روحاني يهنئ ببدء مرحلة جديدة في إيران بعد رفع الحظر

روحاني يهنئ ببدء مرحلة جديدة في إيران بعد رفع الحظر
الثلاثاء ٠٢ فبراير ٢٠١٦ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

هنأ الرئيس الإيراني حسن روحاني، بحلول عشرة الفجر المباركة ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران؛ وكذلك ببدء مرحلة جديدة في إيران في ضوء تنفيذ الاتفاق النووي ورفع الحظر.

وأكد الرئيس روحاني خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني تم بثها على الهواء مباشرة مساء الثلاثاء، على ضرورة التعامل مع كافة دول العالم وبناء شراكة عمل مع أوروبا في هذه الفترة.

وقال إن رفع الحظر يسمح لإيران بالتعامل مع الشركات التجارية الأجنبية بصورة مباشرة؛ لافتا إلى الفرصة التي سنحت ما بعد تنفيذ الاتفاق النووي للتعامل مع شركات الطائرات الأوروبية.

هدفنا هو تقديم صورة حقيقية عن الشعب الإيراني إلى العالم

وأضاف أن السياسة الرئيسية للحكومة الإيرانية في ظل هذه المرحلة تتمثل في تقديم صورة حقيقية عن الشعب الإيراني إلى العالم، بعد أن تعرض لظلم كبير من قبل الصهاينة والاستكبار العالمي الذين حاولوا رسم صورة عنيفة وغير حقيقية عنه لبلدان المنطقة واثاروا التخويف من ايران في العالم ومن هنا فان واحدا من اهداف حكومته هو تجسيد الصورة الحقيقية للشعب الايراني امام العالم.

الثورة الاسلامية في إيران انتصرت من دون استخدام السلاح

وأشار الرئيس روحاني إلى الثورة الإسلامية في إيران باعتبارها الثورة الوحيدة في المنطقة التي انتصرت من دون استخدام السلاح وتساءل، أنه أي شعب يبادر إلى وضع الزهور في بنادق أشخاص فتحوا النار عليه.

وأضاف، أن الشعب الإيراني اختار أن يرد على الرصاص بالزهور وبهذا النهج تمكن من استقطاب الجميع حتى معارضي الثورة ودفعهم إلى الانحياز لصالح الشعب.

وتابع الرئيس روحاني، أن هذه الصورة الحقيقية للشعب الايراني كشفت بأنه شعب منطق ومداراة ولا يشكل تهديدا لأي أحد وبإمكانه أن يجلب الاستقرار لنفسه وللمنطقة.

وأوضح أن العالم اليوم بدأ ينظر إلى الشعب الإيراني نظرة أخرى واتضحت صورته الحقيقية الناصعة للعالم وهذا يعد أحد نجاحات هذا الشعب العظيم وحكومة هي في خدمة الجماهير.

وأكد الرئيس روحاني بأن الحكومة الإيرانية بذلت أقصى جهودها لرفع الحظر الذي فرضه الحاقدون على البلاد والذين تمكنوا في السنوات الأخيرة من تعبئة المجتمع العالمي ضد إيران على أساس اتهامات واهية وغير حقيقية بزعم أن ايران تشكل تهديدا للسلام والامن العالمي.

وقال إن واحدة من أهداف حكومته هي إزالة هذا الجدار المخيف من أجل فتح الطريق أمام الشعب الإيراني لممارسة نشاطه وحياته.

سنستمر في التعاطي البناء مع العالم من أجل بناء إيران

وأشار إلى أننا قد اجتزنا الاتفاق النووي والحظر وعلينا أن ندرس الآن قضية الإعمار والبناء في البلاد فاليوم هو يوم النشاط الشامل من أجل بناء الوطن، وكما رفعت شعار التعاطي البناء منذ اليوم الأول فإن التعاطي مع العالم اليوم هو من أجل بناء إيران ولكن هذا لا يعني أن يعتمد بناء قطاعنا الاقتصادي على التعاطي مع العالم فقط بل يجب أن لا يتعدى حصة هذا الموضوع نسبة 40 بالمئة وأن يعتمد بنسبة 60  بالمئة من بناء الاقتصاد على الداخل.

وأكد ضرورة أن يجري تحسين أجواء العمل وإصلاح النظام المصرفي فضلا عن إصلاح الأوضاع الجمركية والتأمين في البلاد كما يتعين أن نشن حربا بلا هوادة على الفساد وهو ما يستلزم أن نضع أيدينا بأيدي البعض لبناء إيران وصولا إلى توفير فرص العمل للشباب وتحقيق التنمية في البلاد والتنافس مع دول المنطقة والعالم.

ودعا إلى الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في مختلف المجالات بما فيها توفير فرص العمل، مشيرا إلى أن جميع الدول التي نجحت في المجال الاقتصادي استطاعت أن تستقطب الرساميل الأجنبية وإيجاد مشاركة كبيرة بهدف فتح الأسواق كما حصل في  الصين والهند وكوريا الجنوبية.

ولفت الرئيس روحاني إلى أن الاتفاقيات الأخيرة مع الدول الأخرى جرى التركيز فيها على إشراك القطاع الوطني وتصدير ما لا يقل عن 30 بالمئة من المنتجات إلى الخارج.

