معركته مع العالم الاسلامي ستنتهي بالفشل وإن كل أعماله ستعود عليه بالضرر، لكن قوى الاستكبار لم تع ذلك بعد، لافتاً إلى ان ارادة الله عزوجل تقتضي استعادة المسجد الأقصى وتحرير فلسطين.
وأشار "جعفري" إلى إن  سيناريوهات تجزئة سوريا والعراق وهي مخطط صهيوني-اميركي ستبوء بالفشل لا محال، مؤكداً على إن  القضية المركزية للعالم الاسلامي اليوم تتجسد بفلسطين ومصرحاً إن الجمهورية الاسلامية لن تسمح بأن تحل قضايا أخرى مكان فلسطين.
واضاف "جعفري" أن الكيان الصهيوني يتحدث عن أن الفتن تعم العالم الإسلامي وجيوش المنطقة منشغلة عن "اسرائيل" بحروب داخلية.
كلام اللواء "جعفري" الذي كان واضحا بأن البوصلة تبقى نحو فلسطين والقدس رغم كل الحروب والمؤامرات أكد عليه باقي المتحدثين ايضا والذين اشاروا في كلماتهم الى دور المقاومة في غزة في تغيير معادلات الصراع و أهمية الوحدة ضد الكيان الاسرائيلي، وشددوا على ان صبر ومقاومة الفلسطينيين امام الضغوط التي يواجهونها يشكل بداية لتحقيق انتصارات كبرى في تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني المظلوم واقرار حقوقه الكاملة.
بدوره قال "خالد القدومي" ممثل حركة حماس الفلسطينية في ايران "لا خيار لنا الا ان ننتصر ونحرر ارضنا من بحرها الى نهرها، وسنمضي قدماً ولن ننظر الى الوراء".
كما اعتبر "ناصر ابو شريف" ممثل حركة الجهاد الاسلامي الفلسطينية في ايران في تصريح على هامش المؤتمر ان "القضية الفلسطينية هي القضية الجامعة للأمة الاسلامية، وهي جديرة بأخذ مكانتها الطبيعية، وايضاً لها دورها في عملية توحيد الامة، في ظل ما يشهده العالم الاسلامي من تمزق وتفتت".
المؤتمر تطرق الى عدة محاور منها: التحديات والفرص التي تواجه المقاومة، تقييم معادلة المواجهة مع الكيان الاسرائيلي على مستوى المنطقة، معادلة المقاومة والتسوية والتحالفات الدولية، الآفاق المستقبلية لمحور التسوية، القدس محور الوحدة في العالم الاسلامي.
وقد اعتبر المشاركون ان العلاج الوحيد في القضية الفلسطينية هو المقاومة حتى ازالة الكيان الاسرائيلي.
تؤكد طهران مرة أخرى انها ماضية في دعمها للشعب الفلسطيني ومقاومته لتحرير ارضه ومقدساته رغم الضغوطات والتهديدات، وربما كان البعض يظنون بأن ايران وبعد بدء تنفيذ الاتفاق النووي ستتخذ مواقف اكثر مرونة تجاه قضايا المنطقة لكن اختيار هذا التوقيت بالذات وانتخاب طهران لاستضافة المؤتمر يبعث بعدة رسائل الى من يهمه الأمر أهمها:
1.ان ايران تعي تماما المخطط الغربي الاسرائيلي المرسوم للمنطقة والذي يهمش القضية المركزية للمسلمين أي القضية الفلسطينية عبر اشعال الحروب الطائفية.
2.ان المسؤولين الايرانيين يؤكدون مرة أخرى ان قضية مقاومة الكيان الاسرائيلي تبقى فوق اي اعتبار وان قيام بعض المتطفلين من اذناب الغرب وامريكا بافتعال قضايا وهمية مثل الصراع العربي الايراني او الشيعي السني او العربي الفارسي وما شابه ذلك لاينطلي على شعوب المنطقة.
3.ان ايران ارادت مرة اخرى مخاطبة الشعب الفلسطيني المحاصر بأنها تقف سندا للفلسطينيين رغم قيام بعض الفصائل الفلسطينية في الفترة الماضية بالدخول في صراعات جانبية ابعدتهم عن هدفهم الاساسي وهو مقارعة الكيان الاسرائيلي.
4.هناك رسالة وجهتها ايران من خلال هذا المؤتمر ومواقف كبار مسؤوليها بالمؤتمر الى البيت الابيض بأن حل القضية النووية لا يلين موقف ايران تجاه اعداء الأمة الاسلامية.
5.ان الجمهورية الاسلامية اكدت مرة اخرى على لسان احد اكبر قادتها العسكريين وهو اللواء جعفري: "إن العدو الاسرائيلي يدرك إن معركته مع العالم الاسلامي ستنتهي بالفشل" وفي هذا رسالة الى قادة تل أبيب بأن ايران ستلاحقهم حتى الحاق الهزيمة النهائية بهم.
ومن يقرأ بين السطور يدرك ان ايران ارادت ان تقول من خلال هذه التصريحات والمواقف أن المرحلة المقبلة ستشهد العمل على انهاء الصراعات الداخلية الجارية حاليا في المنطقة من اجل التفرغ للمعركة الرئيسية وهي اسناد الفلسطينيين ومواجهة ما يدور في رأس القادة الاسرائيليين.

موقع "الوقت"