الاسد هو الكاسب حتى الآن من وقف اطلاق النار

الاسد هو الكاسب حتى الآن من وقف اطلاق النار
الإثنين ٢٩ فبراير ٢٠١٦ - ٠٧:٣٨ بتوقيت غرينتش

تبادل الاطراف المعنية في سوريا اتهامات بارتكاب خروقات مؤكدة لاتفاق وقف الاعمال العدائية، وتهديد المعارضة باللجوء الى مجلس الامن الدولي في هذا الصدد، بعد يومين من البدء في تطبيقه من الامور المتوقعة، ولكن هذا لا ينفي ان درجة الالتزام “معقولة” حتى الآن، كل حسب موقعه وتوقعاته.

ان هذا الاتفاق الذي جاء ثمرة تفاهم “سري” اميركي روسي من المفترض ان يكون “ادارة” للعمليات العسكرية، وليس وقفا لها كلها، ولهذا يمكن النظر اليه من عدة زوايا يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار:
الاول: تشريع الحرب لاجتثاث الجماعات الاسلامية المتشددة مثل “داعش” و”جبهة النصرة”، والعمل على اجتثاثهما بأسرع وقت ممكن، وهذا ما يفسر استمرار القصف الجوي والارضي في مناطق وتجمعات هذين التنظيمين، وتوقفه في المناطق التي تقع خارج سيطرتهما، خاصة في منطقة حلب المدينة المحاصرة حاليا من قبل قوات الجيش العربي السوري.
ثانيا: تثبيت المكاسب التي تحققت من قبل القوات النظامية المدعومة جوا من قبل الطائرات الروسية في منطقة شمال حلب، وريف درعا الجنوبي ووقف قصف قوات جيش الاسلام المتمركزة في ريف دمشق للعاصمة السورية.
ثالثا: ايصال المساعدات الانسانية من اغذية وادوية الى المناطق المحاصرة، سواء من قبل القوات النظامية او المعارضة باشراف الامم المتحدة.
رابعا: التمهيد لاستئناف المفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة في جنيف للاتفاق حول المرحلة الانتقالية، وصلاحيات حكومة الوحدة الوطنية وتركيبتها الوزارية للاعداد لتعديلات دستورية وانتخابات رئاسية وبرلمانية.
من السابق لاوانه الجزم بنجاح اتفاق وقف “العمليات العدائية” او فشله، لان تزايد حجم الاختراقات امر غير مستبعد، لان هناك في المعارضة السورية من يعتقد ان النظام خرج الكاسب الاكبر، واستطاع ان يكسب المزيد من الوقت لتعزيز مواقعه السياسية والعسكرية، باعتراف روسي اميركي.
استمرار القصف التركي لمواقع الجيش الديمقراطي السوري في منطقة اعزاز، ومعظمه من قوات حماية الشعب الكردية الذي جاء تأكيدا للموقف الرسمي الذي عبر عنه رئيس الوزراء احمد داوود اوغلو برفض بلاده الالتزام بالاتفاق، ربما يكون مؤشرا غير مطمئن لما يمكن ان يحدث في الايام المقبلة.
الحذر مطلوب، وكذلك عدم الاغراق في التفاؤل، فلم يمض على هذه الهدنة الا اقل من يومين فقط، وكل الاحتمالات واردة.

عن "رأي اليوم"

109-2