وعن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج قال الرئيس روحاني إنه مهما يكون مقدار الأصول التي ستحصل عليها إيران فإننا لا نريد استخدامها بل نريد الاعتماد على الاستثمارات الإجنبية وإشراكها مع الاستثمارات الوطنية والقطاع الصناعي الوطني وزج القطاع الخاص داخل الميدان والمشاركة في العملية الاقتصادية.

وردا على سؤال حول الاتفاقيات الأخيرة لشراء الطائرات وجدوى شراء 12 طائرة عملاقة ستستخدم على الخطوط الدولية وضرورة شراء طائرات للخطوط الداخلية قال الرئيس الإيراني إن الصفقات تشتمل على 140 طائرة بينها فقط 12 طائرة عملاقة من طراز ايرباص 380 وبإمكاننا أن نستبدل سبعة منها ومن هنا لن يبقى سوى 5 طائرات سيجرى شراؤها وعلى مراحل في عدة سنوات.

سنرد بحزم على اي بلد يحاول المساس بمصالحنا الوطنية

وقال الرئيس روحاني، نحن لا نحب التوتر مع دول الجوار ولا سيما الدول الإسلامية المجاورة لنا، رغم أن البعض قد أساء التصرف معنا للغاية دون مراعاة المنطق أو مبدأ حسن الجوار ولا مبدأ الأخوة والإسلام ولا العلاقات العريقة بين البلدين وقد لاحظنا غياب النضج في تصرفات بعض الدول.

وأضاف أنه لو انتبهوا يوما وكفوا عن إثارة التوتر في المنطقة وعوضوا عما فات فإن الشعب الإيراني شعب يصفح عن أخطاء الآخرين.

وتابع أنه إذا ما واصلت هذه البلدان ممارساتها فإن ذلك سيعود بالضرر عليهم أنفسهم وإذا ما تطلب الأمر في بعض الحالات فإننا سنرد بحزم، لأن الصداقة والمحبة لا يمكن أن تكون أحادية الجانب وإذا ما حاول بلد المساس بمصالحنا الوطنية فإننا سنرد بحزم.

وأشار الرئيس الإيراني إلى ان الرد سيكون حازما وإذا ما تطلب الأمر سنعاقبهم وقال، نأمل أن لا تقتضي الأمور أن نتخذ مثل هذه الإجراءات وأن تأخذ بلدان المنطقة المصالح بنظر الاعتبار لأن إيران لا تسعى إلى أن تكون القوة المهيمنة في المنطقة.

وأوضح أننا نسعى إلى تحقيق الرفعة والاقتدار للمنطقة وصولا إلى استتباب السلام والاستقرار لكل الدول وعلينا أن نسعى لأن تحقق جميع البلدان التنمية لا سيما الدول المسلمة بالمنطقة ولكننا نشاهد كيف هي أوضاع شعوب العراق وسوريا واليمن.

وتابع الرئيس روحاني لماذا ينبغي أن تواجه هذه الدول مثل أفغانستان وباكستان كل هذه المشاكل فإننا نتطلع إلى دعم دول المنطقة وأن نستبدل التنافس بالتعاون.

مستقبل سوريا رهن بتسوية الأزمة عبر المفاوضات السياسية

وحول أوضاع سوريا والعراق وتوصياته إلى الدول التي تحاول عرقلة تسوية الأمور هناك، قال الرئيس روحاني إن هدفنا في كل بلد من بلدان المنطقة بما فيها العراق وسوريا هو دعم الشعوب لمساعدتهم على تسوية مشاكلهم والوقوف بوجه الإرهابيين في بلدانهم معتبرا أن محاربة الإرهاب واحدة من ضرورات إحلال الاستقرار بالمنطقة.

وأضاف، للأسف أن بعض الدول تعمل عن علم أو غير علم على دعم الإرهاب فنحن نريد حفظ سيادة جميع بلدان المنطقة على أراضيها كما أننا نرى أن تقرير مصير البلدان يقع على عاتق شعوبها ونحن مستعدون لدعمهم في مواجهة الإرهابيين والتصالح مع معارضيهم ووقف الحرب وإقرار السلام ولهذا السبب سجلنا حضورا فاعلا في المفاوضات ولا سيما أننا نرى أن مستقبل سوريا رهن بتسوية مشاكل البلاد عبر المفاوضات السياسية ولا مجال للخيار العسكري في تسوية الأزمة في سوريا وسنقف إلى جانب الشعب السوري في هذا الطريق.

وحول الأزمة بين روسيا وتركيا قال الرئيس الإيراني إننا لا نحب أن يسود التوتر بين بلدان المنطقة لا سيما دول الجوار التي تربطنا بها علاقات متميزة للغاية.

وأضاف الرئيس روحاني، لدينا علاقات جيدة ووثيقة مع روسيا وتركيا وهما دولتان جارتان لنا وأن التوتر بين البلدين مسألة خطرة.

وتابع أننا سنبذل ما بوسعنا للحد من هذا التوتر فنحن نعلم أن استمرار التوتر لا يخدم المنطقة ولا تلك الدول.