خشية تعرضهما لهزيمة ساحقة..

الرياض وأنقرة ستتدخلان برّيا في سوريا على نطاق محدود

الرياض وأنقرة ستتدخلان برّيا في سوريا على نطاق محدود
الأحد ٠٧ فبراير ٢٠١٦ - ٠٧:١٥ بتوقيت غرينتش

يرى محللون أن السعودية وتركيا قد ترسلان عددا محدودا من القوات البرية إلى سوريا لدعم الجماعات المسلحة خشية أن تواجه هزيمة ساحقة محتملة من قبل النظام السوري المدعوم من روسيا.

وتركت الرياض الباب مفتوحا الخميس أمام إمكانية نشر جنود، قائلة "سنساهم إيجابيا" في اي عملية برية يقررها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد "داعش" في سوريا.

ويشكّل مصير الجماعات المسلحة المدعومة سعوديا في سوريا والتي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد، مصدر قلق كبير للمملكة.

ويعتبر أندرياس كريغ من قسم الدراسات الدفاعية في كلية "كينغ" في لندن بأن السعودية "مستميتة للقيام بشيء ما في سوريا".

"محللون: قلق السعودية وتركيا من هزيمة ساحقة محتملة للجماعات المسلحة أمام قوات الرئيس الأسد، محدد رئيسي لإرسال قواتهما من عدمه."

ويقول إن "المعارضة المعتدلة" تواجه خطر التعرض لهزيمة كبيرة في حال سيطرت قوات النظام على حلب، خصوصا بعدما تمكن الجيش السوري من السيطرة على بلدات عدة وقطع طريق امداد رئيسيا للمسلحين يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا، بغطاء جوي روسي.

ويضيف كريغ الذي يعمل ايضا مستشارا للقوات المسلحة القطرية "انها مشكلة بالنسبة إلى السعودية وقطر اللتين استثمرتا بكثافة في سوريا من خلال طرح المعارضة المعتدلة كبديل على الأرض".

لكن ردا على التصريحات حول احتمال حصول تدخل بري سعودي أو تركي في سوريا، حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت من أي عدوان بري في الاراضي السورية، مؤكدا أن "أي معتد سيعود بصناديق خشبية" إلى بلاده.

من جهته، أكد قائد حرس الثورة الإسلامية في إيران اللواء محمد علي جعفري السبت، أن السعودية "لن تجرؤ" على إرسال قوات إلى سوريا.

في هذا الوقت، اتهمت روسيا التي تعتبر إلى جانب إيران حليفا رئيسيا للأسد، تركيا بأنها تعد "لتدخل عسكري" في سوريا.

هذه الاتهامات وصفها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنها "مضحكة"، متهما روسيا "باجتياح" سوريا.

لكن كريغ يعتبر أن سياسة أردوغان في سوريا لم تحقق شيئا حتى الآن.

جهود السلام معلقة

ويضيف أن "تركيا والسعودية في حاجة إلى تغيير مسار هذه الحرب. لذا فإن أي تدخل سعودي سيكون بالتعاون مع الدوحة وأنقرة".

وتعتبر محافظة حلب أحد المعاقل الرئيسية للجماعات المسلحة في سوريا، التي تواجه ربما أسوأ مراحلها منذ بداية الحرب قبل خمس سنوات تقريبا، تزامنا مع تعثر مفاوضات السلام.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية والمدعومة من السعودية، إنها لن تعود إلى مفاوضات السلام التي علقت مؤخرا في جنيف، في حال لم تتم الاستجابة للمطالب "الإنسانية".

وفي هذا السياق، يشير مصطفى العاني من مركز أبحاث الخليج إلى أن "السعوديين يعتقدون أن فرصة التوصل إلى حلّ سلمي للأزمة السورية محدودة جدا".

ويضيف العاني "انهم لا يرون أن هناك ضغوطا حقيقية على النظام لتقديم تنازلات كبيرة (...) ويعتقدون أن الامور ستحسم ميدانيا في نهاية المطاف".

ويوضح أن "تركيا متحمسة لهذا الخيار (إرسال قوات برية) منذ بدأ الروس حملتهم الجوية ومحاولته إخراج تركيا من المعادلة".

ويؤكد العاني أن السعوديين جادون في نشر قوات "كجزء من التحالف الدولي، خصوصا في حال مشاركة قوات تركية".

لكنه يرى على غرار محللين آخرين أن التدخل السعودي سيكون محدودا، نظرا إلى كون الرياض تقود تحالفا عربيا مستقلا يقاتل في اليمن منذ عام تقريبا، وتحرس الحدود الجنوبية للمملكة من هجمات اليمنيين.

قوات خاصة سعودية

ويقول العاني إن السعوديين "منهكون، ولكن من حيث المبدأ أعتقد أنهم لن يترددوا في إرسال عدد معين من مقاتليهم للقتال في سوريا"، مضيفا أن ذلك من المحتمل أن يشمل قوات خاصة سعودية.

وتشارك تركيا والسعودية في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يضم رسميا 65 دولة. ومهمة هذا التحالف منوطة بضرب أهداف لتنظيم "داعش" في سوريا والعراق، فضلا عن تدريب قوات محلية لقتال المتطرفين.

ويوضح كريغ أنه مع "تعثر" السعودية ودول خليجية أخرى في اليمن، لا يمكن توقع سوى امكانية توسيع عمليات "التدريب والتجهيز" وإرسال قوات خاصة لمساعدة المعارضة المسلحة في سوريا.

ويقول إن "لدى السعودية وقطر شبكات على الأرض"، ويرى الدوحة حلقة وصل بين الرياض وأنقرة وسط تحسن العلاقات بين البلدين.

والجمعة، رحب المتحدث باسم قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط الكولونيل باتريك رايدر "بإعلان السعودية بأنها تبحث عن سبل لتعزيز مشاركتها في التحالف" ضد "داعش".

وتدعو الولايات المتحدة منذ أسابيع عدة شركاءها في التحالف الدولي ضد "داعش" إلى تكثيف جهودهم العسكرية ضد التنظيم.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر، أبدت الإمارات استعدادها أيضا لإرسال قوات برية لمحاربة "داعش" في سوريا.

لكن في ما يتعلق بالسعودية، اعربت الباحثة في "تشاثام هاوس" في لندن جين كينينمونت عن اعتقادها ان الرياض أكثر اهتماما بحرب اليمن من مكافحة "داعش".

وتضيف "لكن ما قد ترونه هو أعداد صغيرة من القوات البرية، وربما أيضا قوات خاصة من شأنها أن تكون هناك جزئيا كإشارة رمزية بأن المملكة السعودية تدعم قتال داعش".

وتبدو كينينمونت "متشككة نسبيا" حيال احتمال تدخل الجيش التركي في سوريا، "لكننا قد نرى اهتماما لديهم في احتواء النفوذ الكردي".

*ميدل ايست اونلاين