"حلوا عنا".. لا نريد منكم شيئاً "حلوا" عن هذه المقاومة وهذا الشعب وهذا البلد...

نصرالله: لو انتظرنا الأنظمة العربية لكانت "إسرائيل" اليوم في لبنان

نصرالله: لو انتظرنا الأنظمة العربية لكانت
الأحد ٠٦ مارس ٢٠١٦ - ٠٣:٣٧ بتوقيت غرينتش

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أنه لو كنا ننتظر استراتيجية عربية موحدة لكانت "إسرائيل" اليوم في لبنان.

وفي كلمة له خلال مهرجان في الاحتفال التكريمي للشهيد القائد علي فياض (الحاج علاء) أوضح السيد نصرالله: لو لم تكن مقاومة لبنانية شعبية لكانت "إسرائيل" هي الحاكمة في لبنان، وكانت المستعمرات في لبنان، وكان الشباب اللبناني في المعتقلات.

وأكد: خيارنا لتحرير أرضنا كان المقاومة وسيبقى المقاومة، وبقية أرضنا في مزارع شبعا سيكون حكمها حكم كل الأراضي التي ابتلعها "اسرائيل" بحال أردنا الإنتظار، وهنا يجب أن نسجل وقوف سوريا وإيران إلى جانب المقاومة.

وأضاف السيد نصر الله: التوصل إلى الأنظمة العربية، حتى لو فعلنا ذلك، لا ينفع، لذلك هذه المقاومة بفعل كل إنجازاتها إكتسبت هذه الثقة وهذا الإحترام وهذه القداسة عند الشعوب العربية والإسلامية، ونحن نعرف كما قال رسول الله (ص) أن الخير في الأمة حتى يوم القيامة، وكان من المتوقع أن نرى كل هذه الردود الشعبية على القرارات المتعصف بتسمية حزب الله منظمة إرهابية، لأن المقاومة باتت تشكل الأفق الوحيد المفتوح لاستعدادات المقداسات والمقاومة.

وقال: ضمانة عروش هذه الأنظمة هو حماية "إسرائيل" وبقاء "إسرائيل"، ولذلك كانت دائما تصطف في المحور المقابل لأنظمة المقاومة وحركات المقاومة، لذلك ما يحصل معنا اليوم تواصل للإستراتجية القديمة، فهذه المقاومة في لبنان التي تصفونها بالإرهاب هي التي إستعادة البعض من الكرامة والعزة العربية.

وقال السيد نصرالله: في سياق محطة المقاومة والحديث عن الكرامة العربية والهوية العربية والحقوق العربية، أريد أن أسأل من الذي أهان العرب والأمة العربية والجيوش العربية والحكم العرب مثل "إسرائيل"؟ وهي في كل يوم تهينهم؟ عندما تستمر في إحتلال أرضهم وقتل أهلهم في فلسطين، واليوم إنتهاك جديد للمسجد الأقصى، ماذا فعلتم من 67 سنة حتى اليوم وماذا أنتم فاعلون؟ بالعكس إذا قام جيش أو نظام، كما كان الحال في مصر وسوريا، أو قامت مقاومة لقتال "إسرائيل" وإستعادة المقدسات كنتم تتآمرون على هذه الأنظمة والجيوش والمقاومات، وفي مقدمتهم النظام السعودي، هل كان هؤلاء شيعة، موضوع السني الشيعي كذبة، هل كان عبد الناصر شيعي أن كانت المقاومات الفلسطينية شيعية؟ لنسأل كيف تأمرت هذه الأنظمة عليهم.

وصرح السيد نصرالله: في العام 2006، قلنا لهم لا نريد منكم شيء فقط "حلوا عنا"، واليوم نعيد تكرار الأمر نفسه لا نريد منكم شيء "حلوا" عن هذه المقاومة وهذا الشعب وهذا البلد.

وقال الأمين العام لحزب الله: لمن يتهمنا اليوم بأننا مقاومة مذهبية هل كان في البوسنة شيعة ندافع عنهم؟ المسلمون في البوسنة من أهل السنة والجماعة، علاء الذي تحتفلون به اليوم، يغادر أهله ومقاومته وأرضه محتلة يغادر إلى البوسنة ليقاتل دفاعا عن أعراض أخواننا المسلمين من أهل السنة والجماعة في البوسنة والهرسك، هل نكون مذهبيين وطائفيين؟

وبيّن السيد نصرالله: في بداية تسعينات القرن الماضي، صار في قتال شرس في البوسنة والهرسك، والمسلمون هناك كانوا مستضعفين، وارتكبت بحكهم من القوات الصربية والبوسنية مجازر هائلة، دمرت مدن وقرى، واغتصبت نساء وأعراض.

وأضاف السيد نصرالله: يوم كانت فاجعة، وفي لبنان كان هناك موقفين ممن يتفاعل مع أهل البوسنة، جماعات تحمل الفكر الذي تصدره السعودية إلى العالم، طلع معها أنه يجب تحميل مسيحيي لبنان المسؤولية ويجب مهاجمة المسيحيين في لبنان، وبالفعل هذه المجموعة الصغيرة المتطرفة، التي لا تعبر عن أهل السنة والجماعة بل تكفرهم، زرعت بعض العبوات تحت بعض الجسور وحصلت بعض التعديات، لكن تمت معالجة المسألة، أما وجهة نظر الثانية فلم تحمل مسؤولية ما يحصل إلى المسيحيين في لبنان، بل رأت أن من يرد أن يساعد فليذهب إلى هناك من أجل المساعدة

وأكد السيد نصرالله قائلا: حزب الله كان مع وجهة النظر الثانية، ورغم أننا كنا حركة فتية ذات إمكانات صغيرة، الحاج علاء وبعض إخوانه غادروا لبنان إلى البوسنة إلى أرض لا نعرف عنها شيئا لسبب إنساني وأخلاقي في العمق، لأنه بيننا وبين الله وعندما نجلس مع أنفسنا نشعر بأننا قمنا بما كنا نستطيع، لم نكن قادرين على إرسال الآلاف أو السلاح، وكنا على تواصل مع الحكومة البوسنية، وسقط لنا هناك شهيد رمزي مهدي، والشباب أمضوا هناك فترة طويلة وقاتلوا إلى جانب البوسنيين، فهل تعتبرون هذا إرهاب؟

وتابع: نحن لم نذهب للتدخل في القرار السياسي البوسني، بل ذهبنا لمساعدة ناس يذبحون كل يوم، فلننقاش هذا الأمر في الأخلاق والدين والقانون.

واعتبر السيد نصرالله: هذه هي محطة المقاومة التي كانت تصنع الإنتصارات من 2000 إلى 2006، الحاج علاء يعبر عن جيل من الشباب اللبناني الذي أمنى بخيار المقاومة، بعد إجتياح 1982 كان هناك وجهات نظر متنوعة ومتعددة، علاء واخوان علاء، كما هو الأمر في حركة أمل وباقي فصائل المقاومة، لم ينتظروا إستراتيجية عربية موحدة، لم ينتظروا الجامعة العربية ولا الإجماع العربي ولا الأنظمة العربية.

114-3