تركيا... وأزمة الحزب الحاكم + فيديو

الخميس ٠٥ مايو ٢٠١٦ - ١٠:١٠ بتوقيت غرينتش

(العالم) 05/05/2016 - بعد ثلاثة عشر عاما من المسيرة المشتركة في حكم تركيا، حان وقت الافتراق بين الرئيس رجب طيب اردوغان ورفيق اخر من رفاق الدرب التي اوصلته ليكون الرجل الاول في البلاد. رئيس الحكومة احمد داود اوغلو اعلن انه سيقدم استقالته من رئاسة حزب العدالة والتنمية وبالتالي استقالته من رئاسة الحكومة، بعد يوم من اجتماع لتسعين دقيقة بينه وبين اردوغان تقول التقارير انه لم يكن وديا، ليفتح الباب امام تكهنات في كافة الاتجاهات.

وقال داود اوغلو: "حزب العدالة والتنمية على شفا حقبة جديدة. قررنا عقد مؤتمر استثنائي في الثاني والعشرين من ايار. اعتقد انه من الافصل تغيير رئيس الحزب من اجل ضمان وحدته ولذلك لن اكون مرشحا لرئاسة الحزب وليس لدي اي شعور بالفشل او الندم لاتخاذ هذا القرار".

ورغم حرص اوغلو على اظهار قراره بانه تضحية في سبيل حزبه، الا انه من الواضح وجود خلافات يبدو انها باتت اكبر من استيعابها بينه وبين الرئيس اردوغان. خلافات يضعها المتابعون في خانة سعي اردوغان لازاحة اي شخص يمثل عقبة امام مشروعه القاضي بتحويل البلاد الى النظام الرئاسي، خاصة وان اوغلو عارض هذا المشروع، اضافة لانفتاحه على فكرة اعادة الحوار مع حزب العمال الكردستاني.

كما انه كان الوجه الابرز في ترميم العلاقة مع الاوروبيين خاصة في مسالتي اللاجئين واعفاء الاتراك من نظام الفيزا. وعليه فان دفع داود اوغلو للاستقالة يعتبر بحسب شريحة واسعة من الشارع التركي انقلابا ناعما.

وقال كمال كليشدار اوغلو: "يجب الا ينظر الى استقالة داود اوغلو على انها قضية حزبية داخلية، النظام البرلماني دخل غرفة الانتظار، وعلى كل داعمي الديمقراطية مقاومة انقلاب القصر هذا وعنوانه انقلاب الرابع من ايار".

ما وصف بالانقلاب تصفه اوساط الرئيس التركي بان البلاد ستكون اكثر استقرارا عندما يوجد رئيس حكومة اكثر تناغما مع اردوغان، ما يفسره معارضوا هذه الخطوة بانه سعي لجلب رئيس حكومة يمكن التحكم به. وما يعزز ذلك، ترشيح صهر اردوغان وزير الطاقة بيرات البيرق لخلافة داود اوغلو اضافة لوزير النقل بينالي يلديريم. والرجلان من المقربين لاردوغان.

كل ذلك جعل من المنظر الابرز لحزب التنمية والعدالة عقبة تقرر ازالتها بطريقة هادئة هذه المرة عكس ما حصل مع حليفه السابق فتح الله غولن. فالرئيس التركي يريد اولا واخرا ان يكمل الطريق واثق الخطوة وحيدا باتجاه مشروعه الذي يجعله الحاكم الاوحد في تركيا.

5