عندما تتساقط الأقنعة عن‌ وجوه"أبطال الثورة السورية"

عندما تتساقط الأقنعة عن‌ وجوه
الخميس ٣١ مارس ٢٠١٦ - ٠٨:١٢ بتوقيت غرينتش

عندما اقام الاعلام الخليجي منذ خمسة اعوام، الدنيا ولم يقعدها حتى اليوم عن “الثورة السورية”، “وابطالها الثوار”، لم يقف بوجه هذا “الطوفان” الاعلامي الجارف الا بعض وسائل اعلام عربية، لم تمتلك امكانيات الاعلام الخليجي، الا انها لم تفقد بوصلتها، فقد حذرت من “الكذبة ”، عن “الثورة السورية وابطالها”.

مرت الايام، ومع كل انتصار يحققه الجيش السوري على الجماعات التكفيرية، تتساقط الاقنعة عن وجوه “ابطال” هذه “الثورة”، اول من ازال قناع “الثورية” عن وجه كان “المعارض البارز” في “الائتلاف السوري المعارض” كمال اللبواني، الذي كان اكثر اعضاء “الائتلاف” جرأة، فقد حرق جميع المراحل واعلنها صراحة، ان “اسرائيل” صديقة للشعب السوري، وتنازل عن الجولان ل”اسرائيل” شريطة ان تتدخل عسكريا لاسقاط “الرئيس بشار الاسد”، وزار “اسرائيل” عدة مرات، موفداً من قبل “الائتلاف”، ومنحته “اسرائيل” لقب “مانديلا سوريا”.”.
ورد اللبواني الجميل بـ “شكر إسرائيل على حنيتها”، مشدداً على انه اكتشف حقيقة “إسرائيل” وأن الرئيس بشار الأسد “يشوه صورة “إسرائيل” في سوريا”.
وخلال مشاركته في مؤتمر “هرتسليا لمكافحة الإرهاب”، في “اسرائيل” طلب من حكومة الاحتلال “مساعدة الشعب السوري على إسقاط النظام” . ونقلت الصفحة “الاسرائيلية” عن اللبواني خلال جولة تفقدية له على أحد المشافي التي تعالج “الثوار” السوريين الذين يتم نقلهم إلى الأراضي المحتلة، ويتلقون العلاج والتمويل من الكيان المحتل “لقد جئت إلى المركز لأشكركم.. إن الأسد داخل سوريا يدعي بأن الإسرائيليين هم العدو، ولكن هنا في المستشفى نرى إسرائيل على حقيقتها، وأنا أتساءل من هو العدو الحقيقي؟”.
البعض في “الائتلاف” حاول التنكر من مواقف وتصريحات اللبواني، لا لانه يرفضها، بل لانها جاءت في التوقيت الخطأ، والا لم يتخذ “الائتلاف” موقفه من اللبواني الا بعد الاصرار الملفت للاخير على توطيد العلاقات اكثر مع “اسرائيل”، واخراج هذه العلاقة الى العلن دون خجل، الامر الذي دفع البعض في “الائتلاف” الى اتخاذ موقف مائع ازاء اللبواني وعلى استحياء.
الصمود الاسطوري للشعب والجيش السوري امام الحرب المفروضة على سوريا وفشل فصول كبيرة من المؤامرة على سوريا، جعلت “ابطال” اخرين من “ابطال الثورة السورية”، يظهرون للعلن ارتباطهم الوثيق ب”اسرائيل”، فقد كشف مُحلل الشؤون الإستراتيجيّة والأمنيّة في صحيفة (معاريف) الصهيونية، يوسي ميلمان، كشف النقاب عن أنّ الرئيس السابق للائتلاف السوريّ المعارض، أحمد الجربا، حرص مع إنشاء تيار “الغد السوريّ” على توجيه رسالة إلى “الشعب الإسرائيليّ”.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ أعضاء المكتب السياسي في التيار الذي يترأسه الجربا، أبدوا اهتمامهم في ما إن كان بالإمكان إجراء حوار مع الحكومة “الإسرائيلية” سراً أو علناً، على حدّ تعبير المصادر، التي وصفها المُحلل بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب.
وتابعت الصحيفة  قائلةً إنّ ما أطلقت عليه المصدر العربيّ “الإسرائيليّ”، الذي أعربوا أمامه عن هذا التوجه، نصحهم بنقل الرسائل بحذر كي لا يحرقوا أنفسهم مع الرأي العام في سوريّة، ومع العرب المنحازين إليهم في العالم العربيّ. وفي ما يتعلق بالرسالة الموجهة إلى “الشعب الإسرائيلي”، شدّدّت الصحيفة الصهيونية على أنّهم  في “تيار الغد”، استعانوا بامرأة عربية “إسرائيلية” تسكن في لندن، كي تترجمها إلى اللغة الاسرائيلية، عُرضت على موقع الصحيفة، وأوضحوا فيها قائلين: ندعو كل القوات الوطنية لإزالة الطغيان، وبعد ذلك سنقرر كيف ستكون ماهية الدولة، على حدّ تعبيرهم.
لا نضيف اي معلومة جديدة اذا قلنا ان الجربا هو رجل السعودية القوي في “المعارضة” السورية، وهو الرجل الذي يجسد سياستها بحذافيرها ازاء ما يجري في سوريا، وليس غريبا على الجربا وامثاله من الذي يرتزقون على فتات البترودولار ان يصروا على اقامة علاقات اوثق مع “اسرائيل”، وبهذه الطريقة العلنية المخزية، مادام اسياده يستجدون مثل هذه العلاقة منذ سنوات طويلة.
ما كانت لهذه الاقنعة ان تتساقط عن وجوه “قادة الثورة السورية”، لولا صمود الشعب والجيش في سوريا، بمساعدة محور المقاومة وروسيا، خلال السنوات الخمس الماضية، ومن المؤكد ان المزيد من خيوط المؤامرة الكبرى التي دبرت لسوريا من التحالف الامريكي الصهيوني العربي الرجعي، ستتكشف سريعا بفضل هذه المقاومة.

* سامي رمزي - شفقنا

 

205