الإنتخابات الأمريكية والإبتذال الأخلاقي

الإنتخابات الأمريكية والإبتذال الأخلاقي
الثلاثاء ١٠ مايو ٢٠١٦ - ٠٣:٤١ بتوقيت غرينتش

الملفت ان الفائز بالانتخابات التمهيدية التي تشهدها الولايات الامريكية، لا يتمتع باي فضيلة اخلاقية لا من الناحية الشخصية ولا الناحية الاجتماعية ولا الناحية السياسية، فالفضائح الاخلاقية والاقتصادية والسياسية تطارده.

المتتبع لاخبار الانتخابات الرئاسية في امريكا وهي تمر في مراحل حساسة، يشعر بالغثيان من الخطاب السوقي والمبتذل وغير الاخلاقي لاشخاص يسعون للوصول الى سدة الحكم في امريكا، التي تعتبر نفسها زعيمة العالم الحر، والقوة الاعظم في العالم، والتي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة من شؤون الدول الاخرى.

الملفت ان الفائز بالانتخابات التمهيدية التي تشهدها الولايات الامريكية، لا يتمتع باي فضيلة اخلاقية لا من الناحية الشخصية ولا الناحية الاجتماعية ولا الناحية السياسية، فالفضائح الاخلاقية والاقتصادية والسياسية تطارده، حتى وصل الأمر الى زوجته التي اتهمته بأقذر وأشنع الاتهامات الأخلاقية .

نكرر ان الملفت ان هذا المرشح الذي تطارده الفضائح من كل حدب وصوب، يبدو انه سيحصل على تأييد الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الامريكية، وكأن حال المشهد السياسي الامريكي يقول؛ انني افتخر بهذا المثال السياسي والاجتماعي والاخلاقي الذي يمثله المدعو دونالد ترامب، وسأجعل منه رئيسا للولايات المتحدة، وهذه الرسالة فهمها ترامب، لذلك لا يمر يوم الا ويضيف فضيحة الى فضائحة التي لا تعد ولا تحصى.

صحيح ان البعض من الذين يعتبرون الأخلاق نسبية، وهي ليست كذلك، يبررون فوز دونالد القريب بترشيح الحزب الجمهوري، بأن ترامب يجسد الاخلاق الامريكية، وكل ما قيل عنه ليس بالمعيب او الخطأ امريكيا، بل على العكس هناك من يعتبر ترامب يجسد الحلم الامريكي في شخصيته وفي نجاحه العملي والسياسي، ولكن هذا التبرير لم يعد يصمد امام الكم الهائل من فضائح ترامب التي كشفت عنها وسائل اعلام غربية، تشاطر الراي مع من يعتقدون بنسبية الأخلاق، فهذه صحيفة ديلي ميل البريطانية كشفت الجانب الحقيقي من شخصية ترامب والتي لاتتلائم حتى مع نسبية الاخلاق، فاشارت الى المكان المفضل لترامب هو “استوديو54” الملهى الليلي الأكثر شهرة في “مانهاتن” المعروف بنشاطات المال والجنس والمخدرات، وكذلك الى علاقاته الفاضحة مع عارضات الأزياء وملكات جمال الدول الاخرى التي كان يشارك في تمويل احتفالاتها، واعترافه بإقامة علاقات جنسية مع كثير من النساء، وحصوله على ثروته بطرق ملتوية عبر تملقه لعصابات المافيا.

كما تحدثت الصحيفة عن البلاغ الذي تقدمت به إيفانا زوجة ترامب السابقة في العام 1993 والتي طالبت باستصدار أمر قضائي للقبض عليه.

الى هذه الحقائق اشار الرئيس الامريكي بارك اوباما في حفل نظم ليلة الأحد 1 مايو/أيار في البيت الأبيض حضره سياسيون واعلاميون وفنانون امريكيون، ولكن بطريقة ساخرة عندما قال ان “المؤسسة الجمهورية ميالة للشكل لدرجة، أن ترامب أبرز مرشحيهم المحتملين”، واتهم ترامب بأنه خبير بالنساء أكثر منه بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، واضاف “يقولون إن دونالد يفتقر للخبرة اللازمة ليصبح رئيسا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية لكنه وللإنصاف أمضى سنوات في لقاءات مع زعماء من أنحاء العالم: ملكة جمال السويد وملكة جمال الأرجنتين وملكة جمال أذربيجان”، مشيرا إلى منافسات ملكة جمال الكون التي كان ترامب سابقا أحد مموليها.

ترامب هذا النموذج المثالي للحلم الامريكي شن في المقابل هجوما مضادا على منافسته الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون ولسان حاله يقول لست الفاسد الوحيد في الطبقة السياسية الامريكية فكل الطبقة السياسة فاسدة اخلاقيا، فقد اتهم كلينتون بالتواطؤ في خيانات زوجها بيل (الرئيس الاسبق لامريكا) وقال: “إنها (هيلاري) متزوجة من رجل كان أسوأ معتدٍ على النساء في تاريخ السياسة. إنها متزوجة من رجل ساهم في معاناة نساء كثيرات، وكانت شريكته، وعاملت النساء في شكل مروع. تعرضت بعض النساء للإهانة ليس من جانبه بل لكيفية تعاملها هي معهن، كانت شريكة شريرة للغاية في علاقات زوجها بيل خارج إطار الزواج”، في اشارة الى العلاقة بين بيل كلينتون والمتدربة الشابة في البيت الابيض مونيكا ليونسكي.

ترامب وكلينتون هما عصارة النخبة السياسية في امريكا، فهما مرشحا الحزبين الرئيسيين في امريكا الجمهوري والديمقراطي، ويمثلان ايضا الحلم بالنسبة لكل سياسي امريكي، لما يجسدان من قيم واخلاق ومبادىء السياسة الامريكية ونظرتها الى الحياة والمجتمع، ولا يسعنا هنا الا ان نعلن عن تعاطفنا مع شعوب العالم التي تخضع حكوماتها للارادة الامريكية، وهي ارادة يمثلها اشخاص مثل ترامب وكلينتون افضل تمثيل.

• شفقنا

2-208