لبنان لن یکون "إمارة وهابية" تحت أي ظرف

لبنان لن یکون
الإثنين ١٥ فبراير ٢٠١٦ - ٠٥:٢٠ بتوقيت غرينتش

سعد الحريري، السعودي الجنسية والهوى، زعيم حزب المستقبل اللبناني، شأنه شأن صاحب “الشرعية السعودية” عبد ربه منصور هادي، يعيش منذ سنوات بعيدا عن لبنان في موطنه الاصلي السعودية، لا يأتي الى لبنان، الا في 14 شباط / فبراير من كل عام لالقاء كلمة في مراسم ذكرى اغتيال والده، يشارك فيها الطابور السعودي في لبنان.

كلمات الحريري، الذي لم يزر لبنان منذ عام 2011 الا ثلاث مرات فقط، تعكس حرفيا السياسة السعودية، ازاء لبنان والمنطقة، وعندما نقول حرفيا، فاننا نعني : عداء غريزي للمقاومة، وانبطاح غريزي لاميركا، وحب غريزي لـ”اسرائيل”، وطائفية غريزية سلاحها الجماعات التكفيرية بمختلف الوانها وصنوفها “الداعشية” و “القاعدية”، واقصاء غريزي للاخر، واستعلاء غريزي على العرب والمسلمين، واعلام غريزي شعاره الفتنة، واخيرا غباء غريزي يتفتق عن صراعات وحروب، لكسب ود “اسرائيل” وارضاء السيد الاميركي.
الكلمة التي القاها الحريري في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال والده، كانت كما هو متوقع غريزية بامتياز، فنقل الى بيروت الاجواء المشحونة بالخوف والاضطراب والتشتت والفوضى التي تعيشها القيادة السعودية، بسبب سياستها الغرائزية في سوريا والعراق واليمن والبحرين وليبيا والمنطقة بشكل عام، والتي زادت من كراهية الشعوب العربية والاسلامية لال سعود، فدافع الحريري عن اولياء نعمته بالقول :”لن نسمح لأحد بجر لبنان إلى خانة العداء للسعودية والعرب”، دون ان يسأل هذا السعودي، الذي يجتر العبارة التي لُقن بها حول “تدخل” حزب الله في سوريا، لماذا تهدد السعودية بغزو سوريا؟، ولماذا غزت البحرين؟، ولماذا تحرق اليمن ؟، لماذا فتت ليبيا وشتت الشعب الليبي؟، لماذا تنغص على العراقيين حياتهم حتى دفعت بالاوضاع هناك الى حافة تقسيم البلاد؟، لماذا زرعت فيروس الوهابية في افغانستان وباكستان اللتان تدفعان اثمانا باهظة من امنهما واستقرارهما؟، لماذا هذا الاستجداء المهين للعلاقة مع “اسرائيل” عدوة العرب والمسلمين؟، أتصور ان الحريري سيفهم سبب كراهية العرب والمسلمين للسعودية، اذا ما وقف مليا امام هذه التساؤلات، رغم اننا نعتقد جازمين انه لا يستطيع حتى ان يطرح على نفسه هذه الاسئلة لاسباب معروفة تعود لطبيعة شخصيته، والى دوره الوظيفي، القائم على تنفيذ السياسة السعودية الكارثية في لبنان.
ولما كان على الحريري ان يثبت سعوديته لال سعود، وان يتناغم مع الخطاب السعودي الذي يمثله هذه الايام عادل الجبير صاحب التصريحات المضحكة والسخيفة، قال في كلمته الغريزية المسعدنة :”لن يكون لبنان تحت أي ظرف من الظروف ولاية إيرانية”، وهي جملة لخصت بالكامل الهدف من زيارته لبيروت، فالجهات التي ارسلته الى لبنان، ارادت ايصال رسالة عبر الحريري الى من يهمه امر لبنان، مفادها ان السعودية مصممة على جعل لبنان كاليمن والبحرين وسوريا وليبيا والعراق والصومال، اذا ما أصر اصحاب لبنان الاصليين من غير المتجنسين بالجنسية السعودية، الابقاء على لبنان سيدا حرا ابيا مهابا، رافضا الرضوخ والاستسلام للدولارات السعودية القذرة، وللغطرسة الصهيونية الفارغة.
الرسول السعودي الى لبنان، ومن ورائه ال سعود، يعرفون قبل غيرهم، ان ابناء لبنان الحقيقيين، وعلى راسهم وفي مقدمتهم ابطال حزب الله، الذين قدموا ارواحهم ودماءهم الطاهرة ثمنا لسيادة واستقلال وعزة وكرامة لبنان، لم ولن يجعلوا من لبنان لا “ولاية ايرانية” ولا اي ولاية اخرى، فهؤلاء الابناء الاصلاء يعرفون ان فزاعة “الخطر الايراني” الذي ترفعه السعودية كذبا وزورا، عبر طوابيرها المنتشرة في البلدان العربية والاسلامية، هي التي تسببت في ظهور امارات وهابية داعشية وقاعدية في اليمن وفي ليبيا وفي سوريا وفي العراق وفي الصومال وفي مصر وفي باكستان وفي افغانستان، لذلك سوف لن ينخدعوا بهذه الفزاعة السعودية، ولن يسمحوا للحريري، رسول السعودية، ولا لمن ارسله، ولا للجهات التي تحرك آل سعود من الاميركان والصهاينة، ولا لكل الجماعات التكفيرية الداعشية منها والقاعدية، التي تأتمر بأوامر هذا التحالف غير المقدس، من تحويل لبنان الى “إمارة وهابية ظلامية سعودية”، ما دام هناك ابطال يقبرون سفاحي السعودية من امثال “الدواعش” والتكفيريين في سوريا، قبل ان يفكروا بغزو لبنان وسبي حرائره، فالذي فعلته الوهابية والسعودية في البحرين واليمن والعراق وسوريا وليبيا، كان درسا لكل لبناني غيور، لم تدنس روحه دولارات السعودية، ولم تذهب بعقله حبات الكبتاغون السعودية، ولم تمسخ انسانيته الوهابية السعودية.
منيب السائح / شفقنا

109-1