آية الله خامنئي: لن ننسى تعاون الصین معنا خلال فترة الحظر

آية الله خامنئي: لن ننسى تعاون الصین معنا خلال فترة الحظر
السبت ٢٣ يناير ٢٠١٦ - ٠٥:٥٨ بتوقيت غرينتش

اشار قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي لدى استقباله اليوم السبت الرئيس الصيني والوفد المرافق له الى العلاقات التجارية والثقافية العريقة بين الشعبين الايراني والصيني، مؤكدا ان ايران حكومة وشعبا تتطلع دوما الى تنمية العلاقات مع الدول المستقلة التي يمكن الوثوق بها مثل الصين واصفا الاتفاق بين رئيسي البلدين على اقامة علاقات استراتيجية تمتد لـ25 عاما بانها خطوة صائبة وحكيمة.

كما وصف قائد الثورة الاسلامية تصريحات الرئيس الصيني حول ضرورة احياء "طريق الحرير" وتنمية التعاون بين الدول التي تقع في امتداده بانها فكرة منطقية ومقبولة، وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تنسى ابدا التعاون مع الصين خلال فترة الحظر الذي فرض علیها.

واعتبر آية الله خامنئي الطاقة بانها احدى القضايا المهمة في العالم، منوها بالقول: ان ايران هي البلد المستقل الوحيد في المنطقة التي يمكن الوثوق بها في مجال الطاقة، لانها وخلافا لبعض دول المنطقة، سياساتها في مجال الطاقة لا تتاثر بأي عامل آخر غير العامل الايراني.

واشار قائد الثورة الاسلامية الى السياسات السلطوية لبعض الدول، لاسيما اميركا وعدم صدقيتها مع الدول الاخرى.. واضاف: ان هذا الامر حث الدول المستقلة على تعزيز التعاون فيما بينها، والاتفاق بين ايران والصين لارساء تعاون اقتصادي على مدى 25 عاما يأتي في هذا الاطار، مما یستدعي من الجانبین متابعة الموضوع بشکل جدي من أجل تفعیل وتنفیذ الاتفاق.

وشدد على فشل الغربیین في کسب ثقة الشعب الایراني، واصفا السیاسة الأمیرکیة تجاه ایران بأنها الأسوأ والأکثر عداء من بین الدول الغربیة، وقال: ان هذا الأمر هو الذي دفع بالشعب والحکومة الایرانیة الی تنمیة العلاقات مع الدول المستقلة.

واكد ان قضية الصين الموحدة هي من السياسات المبدئية للجمهورية الاسلامية الايرانية، منوها الى تصريحات الرئيس الصيني في خصوص تنمية التعاون الامني بين البلدين، وتابع قائلا: للاسف فان منطقتنا بسبب السياسات الغربية الخاطئة وكذلك الفهم الخاطيء للاسلام تعاني من انعدام الامن، الامر الذي یستدعي التصدي له عبر التعاون الحکیم.

وراى قائد الثورة الاسلامية ان بعض دول المنطقة هي المصدر الاساس لهذا الفكر المنحرف، منوها بالقول: ان الغرب ايضا وبدلا من التصدي للمصدر الاساسي لهذا الفكر والجماعات الارهابية، يسيء للاسلام والمسلمين ويمارس الضغوط عليهم في اوروبا واميركا في حين ان التيارات الارهابية لا علاقة لها بالفكر الاسلامي السليم.

واعتبر آية الله خامنئي اصرار اميركا والغرب على اطلاق اسم "الدولة الاسلامية" على بعض الجماعات الارهابية بانه اهانة للمسلمين، وقال: ان هذا الامر وبدل ان يعالج المشكلة يؤدي الى تعزيز شوكة هذه الجماعات بشكل غير مباشر.

ووصف مزاعم اميركا بشأن تشكيل تحالف لمكافحة الارهاب بانه مجرد خدعة، مؤكدا بالقول: ان هذا هو النهج الاميركي حيال جميع القضايا وانهم يفتقدون الى الصدقية في سلوكياتهم دوما.

وفي الختام اعرب قائد الثورة الاسلامية عن امله بان تكون نتائج اجتماعات واتفاقات طهران لمصلحة الجانبين.

وفي هذا اللقاء الذي حضره رئيس الجمهورية حسن روحاني اعرب الرئيس الصيني "شي جين بينج" عن ارتياحه حيال زيارته لايران، مثمنا الشعور الصادق والحميمي لايران حكومة وشعبا ومعتبرا هذه الالفة بانها تنبع من التعاون الودي والعريق بين البلدين، وقال: ينبغي تعزيز التعاون الثنائي المبني على المصالح المتبادلة بين ايران والصين اكثر فاكثر.

واشار الى ماضي التواصل بين ايران والصين عبر طريق الحرير واصفا هذا الطريق بانه رمز للسلام والتقدم والتواصل الودي، واضاف: ان بامكان الدول التي تقع على امتداد هذا الطريق الدفاع عن مصالحها وتحقيق اهدافها فضلا عن احباط المخططات الاميركية التي تهدف الى الاخلال بالتوازن الاقتصادي للمنطقة.

وقال الرئيس الصيني: ان بعض قوى الهيمنة تسعى الى نشر سياسة الحكر وقانون الغاب "اما معنا او ضدنا"، لكن تقدم الاقتصادات الناشئة كسر طوق حكر السلطة ومهد الارضية لطرح افكار وسياسات الدول المستقلة.

ووصف دعم بلاده للموضوع النووي الايراني وكذلك دعم ايران للصين الموحدة بانهما انموذج للثقة المتبادلة والسياسات المستقلة للبلدين، واضاف: اننا نواصل مسيرة التنمية المستقلة ومستعدون لتعزيز التعاون مع ايران في جميع المجالات بعد الغاء الحظر، كما كنا الى جانبها خلال فترة الحظر.

واشار الى المزايا التي تتمتع بها ايران على الصعد الجغرافية والبشرية والطاقة، وقال: ان الاقتصادين الايراني والصيني مكملان لبعضهما البعض وقد توصلنا خلال هذه الزيارة الى اتفاق في خصوص تعاون استراتيجي يمتد لـ 25 عاما ونحن مستعدون للنهوض بمستوى التعاون في المجالات الثقافية والتعليمية والتقنية والعسكرية والامنية الى مستوى الشركاء الاستراتيجيين.

كما شدد الرئيس "شي جين بينج" على ضرورة بلورة آلية لرفع مستوى التعاون الامني بين البلدين بهدف مكافحة الارهاب والتعاطي مع القضايا الاقليمية المعقدة.

ووصف شي جين بينج تصريحات قائد الثورة الاسلامية بالحكيمة، معربا عن امله بان يواصل قائد الثورة الاسلامية دعمه لتعزيز العلاقات بين البلدين كما في السابق.