القرار السعودي بين الخرف والتهور

القرار السعودي بين الخرف والتهور
الأحد ٠٧ فبراير ٢٠١٦ - ٠٨:٠١ بتوقيت غرينتش

كشفت الانتصارات المتلاحقة التي يحققها الجيش السوري وحلفاؤه في سوريا وتحديدا في شمال البلاد، حيث يقترب الجيش من محاصرة الجماعات التكفيرية شرق مدينة حلب، على امل تحريرها بالكامل، وحسم الحرب لصالح الشعب السوري، كشفت عن حجم المؤامرة الكبرى التي تُنفذ من قبل تركيا والسعودية وقطر ومن ورائهم امريكا و”اسرائيل”، ضد سوريا والشعب السوري.

قطع طرق الامداد من تركيا الى ريف حلب على الجماعات التكفيرية بعد الانتصارات التي حققها الجيش وحلفاؤه في نبل والزهراء وما بعدهما، وهي طرق امداد كانت تركيا تنكر وجودها من قبل، اصاب تركيا والسعودية بالجنون، حتى اخذنا نسمع عن استعدادات تركية وسعودية لغزو سوريا، تحت ذريعة مضحكة وهي محاربة “داعش”.
اعلان السعودية عن استعدادها ارسال قوات برية لغزو سوريا تحت قيادة امريكا، هو اعلان بالفشل الذريع لكل المخططات السعودية في المنطقة، ومحاولة تشبه الانتحار، حتى ان الكثير من المراقبين يتحدثون عن وجود جهات، وفي مقدمتهم امريكا، تعمل على دفع السعودية الى حافة الهاوية، مستغلة وجود قيادة متناقضة في السعودية تجمع بين الخرف والاندفاع، للتعجيل في دفع السعودية الى الهاوية وتفجيرها من الداخل، لتنضم الى باقي الدول الاخرى التي فجرتها السعودية بوهابيتها من الداخل، لتحقيق المخطط الصهيوامريكي في تقسيم بلدان المنطقة وشرذمة شعوبها.
تصريحات وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر التي اكد فيها ان واشنطن ترحب باستعداد السعودية لارسال قوات برية الى سوريا وانها ستناقش ذلك مع القيادة السعودية، تأتي في مسعى واشنطن لتوريط القيادة السعودية “الخرفة (الملك سلمان) و المتهورة (ولي ولي العهد محمد بن سلمان)”، رغم ان السعودية ستكون اول من يدفع ثمن اي مغامرة غبية في سوريا.
يمكن تلمس “الجهد” الامريكي في دفع آل سعود الى الهاوية، من خلال التقارير الاستخباراتية والصحفية الامريكية، التي يستشف منها تحريض واضح للقيادة السعودية “الخرفة والمتهورة”، للتورط اكثر في سوريا، وياتي في هذا السياق تقريرشبكة لـ”سي ان ان” يوم الجمعة 5 شباط / فبراير، والذي نقل عن مصدرين سعوديين وصفهما بالمطلعين، ان هناك مخطط سعودي لارسال 150 الف جندي سعودي ومصري وسوداني وأردني وماليزي واندونيسي وبرونايي الى سوريا لقتال “داعش”!!!.
من الواضح ان مثل هذه التقارير، حتى وان كان المصدران السعوديان حقيقيان، اشبه ما تكون بافلام “البطل الامريكي” رامبو، التي يحاول وزير الدفاع السعودي التشبه به لكثرة مشاهدته لها، فالسعودية اعجز من ان تنفذ مثل هذا المخطط، الذي سيبقى حبيس العقلية السطحية للقيادة السعودية، وان جل ما يمكن ان تستهدفه السعودية من وراء هذا الهذيان، هو رفع معنويات الجماعات التكفيرية الارهابية التي اخذت تتهاوى امام ضربات الجيش السوري وحلفائه، بعد ان انقطع كل امل في التواصل مع الجانب التركي الذي كان يمدها بكل اسباب القوة من سلاح ومال ورجال.
ان السعار السعودي الذي وصل الى مستويات خطيرة يهدد السعودية ذاتها، بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في حلب، له ما يبرره، فمعركة حلب ستقصم ظهر المؤامرة الكبرى التي انفقت من اجلها السعودية مئات المليارات من الدولارات، وجندت كل شذاذ الافاق وقطاع الطرق من العصابات الوهابية لغزو سوريا، على مدى السنوات الخمس الماضية، ولكن هذا السعار سوف يقضي على السعودية نفسها، ولن يحقق آل سعود حلم الصهيونية، في رؤية سوريا ممزقة تعيث فيها الوهابية فسادا.
بات واضحا ان السعودية التي عجزت عن تحقيق حلم الصهيونية في تمزيق سوريا، حتى عندما كانت سوريا وحيدة، فانها اليوم اعجز من تحقيق اي هدف لها داخل سوريا، وسوريا يلتف حولها محور اثبت قوته في تغيير المعادلة على الارض لصالح الشعب السوري، يمتد من ايران والعراق ولبنان الى جانب قوتين عظميين هما روسيا والصين، لن يسمح للسعودية وتركيا من مواصلة عبثهما في سوريا فحسب، بل سيقف امام الاستفراد الامريكي بالعالم.

* جمال كامل - شفقنا