الحشد الشعبي يحذر..

لماذا لا تحرر الفلوجة قبل الموصل؟

لماذا لا تحرر الفلوجة قبل الموصل؟
الخميس ٠٧ أبريل ٢٠١٦ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

طالبت قوات الحشد الشعبي الحكومة العراقية الى اعطاء الاولوية لتحرير منطقتي الكرمة والفلوجة غربي العاصمة بغداد لما تشكل هذه المناطق من ثغرات قد يستغلها تنظيم "داعش" الارهابي في ارباك الوضع الامني في بغداد، معتبرة في بيان صدرت عن فصائل الحشد، ان الانتقال سريعا الى الموصل يشكل خطورة مع عدم تأمين محيط العاصمة.

وبين خطورة وضع العاصمة العراقية بغداد والتضحيات الكبيرة التي تقدم هناك، تبقى جدلية اولوية تحرير المحيط الغربي للمحافظة بغداد او تحرير مدينة الموصل بمحافظة نينوى احدى اكثر المواضيع سخونة وجدلا بين السياسيين والعسكريين العراقيين.

الجدل الحاد عاد الى السطح مرة اخرى بعد ان احبطت قوات الحشد الشعبي هجوم شنه المئات من عناصر "داعش" ابتداء من منطقة جسر المثنى في شمال غرب العاصمة وصولا الى منطقة اللطيفية جنوب غرب بغداد، مما اعاد الى الاذهان مرة اخرى خطورة وضع الامني في العاصمة بغداد وامكانية سقوطها على يد العناصر الارهابية.

وحذرت حركة عصائب اهل الحق احد اهم فصائل الحشد الشعبي وفي بيان لها، من خطورة الوضع الامني في بغداد ووصول الوضع فيها الى مراحل خطرة، داعيا الى دعم قوات الحشد الشعبي وسرعة تحرير منطقتي الكرمة والفلوجة كونهما مصدر الارهاب وتسلل داعش باتجاه العاصمة.

قوات الحشد الشعبي تحذر من خطر الارهاب في محيط بغداد

واعربت قوات الحشد الشعبي التي حررت اكثر من 165 بلدة ومنطقة في انحاء العراق منذ اعلان تشكيلها من قبل المرجعية، عن استغرابها من الذهاب الى تحرير محافظة نينوى التي تبعد اكثر من 500 كيلومترا عن العاصمة وترك منطقة تبعد عن بغداد باقل من 60 كيلومترا بيد الارهابيين، معتبرا ان  فصائل الحشد الشعبي مستعدة ايضا فيما بعد بمساعدة وتحرير مدينة الموصل من عناصر الارهابية.

وبحسب المراقبين، فان معركة تحرير مدينة الموصل معركة متلكئة لانها لاتجري وفق استراتيجية وطنية وتراتيبية وضمن سياق الولويات الوطنية والامن القومي العراقي، وان الاسراع في تنفيذها جاء بفعل ضغوط لبعض السياسيين العراقيين وبعض الدول الغربية والعربية على رأسها الولايات المتحدة التي تحاول ان تضخم مشاركتها في الحرب على الارهاب عبر تحرير مدينة الموصل.

وتعتبر معركة الموصل الذي انطلقت منذ حوالي شهر معركة بطئية وذلك رغم تحشيد اكثر من 30 الف مقاتل في معسكر مخمور اي ما يعادل 5 اضعاف عدد عناصر "داعش" في الموصل.

ويعتقد الخبراء العسكريين، ان سبب التلكئو هو القيادة الميدانية الحالية للقوات المتمثلة باللواء نجم الجبوري والتي يبدو انها غير مؤهلة لخوض مثل هذه المعركة، فهي لا تزال تتحدث عن تحرير قرى ومناطق هامشية في المحافظة، وذلك بالرغم من وجود دعم ميداني ولوجستي كبير من قبل الولايات المتحدة الاميركية والحكومة العراقية.

وقد اعتبر الخبراء، ان تحرير مدينة الموصل لا يتم الى عبر مشاركة قوات الحشد الشعبي والبيشمركة الكردية التي باتت لديها خبرة كبيرة في مجال حرب المدن وكيفية التعامل مع "داعش"، وذلك في ظل تقارير عن وجود واحتشاد فصائل متعددة من بينها ميليشيات تابعة لحزب البعث وضباط سابقيين في الجيش العراقي لدعم "داعش" بالموصل، بالاضافة الى وجود مصالح ومعرقلات اقليمية لدول كتركيا وامريكا التي تريد ان تجري المعركة وفق مقاسات محددة تخدم مصالحها اولا و ليس بالضرورة مصالح الشعب العراقي.
103-1